أعلنت نتائج الدورة الأولى للانتخابات التمهيدية الفرنسية، وقد تصدر رئيس الوزراء السابق فرانسوا فيلون المركز الأول بنسبة تصويت تصل ل 44.2 % وجاء في المركز الثاني رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه بنسبة تصويت 28.4%، بينما احتل المركز الثالث الرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي بنسبة تصويت ضعيفة لا تتجاوز 20.7% ليخرج نيكولا من سباق الانتخابات التمهيدية من المرحلة الأولى، معترفًا بهزيمته، وليكمل كل من فيلون وجوبيه للمرحلة الثانية من التصويت في 27 نوفمبر القادم وسط دهشة قطاع كبير من الناخبين والمراكز البحثية والمحللين السياسيين خاصة أن استطلاعات الرأي كانت تشير إلى أن فيلون يحتل مركز متأخر وبالتالي لن يكمل للدورة الثانية. وعقب إعلان النتائج أعلن ساركوزي عزمه اعتزال الحياة السياسية والخدمة العامة مشيرا إلى أنه لم يستطع إقناع الناخبين، لافتا إلى أنه أقرب إلى وجهة نظر وسياسات فيلون منه إلى جوبيه الذي دعاه ليحافظ على روحه المعنوية مرتفعة. ووفقا لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية فإن نتائج الانتخابات كانت صادمة لأنها جاءت مخالفة لاستطلاعات الرأي التي كانت تضع فيلون في المركز الثالث بعد ساركوزي وجوبيه لتأتي النتيجة الحقيقة وتطيح بمصداقية استطلاعات الرأي. وقالت الصحيفة إنه حتى أسبوع واحد فقط، كان فيلون المحافظ اجتماعيا ذات التوجهات الاقتصادية الليبرالية متأخر في استطلاعات الرأي وكل المؤشرات تفيد بخروجه من الجولة الأولى، فيما كان جوبيه المحافظ المعتدل يتصدر الاستطلاعات ولكن في أسبوع واحد تغيرت النتائج. وأشارت الصحيفة أنه من المتوقع أن تكون هناك فرصة قوية للمرشح اليميني بالفوز في الانتخابات الرئاسية العام المقبل، لأن منافسهم من اليسار أضعف فرصه في الفوز بسبب فترة الرئاسة المضطربة للرئيس الاشتراكي فرانسوا هولاند. وبسبب المشاكل الرئاسية، أظهرت استطلاعات الرأي باستمرار أن زعيمة اليمين المتطرف ورئيسة حزب الجبهة الوطنية (FN)، مارين لوبان، ستخوض الجولة الأخيرة من الانتخابات الرئاسية، ومن المرجح أن يكون منافسها إما فيلون أو جوبيه. ورجحت الصحيفة أن يكون الفائز في الانتخابات الرئاسية في مايو القادم من اليمين الوسط، خاصة في ظل انقسام التيار اليساري وإظهار الكثير من استطلاعات الرأي أن قطاع من الناخبين لا يفضلون سياسات مارين لوبان وحزب الجبهة الوطني اليميني المتطرف. ووفقا لصحيفة الجارديان البريطانية فإن ساركوزي أقر بأن الهزيمة لم تؤثر على حالته النفسية وأنه لا يشعر بالمرارة ولا بالحزن، وأشارت الجارديان إلى أن ساركوزي قال عقب الهزيمة إن فالون كان موظفا لديه عندما كان هو رئيسا لفرنسا كمحاولة للتقليل من شأنه، وعلى الرغم من البغض المستتر إلا أن ساكوزي أعلن أنه سيساند فيلون في الانتخابات التمهيدية القادمة يوم ال27 من نوفمبر القادم. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن فرانسوا فيون الذي عينه ساركوزي كرئيس للوزراء في سنة 2007، هو الحصان الأسود في الانتخابات الرئاسية مرجحة فوزه بالمنصب في الانتخابات النهائية، مشيرة إلى أنه الأوفر حظا بين كل المرشحين، وأضافت الصحيفة أن فيلون أعطى الضربة القاضية لساركوزي وأطاح بأحلامه الرئاسية من أول جولة، وأرجعت سبب تفوقه على رئيسه الأسبق بأنه تبنى خطابا سياسيا أقل حدة من ساركوزي الذي ركز طوال حملته على استعادة الهوية الفرنسية وانتهاج سياسات أكثر شدة مع المهاجرين والمسلمين. وأشارت الصحيفة الأمريكية أن وقت إعلان النتائج أبدى معلقو التليفزيون الفرنسي والمحللين السياسيين دهشتهم من النتيجة وتراجع جوبيه للمركز الثاني مع تفوق فيلون وتصدره للمركز الأول. وفي محاولة منه لاستقطاب أنصار ساركوزي للتصويت له وعد فيلون بإضافة 16000 زنزانة سجن جديدة، وإنشاء وحدة قضائية خاصة بمكافحة الإرهاب، مع تشديد الإجراءات القمعية على أي شخص يثبت تورطه وعلاقته بتنظيم "داعش الإرهابي"، وسحب الجنسية لأي مواطن يشرع في تبني الأفعال الجهادية الإرهابية.