اهتم كُتاب الصحف المصرية في مقالتهم بالصحف الصادرة صباح اليوم الأحد بالحديث عن عدد من القضايا التي تهم الرأي العام. ففي مقاله بصحيفة "الأهرام"، بعنوان "الأهم من تعويم الجنيه"، قال الكاتب مكرم محمد أحمد، إن الأهم من "تعويم الجنيه" المصرى الذى تم بنجاح بالغ لأن المصريين وقفوا على قلب رجل واحد دفاعا عن دولتهم، ورفضوا دعوات الفوضى غير البناءة التى استهدفت تدمير الدولة المصرية كما حدث فى العراق وسوريا وليبيا، هو تعزيز قدرة مصر على كسب المزيد من العملات الصعبة سدادا لاحتياجاتها المتصاعدة من الواردات الخارجية التى يتجاوز حجمها الآن 80 مليار دولار فى العام. وأضاف: "أظن أن أقصى ما يمكن أن يحققه تعويم الجنيه أن يعيد التعامل بالدولار إلى البنوك بدلا من السوق السوداء فضلا عن أن وجود سعرين للدولار يضر بالاقتصاد الوطني ومصالح المستثمرين الذين تضطرب أحوالهم في غيبة التنبؤ الدقيق بأحوال سوق مستقرة". وتابع قائلا: إنه بمعنى آخر أكثر تحديدا فإن "تعويم الجنيه" يضمن مرور حصيلة مصر من العملات الصعبة من بوابة البنوك، ويلغى فرص المضاربة على سعر الدولار فى السوق السوداء لكن زيادة حصيلة مصر من العملات الصعبة تظل رهنا بنشاطين أساسيين هما تزايد قدرة مصر على التصدير إلى الخارج ونجاحها فى استعادة السياحة. وأظن ان الطريق الأكثر ضمانا ونجاحا الآن هو تعزيز قدرة مصر على التصدير التى لاتزال جد متواضعة (30 مليار دولار تشمل المواد البترولية) خاصة ما يتعلق منها بالصناعات الصغيرة والمتوسطة التى تستوعب أكثر من 70% من قوة العمل المصرية، وتشمل صناعات الجلود والملابس الجاهزة والاحذية والاثاث وكلها صناعات مهمة تحقق فيها اليد العاملة المصرية مهارات ذائعة الصيت لا ينقصها سوى بعض لمسات الإتقان الأخيرة لكى تغزو أسواق العالم بنجاح بالغ وتدر على مصر فيضا من العملات الأجنبية. واستطرد الكاتب قائلا: ومع أن الصناعات الصغيرة والمتوسطة هى أكثر الطرق لتنمية الصادرات الخارجية وأهمها فإنها لا تلقى بعد الاهتمام العملى الكامل الذى يجعل منها نشاطا تصديريا مهما رغم كثرة الحديث عنها فى ظروفنا الراهنة. وبرغم كثرة الحديث عن ضرورات الاهتمام بالصناعات الصغيرة والمتوسطة والوعود المتكررة بوجود أكثر من 200 مليار جنيه فى البنوك مخصصة لدعم هذه الصناعات، فإننا لا نرى حتى الآن خطة متكاملة لتشجيع هذه المشروعات تحقق جودتها وتوفر فرص الارتقاء بها ذوقا وأناقة وتنوعا كى تتمكن من منافسة مثيلاتها فى الأسواق الخارجية، وما ينبغى أن يعرفه الجميع أن صناعات الأحذية والملابس الجاهزة والأثاث الإيطالى الخفيف تدر على إيطاليا عملات صعبة تفوق حصيلتها من صادرات السلع الصناعية الكبيرة وأهمها صناعة السيارات. وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان " غلاء غير مبرر"، قال الكاتب محمد الهواري: لا يمكن استيعاب ما يحدث في السوق من رفع للأسعار خاصة أن معظم المستوردين كانوا يتعاملون بالسعر الحر للدولار قبل تحرير أسعاره رسميًا، وبالتالي فقد تحمل المواطن عبء رفع الأسعار قبل تحرير سعر الصرف لذا فإن ما يحدث في الأسواق الآن هو استغلال من جانب بعض التجار للحصول علي مزيد من المكاسب والأرباح على حساب المواطن. وأضاف الكاتب أن تأثير تحرير سعر الصرف المفروض أنه محدود فيما كانت الحكومة تمول استيراده بالسعر الرسمي، خاصة السلع الاستراتيجية، أما الاستيراد الحر فلم يتأثر بل استفاد من انخفاض سعر الدولار عن السوق السوداء بعد تحرير سعر الصرف، وبالتالي فإنه لا معني لاستغلال البعض لتحرير سعر الصرف لرفع الاسعار دون مبرر والضغط علي معاناة المواطنين خاصة إن الدولة تعهدت بتوفير جميع السلع الاستراتيجية والغذائية لمدة 6 أشهر قادمة.. إننا في حاجة فعلًا للتكافل والقضاء علي الاستغلال والاحتكار حتي يتحقق الانضباط الحقيقي في الاسعار بالسوق وأن يلتزم التجار بخفض هامش الربح وبالتالي بخفض الأسعار. وأعتقد أن اتجاه الحكومة لصرف الدعم نقدًا سيساهم في