يتوجه غدا الإثنين، وفد سعودي رفيع المستوى يتقدمهم مستشار العاهل السعودي أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، حيث يضم الوفد ثامر السبهان، وزير شؤون الخليج بالمملكة. ومن المنتظر أن يلتقي "الفيصل" الرئيس ميشال عون لتهنئته برئاسته للجمهورية، كما يلتقي كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال الحالية تمام سلام. وأشار مراقبون للشأن اللبناني إلى أن زيارة الوفد السعودي تأتي في إطار تحركات استعادة العلاقات الوثيقة بين البلدين بعد التوتر الذي شهدته البلاد في الشهور الأخيرة على خلفية امتناع تصويت لبنان بجامعة الدول العربية على اعتبار حزب الله منظمة إرهابية على خلفية الاعتداءات التي وقعت على السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران منذ عدة أشهر؛ الأمر الذي أغضب المملكة العربية السعودية، وعلى إثرها حجبت منحة للجيش اللبناني بقية ثلاثة مليارات دولار أمريكي. ودعا المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في لبنان قبل يومين، الكتل والقوى السياسية إلى "التعاون وتعزيز عوامل الثقة بينها؛ لأن الوطن لا يبنى إلا بوحدة قواه السياسية ودعم أشقائه العرب، وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية". جدير بالذكر أن وزير شئون الخليج بالمملكة ثامر السبهان كان قد توجه للبنان قبل انتخاب "عون" بثلاثة أيام وحضر جلسة مجلس النواب التي شهدت انتخاب "عون" رئيسًا للبنان، في خطوة فسرت عودة الدفء للعلاقات بين البلدين وتأييد السعودية لتولي الجنرال عون رئاسة لبنان في إطار الصفقة التي عقدها رئيس الوزراء المكلف، زعيم تيار المستقبل، مع سعد الحريري (المقرب من السعودية). ولا يبتعد عن المشهد أن يكون من أهداف الزيارة المساهمة في تعجيل ظهور حكومة الحريري التي تعطلت إثر الخلافات التي نشبت بين الرئيس عون والرئيس بري على حصص كل منهما في الحكومة الجديدة، خاصة وأن زيارة سبقت الوفد السعودي بأيام قليلة لوزير الخارجية المصري سامح شكري للبنان، والتي فسرها المحللون بأنها كانت لدعم وتعجيل تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة "الحريري"، كذلك عودة الدور المصري إلى لبنان في المرحلة القادمة بعد أن توقف خلال الأعوام الماضية بسبب ظروف مصر والمنطقة، وأن مصر عائدة بقوة وسوف تلعب دورا مهما باتجاه الدولتين سورياولبنان والتي يمتد أمنها القومي إلى هاتين الدولتين. وكانت مصادر دبلوماسية لبنانية قد كشفت الأسبوع الماضي، بحسب وسائل إعلام محلية، عن زيارة مرتقبة لرئيس الجمهورية، العماد ميشال عون، برفقة عدد من المسئولين، إلى الرياض، وذلك في محاولة للضغط على المملكة من أجل الإفراج عن هبة الجيش اللبناني التي جمدتها "الرياض" في وقت سابق، بالإضافة إلى تقريب وجهات النظر بين "الرياض" و"طهران".