تسعى إسرائيل إلى إفشال الصفقة النووية الإيرانية، والتي عقدت بين إيران والقوى العالمية الست في العام الماضي، حيث ترى تلك الصفقة خطرا كبيرا عليها، تجعل من إيران قوة عظمى بمنطقة الشرق الأوسط يصعب التعامل معها فى المستقبل. وفي هذا، قالت تقارير صحفية أمريكية إن بنيامين نتنياهو يعمل في تلك الأيام على وضع خطة لإفشال الصفقة النووية الإيرانية، ويعتمد فيها بشكل كبير على الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب. وحسبما أبرزت وكالة بلومبيرج في تقريرها، فإن مساعدين لنتنياهو قالوا إن الأخير يعتزم الاجتماع في النصف الأول من العام المقبل، وتحديدا في شهر مارس بترامب، من أجل فتح باب النقاش وإيجاد حل لهذه المشكلة، بعد فشل نتنياهو في إيجاد حل مناسب مع الرئيس الأمريكي السابق، باراك اوباما. ومن المتوقع ان يوجه نتنياهو رساله واضحة وصريحة لترامب، مفادها أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر تشددا ضد برنامج إيران العسكري. واضاف التقرير ان الرسالة ستتضمن ايضا وضع عقوبات اكثر صرامة على ايران، على خلفية تطوير الصواريخ البالستية الإيرانية، وبذل المزيد من الجهود لمنع النفوذ الايراني المتزايد في المنطقة عن طريق وكلاء في سوريا ولبنان وقطاع غزة. وفي نفس السياق، قال اللواء المتقاعد يعقوب عميدرور، مستشار الأمن القومي السابق نتنياهو، إن المهمة العاجلة هي منع إيران من أن تصبح قوة عظمى في المنطقة، وهو الأمر الذي قد يحدث لبعض الوقت، مضيفا أن الولاياتالمتحدة يجب أن تعمل للحد من الشراكة بين روسياوإيران في المنطقة. واوضحت بلومبيرج ان هناك جهد اسرائيلي في حقبة ما بعد أوباما من اجل إقناع ترامب لمعرفة دور إيران في المنطقة بشكل مختلف، وفقا لما قاله روبرت ساتلوف، المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حيث اشار الى رغبة اسرائيل ترامب في إعادة نظر أميركا في الدولة الايرانية، والنظر اليها كبلد تسبب المشكلات في العالم بدلا من النظر اليها كحل لاعادة التوازن في المنطقة. واوضح ساتلوف انه حتى في حالة تمزيق ترامب للاتفاق النووي الايراني، فسيكون من المستحيل تقريبا بالنسبة له اقناع القوى العالمية الأخرى بتطبيق العقوبات ووقف التجارة مع إيران، لذا فان الامر لن يكون سهلا. ومن الصعوبات الاخرى التي أشار لها التقرير، هي كيفية التعامل مع روسيا، حيث يعتبر الروس حلفاء اقوياء لايران، حيث عملت روسيا مع إيران وحزب الله لدعم بشار الأسد في سوريا، لذا سيكون على نتنياهو تحقيق معجزة من اجل افشال هذا الاتفاق.