ترشيد إهدار الدعم وحتي يتحمل القادرون الأسعار الحقيقية للسلع إضافة إلى ضرورة الاعتماد على الذات في إنتاج ما يريده المواطن بدلًا من الاستيراد وقد تحقق الترشيد فعليًا في انخفاض الواردات 7 مليارات دولار وزيادة الصادرات مليار دولار وهو ما أعلنه وزيرالتجارة والصناعة.. ولو سرنا على هذا الطريق سنحقق خفضًا كبيرًا في عجز الميزان التجاري. وفي مقاله بصحيفة "الأخبار"، تحت عنوان " الأجواء مهيأة للسماح بعودة الجماهير للملاعب"، قال الكاتب جلال دويدار: سعدت وسعد معي كل المصريين بفوزنا 2/صفر في مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم مع منتخب غانا على طريق تأهلنا للمشاركة في بطولة العالم بروسيا عام 2018، وكان مصدر هذه السعادة النجم المصري العالمي محمد صلاح الذي سجل الهدف الأول من ضربة جزاء ليأتي بعده الهدف الثاني بلعبة فنية رائعة للاعب الأهلي اللامع عبدالله السعيد. وأضاف أن السلوك الحضاري المثالي للجماهير الغفيرة التي سمح لها بحضور المباراة للوقوف إلي جانب منتخبنا الوطني بالتشجيع والتحميس، كان إضافة هائلة لتلك السعادة التي غمرتنا بهذا الفوز العزيز.. هذا المشهد أحيا آمال ملايين المصريين من عشاق الساحرة المستديرة في أن تكون دافعا لأجهزة الأمن التي أعادت الأمن والاستقرار إلي ربوع مصر المحروسة للسماح لهم بحضور باقي مباريات الدوري العام الذي يجري فاعلياته حتي الآن بدون جمهور. وتابع قائلا: لا يخفي على أحد أن هذا الحضور يجعل لهذه المنافسات الرياضية طعما ومذاقا خاصا سواء بالنسبة للشعب أو اللاعبين إلى جانب المساهمة في حل الأزمة المالية التي تعاني منها النوادي الرياضية.. ومن المؤكد أن صدور هذا القرار سوف يكون له ردود فعل ايجابية محليا ودوليا علي ضوء عودة الاستقرار إلى مصرنا العزيزة وترسيخ الإحساس بعودة الحياة الطبيعية.. هذا الأمر سيكون له انعكاسات في تهيئة أجواء استعادة الثقة اللازمة لجذب الاستثمارات والسياحة، تعاظم الوعي الجماهيري سبق وأن تجلي بهذه الصورة الرائعة في ملاعبنا في مباراتي السوبر الإماراتي ثم في مباراة فريقي الزمالك وصن داونز الجنوب افريقي في إطار البطولة الافريقية. وقال الكاتب: أعتقد أنه وعلى ضوء هذه التجارب الثلاث والتي تمت دون أي تجاوزات أمنية.. لم يعد هناك أي مبرر أو حجة لاستمرار هذا الحظر المفروض.. لا أحد ينكر أن الأمن المثقل بأعباء حماية أمن الوطن واستقراره في مواجهة التآمر الاجرامي ما كان يمكن زيادة أعبائه في الفترات السابقة بتحميله مهام تأمين الملاعب، إن هذا الحظر ضروريا نتيجة جرائم الخروج عن الروح الرياضية في بورسعيد وفي استاد الدفاع الجوي والتي أدت إلى سقوط عشرات الضحايا الأبرياء. ومن المؤكد أن مطلب عودة الجماهير للملاعب يمكن الاستجابة له الآن بعد أن تمت السيطرة على زمام الأوضاع الأمنية وازدياد الوعي لدي الجماهير الرياضية لعزل العناصر المثيرة للشغب التي كان يتم استغلالها لإثارة هذه الأحداث الدموية.. إن ما يشجع علي هذه الدعوة.. صدور العديد من التصريحات حول إمكانية تحقيق ذلك.. من ناحية أخري فلا جدال أن المهندس خالد عبدالعزيز وزير الرياضة والشباب النشط ومعه هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة يبذلان جهودا كبيرة مع أجهزة الأمن من أجل التوصل إلي صيغة لاتمام هذه العودة. وباعتبار أن غالبية جماهير مباريات كرة القدم من الشباب الذي يسيطر عليه حماس تشجيع النوادي التي يفضلها فإن حماسه الرياضي وانتماءه لهذه النوادي تجعله يقف بكل قوة وراء طلب السماح بحضوره المباريات.. إنه وبعد سنوات من هذا الحظر قد استوعب أبعاد وأسباب المشكلة وبالتالي سيكون سياجا لمنع تكرار الأسباب وراء قرار الحظر.. هذه الرغبة الشبابية كانت محورا لمطالب الشباب في جلسات مؤتمرهم في شرم الشيخ. وتواصلا مع تجاوب الرئيس مع ما أبداه الشباب في هذا المؤتمر فقد وعد في حضور وزير الداخلية مجدي عبدالغفار ووزير الرياضة خالد عبدالعزيز ببحث الأمر واتخاذ قرار فيه.