سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر والكويت "إيد واحدة".. 2 مليون برميل شهريًا "لأرض الكنانة" بمدة سماح 9 أشهر.. دبلوماسيون: أفضل رد على الموقف السلبي لشركة "أرامكو" لإمداد القاهرة بالنفط
في أقوى رد على شركة أرامكو التي قررت وقف إمداد مصر بالنفط الخام، قرر مجلس الوزراء الكويتي تمديد عقد بيع النفط الخام إلى مصر اعتبارًا من أول يناير المقبل، مع فترة سماح تبلغ 9 أشهر قبل بدء السداد، حيث سيتم تزويد مصر بحوالي مليوني برميل نفط خام شهريًا، وسيكون السعر وفقًا للأسعار المتداولة عالميًا. ويكتسب القرار الكويتي أهمية خاصة، كونه يأتي في الوقت الذي أوقفت فيه الشركة السعودية «أرامكو» تزويد مصر بالوقود للشهر الثاني على التوالي، رغم ان الشركة افادت بأنها لم تلغِ اتفاقها مع الهيئة المصرية العامة للبترول حتى الآن. فيما يسهم القرار الكويتي في دعم مصر لتغطية كلفة احتياجاتها النفطية وتخفيف الضغط على مصر إلى حد ما في طرح مناقصات الوقود عالميًا، لسد الفجوة التي نشأت بسبب توقف شحنات (أرامكو). وأكد السفير طلعت حامد الأمين العام المساعد للجامعة العربية سابقا، أهمية هذا القرار الكويتي، وأنه يعتبر موقفًا يحسب للكويت الشقيقة أميرا وحكومة وشعبًا، مشيدا بهذه الخطوة التي من شأنها دعم مصر. وقال: إن هذا القرار الكويتي يؤكد عمق العلاقات بين مصر والكويت، خاصة أن مصر كان لها دور مهم أثناء الغزو العراقي للكويت في أغسطس 1990 عندما وقفت أمام صدام حسين ورفضت بشكل قاطع أن تبارك الغزو العراقي وطالبت العراق بالخروج فورا،كما أن مصر كانت من أوائل الدول التي ساهمت بقوات لرد العدوان العراقي عن الكويت. وأشار إلى أهمية القرار الذي يمثل أفضل رد على الموقف السلبي لشركة أرامكو بوقف إمداد مصر بالنفط. يأتي ذلك فيما تشهد العلاقات المصرية الكويتية نموًا مطردًا على مدار التاريخ، وعلى كافة الأصعدة، وتنبع قوة العلاقات بين البلدين من الروابط الأخوية الأزلية بين الشعبين الشقيقين وحرص البلدين على مد جسور التعاون إلى كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين، علاوة على ذلك تتميز هذه العلاقات على مدى تاريخها الطويل بتطابق وجهات النظر حيال القضايا الحيوية التي تهم الأمتين العربية والإسلامية والتي تقوم على ثبات المواقف ووضوح الرؤى. واكتسبت العلاقات دفعة قوية إبان العدوان الذي تعرضت له الكويت على يد نظام صدام حسين السابق في العراق بعد أن أكدت مصر من جانبها رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب الحق الكويتي بل ودفاعها كشريك في حرب تحرير الكويت. على الجانب الآخر وقفت دولة الكويت مع مصر إبان العدوان عليها عام 1967 ونصر أكتوبر عام 1973، فقد كانت دولة الكويت من أوائل الدول العربية التي أرسلت قوات مسلحة قبل حرب 1967 لمساعدة مصر في حرب تحرير سيناء، فقد أرسلت لواءً كاملًا وهو "لواء اليرموك"، واستمرهذا اللواء موجودًا في مصر حتى حرب أكتوبر حرب 1973. وسعيًا إلى توثيق روابط الأخوة القائمة وإدراكًا لأهمية التضامن والعمل العربي المشترك، ترتبط مصر والكويت بعلاقات قوية ومتواصلة في جوانب عدة، حيث تأتي الكويت فى مقدمة الدول العربية التي سارعت بمساندة التطورات السياسية التي شهدتها مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو، ووقفت موقفًا داعمًا لإرادة الشعب المصري سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي. فقد