يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة إلى دولة الكويت، اليوم الاثنين، وتستمر لمدة يومين، يبحث خلالهما مع الشيخ صباح الأحمد الصباح، أمير دولة الكويت، العلاقات الثنائية بين البلدين فضلًا عن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن زيارة الرئيس إلى دولة الكويت الشقيقة، تأتي في إطار المساعي التي تبذلها مصر، لتعزيز العمل العربي المشترك وتطوير العلاقات بين الدول العربية، ويرافق الرئيس وفدًا يضم وزراء الخارجية، والبترول، والتعاون الدولى، والاستثمار. وأضاف المتحدث الرسمي، أن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، يكون في استقبال الرئيس ويعقد معه جلسة مباحثات، تتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في كافة المجالات، وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. ومن المقرر أن يلتقى الرئيس، خلال زيارته مع كل من الشيخ "نواف الأحمد الجابر الصباح"، ولىّ العهد، والشيخ "جابر المبارك الحمد الصباح"، رئيس الوزراء الكويتي، والشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء، ووزير الخارجية بدولة الكويت، و"مرزوق على محمد الغانم"، رئيس مجلس الأمة الكويتي،يتضمن برنامج الرئيس، لقاءات مع عدد من رجال الأعمال الكويتيين والمصريين لبحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وشهدت العلاقات المصرية الكويتية نموًا مطردًا على مدارالتاريخ، وعلى كافة الأصعدة، وتنبع قوة العلاقات بين البلدين من الروابط الأخوية الأزلية بين الشعبين الشقيقين وحرص البلدين على مد جسور التعاون إلى كل المجالات بما يحقق طموحات وتطلعات الشعبين، علاوة على ذلك تتميز هذه العلاقات على مدى تاريخها الطويل بتطابق وجهات النظر حيال القضايا الحيوية التي تهم الأمتين العربية والإسلامية والتي تقوم على ثبات المواقف ووضوح الرؤى. واكتسبت العلاقات دفعة قوية إبان العدوان الذي تعرضت له الكويت على يد نظام صدام حسين السابق في العراق بعد أن أكدت مصر من جانبها رفضها للعدوان ووقوفها إلى جانب الحق الكويتي بل ودفاعها كشريك في حرب تحرير الكويت. على الجانب الآخر وقفت دولة الكويت مع مصر إبان العدوان عليها عام 1967 ونصر أكتوبر عام 1973، فقد كانت دولة الكويت من أوائل الدول العربية التي أرسلت قوات مسلحة قبل حرب 1967 لمساعدة مصر في حرب تحرير سيناء، فقد أرسلت لواءً كاملًا وهو "لواء اليرموك"، واستمرهذا اللواء موجودًا في مصر حتى حرب أكتوبر حرب 1973. وسعيًا إلى توثيق روابط الأخوة القائمة وإدراكًا لأهمية التضامن والعمل العربي المشترك، ترتبط مصر والكويت بعلاقات قوية ومتواصلة في جوانب عدة، حيث تأتي الكويت فى مقدمة الدول العربية التي سارعت بمساندة التطورات السياسية التي شهدتها مصر في أعقاب ثورة 30 يونيو، ووقفت موقفًا داعمًا لإرادة الشعب المصري سواء على المستوى السياسي أوالاقتصادي. فقد أصدرت الحكومة الكويتية بيانًا أكدت فيه دعمها للخطوات الإيجابية للشعب المصري وللحكومة المصرية على طريق ترسيخ دعائم الديمقراطية، ودعم الاستمرار في خارطة الطريق التي رسمتها وفقًا لبرنامج زمني يكفل الاستقرار ويحفظ لمصر أمنها. وتصف الدوائر السياسية والشعبية في كلا البلدين مستوى العلاقات ب"المتميزة"، وقد تأسست اللجنة العليا المشتركة المصرية - الكويتية عام 1998 وذلك لتحقيق القدر الأكبر من التنسيق والتعاون المشترك في مجالات التعاون المختلفة، كما يرتبط البلدان بالعديد من بروتوكولات التعاون – القديمة والجديدة - بين مؤسسات كلا البلدين. وواصلت العلاقات السياسية المتميزة بين مصر والكويت وتيرة تطورها، حيث تعددت الزيارات واللقاءات بين مسئولي البلدين على كل المستويات، والتي كان أخرها زيارة للرئيس السابق مبارك للكويت في 23-12-2009، التي عقد خلالها وأميرالكويت الشيخ صباح الأحمد الجابرالصباح مباحثات، تناولت مجمل القضايا الإقليمية والدولية خاصة قضايا الشرق الأوسط. في إطارالتنسيق والتشاورالمستمر بين البلدين عُقد الاجتماع الوزاري للدورة السابعة للجنة المصرية الكويتية المشتركة في 17 يوليو 2008 بالقاهرة، برئاسة وزيرا خارجية البلدين، والتي تحقق عنها عددًا من الإنجازات الملموسة بالنسبة لمشكلات العمالة المصرية بالكويت. وفي 23/9/2014، استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي بنيويورك، الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح رئيس مجلس وزراء الكويت، على هامش أعمال الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعرب الصباح ترحيب بلاده بعودة مصر إلى دورها الرائد في المنطقة العربية، أكد الصباح حرص الكويت على زيادة استثماراتها في مصر، للمساهمة في مرحلة البناء المقبلة. استقبل الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور في 24/ 2/ 2014، الشيخ صباح خالد الحمد الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزيرالخارجية الكويتي، مبعوثًا شخصيًا حاملًا رسالة إلى الرئيس منصور من الأمير صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت. كما زار الرئيس عدلي منصور للكويت خلال الفترة من 18/11 إلى 20/11/2013، للمشاركة في أعمال القمة العربية الإفريقية، على رأس وفد يضم الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير التعاون الدولي، ونبيل فهمي، وزير الخارجية، ومنير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة. كما قام الرئيس عدلي منصور بزيارة للكويت في 30/10/2013 لتقديم الشكر والتقدير للقيادة الكويتية لوقوفها بجانب. وفى 27/12/2014 قام "مرزوق الغانم" رئيس مجلس الأمة الكويتي بزيارة لمصر، واستقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي، ونقل الغانم تحيات أمير دولة الكويت الشيخ "صباح الأحمد الجابر الصباح" وولي العهد الشيخ "نواف الأحمد الصباح" للرئيس السيي. وفى 16/12/2014 قام سامح شكري وزيرالخارجية بزيارة لدولة الكويت ليرأس وفد مصر في أعمال الدورة العاشرة للجنة المصرية الكويتية المشتركة والتي تعقد اجتماعها على مستوى وزيري خارجية البلدين، التقى شكري بسمو الأمير صباح الأحمد الجابر أمير دولة الكويت، نقل شكرى رسالة ود وتقدير من الرئيس السيسى لسمو الأمير صباح الأحمد، مشددا علي العلاقات الأبدية التي تجمع مصر بالكويت الشقيقة والعلامات المضيئة التي ميزت العلاقات بين البلدين والشعبين علي مدار العقود الماضية. وعلى مستوى العلاقات الاقتصادية حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2008 نحو1772.6 مليون دولار، مقابل1298 مليونا عام 2007، ويوجد بالكويت نحو500 ألف مواطن مصري يعمل36 ألف مصري في القطاع الحكومي، إضافة إلى 220 ألف مصري يعملون في القطاع الأهلي، ووصل حجم التبادل التجاري بين البلدين عام 2014 إلي مليارين و876 مليون دولار، وقد وصل حجم الصادرات المصرية للكويت إلى 278 مليون دولار. وكانت مصر والكويت قد وقعتا أول اتفاقياتها التجارية عام 1964، تلاه عدة اتفاقات أخرى منها الاتفاق الموقع بين غرفتي التجارة في يونيو 1977، واتفاق النقل البري للركاب عام 1998، والبروتوكول التنفيذي للاتفاقية عام 2000، واتفاق التعاون العلمي والفني في مجالات المواصفات والمقاييس ومراقبة الجودة ومنح شهادات المطابقة في 1998 واتفاق التعاون في المجال الزراعي عام 2000، واتفاق تشجيع وحماية الاستثمارات في أبريل 2001، واتفاق التعاون بين الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية وغرفة صناعة وتجارة الكويت في 2001 واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي في 2004. ومن أهم الصادرات المصرية للكويت الخضراوات والفواكه الطازجة ,والأجبان, والأرز, والمشروبات الغازية , وسيارات النقل، وأهم الواردات المصرية البروبولين، والسيارات، والأوناش، والروافع، والفحم. ووفقًا لإحصاءات وزارة التجارة والصناعة المصرية بلغ حجم الميزان التجاري مع الكويت خلال عام 2007 نحو 240 مليون دولار أمريكي، حيث بلغت الصادرات المصرية للكويت نحو168 مليون دولار فيما بلغت الواردات المصرية71 مليون دولار، كما تُعد دولة الكويت ثاني أكبر مستثمر عربي والخامس على مستوى العالم في مصر، حيث تجاوزت قيمة رأس المال الكويتي المدفوع وفقًا لإحصائيات وزارة الاستثمار المصرية في عام 2007 نحو 11.5 مليار جنيه مصري في 532 شركة تبلغ قيمة رأس المال المعلن بها نحو 28.5 مليار جنيه،وتستثمر الكويت بالدرجة الأولى في المجال الصناعي يليه المجال السياحي ثم مجال التمويل والاتصالات والمعلومات والمجالات الإنشائية وأخيرًا المجالات الخدمية. ويجسد التعاون العسكري جليًا في أبلغ صوره بمشاركة الجندي والضابط الكويتي جنبًا إلى جنب مع أخيه المصري بحرب 6 اكتوبر عام 1973 في مصر واختلطت الدماء المصرية والكويتية في معركة استرداد الكرامة العربية، وكذلك شارك المصري الكويتي في حرب تحرير الكويت ضد العدوان الغاشم للعراق في عام 1990. وتعمل اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين من خلال اجتماعات دورية وتنسيقية مستمرة لتعزيز التعاون الثنائي. وتشهد الآونة الراهنة ازدهار في العلاقات العسكرية الكويتية المصرية بمجالي التدريب والتعليم، وتستقبل المعاهد والمنشآت العسكرية المصرية اعداداً كبيرة من الدارسين الكويتيين وكذلك تستقبل المعاهد والمنشآت العسكرية الكويتية اعداد من الدارسين المصريين بهدف تبادل الخبرات والرؤى والافكار في المجال العسكري. وفي فبراير 2014 افتتح بيت الكويت للأعمال الوطنية جناح القوات المصرية الذى يضم مقتنيات زودته بها وزارة الدفاع والإنتاج الحربى المصرية، إضافة إلى وثائق ومخطوطات ودروع ومجسمات فرعونية تبرز بعضها دور مصر إبان تحرير الكويت من محنة الغزو العراقي، فهذا البيت عمق العلاقات الأخوية التى تربط بين البلدين بشكل عام والعسكرية منها بشكل خاص.