بمناسبة ما تشهده مصر تلك الأيام من الاحتفال بأعياد الطفولة، والتي دشنتها وزارة الثقافة مطلع نوفمبر الجاري، تستعرض "البوابة نيوز" نشأة مسرح الطفل، وأهم رواده ومؤسسيه، وأنواع مسرح الطفل، وسماته وخصائصه. يعد مسرح الأطفال واحدا من الوسائل التربوية والتعليمية التي تسهم في تنمية الطفل تنمية عقلية وفكرية واجتماعية ونفسية وعلمية ولغوية وجسمية وهو فن درامي تمثيلي موجه للأطفال يحمل منظومة من القيم التربوية والأخلاقية والتعليمية والنفسية على نحو نابض بالحياة من خلال شخصيات متحركة على المسرح مما يجعله وسيلة هامة من وسائل تربية الطفل وتنمية شخصيته لاسيما أن الطفل يرتبط ارتباطا جوهريا في التمثيل منذ سنوات عمره الأولى عندما كان يحول خياله الإيهامي إلى لعب هو مسرح إيهامي يؤلفه ويخرجه ويمثله الطفل ذاته لذلك تكون علاقة الطفل بالمسرح علاقة اندماجية وهنا تكمن أهمية المسرح وخطورته. ويتسم مسرح الطفل بعدد من السمات والخصائص التي تجعله مقبولا لدى الأطفال وقادرا على التأثير بهم ويأتي أبرزها: سهولة الحبكة ومناسبتها لعمر الطفل، وضوح الشخصيات وأدوارها وسماتها الأخلاقية، أن تسير الأحداث على نحو طبيعي من دون إسراع أو تصنع، يجب أن تكون البداية مشوقة والانتقالات مناسبة والنهاية مفرحة ينتصر فيها الخير على الشر، الاهتمام بالحكايات المشوقة، سهولة الحوار وبساطته ووضوحه، أن يكون إيقاع الأحداث مناسبا، وغيره. ويمكن تقسيم مسرح الطفل إلى عدة أنواع ومنها: المسرح التلقائي أو الفطري، وهو مسرح يخلق مع الطفل بالغريزة الفطرية، يستند فيه إلى الارتجال والتمثيل اللعبي والتعبير الحر التلقائي "مثل لعبة العريس والعروسة"، المسرح التعليمي: هو ذلك المسرح الذي ينجزه التلميذ تحت إشراف المربي أو المنشط أو المدرس أو الأستاذ وبوجود نصوص معدة سلفا ضمن المقررات الدراسية. وتعتبر نشأة مسرح الطفل في العالم العربي متأخرة مقارنة بأوروبا، ربما كان هذا لأسباب اجتماعية وسياسية وغيره، وبدأ مسرح الطفل العربي بحكايات خيال الظل، والتي تعد شكلا من أشكال الشخصيات المتحركة "العرائس"، وقد مثلت أول بداية لمسرح الطفل في القرن السابع الهجري ويرجع الفضل في نشأة هذا الفن إلى ابن دانيال الموصلي. في البداية كان الإنسان يستخدم اللاعبين بخيال الظل؛ لأنه كان مجرد حاجز من الخشب يكون فاصلا بين المشاهدين والخياليين، وقد كان هذا الحاجز مرتفعا فوق الأرض وقريبا من السقف، وهذا أتاح الفرصة لظهور فن آخر للعرائس وهو فن القرقوز. مسرح الأطفال بدوره قد حظي بمكانة كبيرة ضمن أجناس أدب الأطفال بمصر، وقد اشتهر فيه "كامل الكيلاني" الذي خصص كثيرا من مسرحياته للأطفال الصغار، من قصص وروايات وأشعار الأطفال وكتب الفنون والموسوعات والمعارف. ويعد الدكتور ناجى شاكر، أحد رواد فن مسارح الطفل فى مصر، والذى قام بتصميم عرائس أوبريت الليلة الكبيرة، وأشرف على ديكور شفيقة ومتولى، وله العديد من الأعمال الفنية المسرحية منها الزير سالم، شغل أراجوزات الكل فى واحد، كما أنشأ شعبة الفنون التعبيرية بكلية الفنون الجميلة التى تتضمن تصميم الديكور والأزياء فى السينما والمسرح والتليفزيون، كما حصل على جائزة تصميم مهرجان المسرح الدولى برومانيا.