أصدرت الحكومة الكويتية بيانًا أكدت فيه دعمها للخطوات الإيجابية للشعب المصري وللحكومة المصرية على طريق ترسيخ دعائم الديمقراطية، ودعم الاستمرار في خارطة الطريق التي رسمتها وفقًا لبرنامج زمني يكفل الاستقرار ويحفظ لمصر أمنها. وتصف الدوائر السياسية والشعبية في كلا البلدين مستوى العلاقات ب"المتميزة"، وقد تأسست اللجنة العليا المشتركة المصرية - الكويتية عام 1998 وذلك لتحقيق القدر الأكبر من التنسيق والتعاون المشترك في مجالات التعاون المختلفة، كما يرتبط البلدان بالعديد من بروتوكولات التعاون – القديمة والجديدة - بين مؤسسات كلا البلدين. وواصلت العلاقات السياسية المتميزة بين مصر والكويت وتيرة تطورها، حيث تعددت الزيارات واللقاءات بين مسئولي البلدين على كل المستويات. وعلى مستوى العلاقات الاقتصادية تُعد دولة الكويت ثالث أكبر مستثمر عربي والخامس على مستوى العالم في مصر، حيث تجاوزت قيمة رأس المال الكويتي المدفوع وفقًا لإحصائيات وزارة الاستثمار المصرية،وتستثمر الكويت بالدرجة الأولى في المجال الصناعي يليه المجال السياحي ثم مجال التمويل والاتصالات والمعلومات والمجالات الإنشائية وأخيرًا المجالات الخدمية. ويجسد التعاون العسكري جليًا في أبلغ صوره بمشاركة الجندي والضابط الكويتي جنبًا إلى جنب مع أخيه المصري بحرب 6 اكتوبر عام 1973 في مصر واختلطت الدماء المصرية والكويتية في معركة استرداد الكرامة العربية، وكذلك شارك المصري الكويتي في حرب تحرير الكويت ضد العدوان الغاشم للعراق في عام 1990. وتعمل اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين من خلال اجتماعات دورية وتنسيقية مستمرة لتعزيز التعاون الثنائي. وتشهد الآونة الراهنة ازدهار في العلاقات العسكرية الكويتية المصرية بمجالي التدريب والتعليم، وتستقبل المعاهد والمنشآت العسكرية المصرية اعدادًا كبيرة من الدارسين الكويتيين وكذلك تستقبل المعاهد والمنشآت العسكرية الكويتية أعداد من الدارسين المصريين بهدف تبادل الخبرات والرؤى والأفكار في المجال العسكري. العلاقات الثنائية الاقتصادية والتجارية والاستثمارية: - تعتبر العلاقات الاقتصادية المصرية الكويتية من أهم ركائز هذه العلاقات، وتحظى باهتمام كبير من قبل حكومتي البلدين، ومن أهم مجالات التعاون الاقتصادى بين البلدين التعاون في مجالات النفط والزراعة والسياحة والنقل والبحث العلمي والتكنولوجيا والجمارك وتنظيم المعارض والمهرجانات الاقتصادية والتجارية والمواصفات والمقاييس. أ- بالنسبة للاستثمارات الكويتية فى مصر: فوفقًا لإحصاءات الهيئة العامة للاستثمار فى مصر، تحتل الكويت المركز الرابع ضمن قائمة الدول المستثمرة في مصر (الثالثة عربيًا)، وذلك بإجمالي مساهمات في رأس المال المصدر تبلغ حوالي 2.8 مليار دولار خلال الفترة 1970- 31 أكتوبر 2013، والتي تعكس نشاط 902 شركة، تشمل أنشطتها معظم المحافظات المصرية، وتقدر مصادر أخرى حجم تلك الاستثمارات الحقيقي في مصر بأضعاف ذلك. وتتوزع الاستثمارات الكويتية في مصر على عدد من القطاعات هي: الخدمات والبناء والتشييد والصناعة والزراعة والتمويل. وتتمثل أهم الصادرات المصرية للكويت فى كابلات كهربائية، ومنتجات غذائية، ومنتجات ألبان، وملابس جاهزة، ورخام وجرانيت وفحم حجرى، فيما تتمثل أهم الواردات المصرية من الكويت فى بوليميرات بولي إيثيلين وبوليميرات بولي بروبيلين، وسيارات سياحية، وملابس بأنواعها، وأجزاء لوازم السيارات.