اعتبر "مركز البحرين للدراسات والإعلام" في تقرير له اليوم، أن ما حققته مملكة البحرين في الفوز بمنصب نائب رئيس المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو، يمثل انجازا متميزا يعوض الفشل الذي منيت به كافة المحاولات العربية. وجاء في نص التقرير، ما يلي: تحتل منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) مكانة متميزة في النظام الدولي، لما تمثله من كيان يعطى للثقافة والعلوم اهتماما خاصا بعيدا عن التنافسات الاقتصادية والصراعات السياسية والحروب العسكرية. وعلى الرغم من الدور الداعم بل والمؤسس لبعض الدول العربية لهذه المنظمة (مصر، لبنان، السعودية)، فضلاً عما تمثله المنطقة العربية بتراثها وثقافتها من مكانة دولية متميزة ربما تمثل منبعًا لجميع الثقافات والحضارات والعلوم. إلا انه لم تنجح اية شخصية عربية في تولى منصب المدير العام لهذه المنظمة منذ نشأتها وحتى اليوم، وهو ذلك الاستحقاق الذى يتجدد كل أربع سنوات، كان آخرها في اكتوبر الماضي (2013)، حينما جدد اعضاء المنظمة ثقتهم في الوزيرة البلغارية" بوكوفا" للمرة الثانية لاستمرارها في منصب مدير عام المنظمة. ودون الدخول في الاسباب وراء فشل البلدان العربية بأسرها في الفوز بهذا المنصب رغم المحاولات الثلاث التي شارك فيها مرشحون عرب، كما حدث في عام 1999، حينما دخل كل من المصري "إسماعيل سراج الدين" والسعودي "غازي القصيبي"، وفي 2009 دخل الجزائري "محمد بجاوي على" والمصري "فاروق حسني"، وفي 2013 دخل اللبناني "جوزيف مايلا" والجيبوتي "رشاد فارح"، وهو ما يفسر أحد اسباب هذا الفشل وهو المنافسة العربية العربية على عكس ما يحدث مع المرشحين المنافسين، فنجد على سبيل المثال البلدان الاوروبية تقتصر في كل مرة على مرشح واحد يمثلها وهو على العكس مما يجرى في الحالة العربية بما يتطلب الاستفادة من الخبرة الأوروبية في هذا الخصوص. ولكن، يظل النجاح الذى حققته مملكة البحرين في الفوز بمنصب نائب رئيس المؤتمر العام لمنظمة اليونسكو انجازا متميزا يعوض الفشل الذى منيت به كافة المحاولات العربية، خاصة إذا علمنا أن الفوز بهذا المنصب يعطي البحرين كامل صلاحيات الرئيس إذا ما تمت إنابتها لرئاسة المؤتمر العام الذى يتولى تحديد خطوط سياسة المنظمة والنهج العام الذي تسلكه خاصة من خلال دراسة واعتماد البرنامج والميزانية لفترة العامين، ووضع وثائق تقنينية دولية واعتماد عدد من القرارات بشأن موضوعات هامة ترتبط بمجالات اختصاص المنظمة، كما يقوم المؤتمر بانتخاب أعضاء المجلس التنفيذي وينظم انتخاب أعضاء مختلف الهيئات الفرعية. ويقوم أيضا بانتخاب المدير العام لليونسكو كل أربع سنوات. أضف إلى هذا النجاح انجازا اخرا يعزز المكانة الدولية للمملكة، بانتخابها عضوًا في لجنة فحص الوثائق التابعة للمؤتمر العام، وهو ما يعطيها حق الاطلاع التام على كل وثائق الدول الأعضاء، وخصوصًا ما يتعلق بترشيحات هذه الدول لعضويات اللجان المختلفة. ليضيف ذلك الى وضعها السابق كعضو في اللجنة القانونية، وهي لجنة مهمة جدا تعنى بالبت في مختلف القرارات المقترحة من قبل المنظمة. ولا شك أن هذا الانجاز البحريني لم يأت من فراغ، بل المُطلع على السياسة البحرينية بفضل الادارة الحكيمة لرئيس الوزراء الامير خليفة بن سلمان آل خليفة يدرك أن النجاح يأتي نتيجة تراكمات وجهود مبذولة لسنوات عديدة شريطة ان تكون هذه الجهود مُنظمة في تحركاتها ومحددة في أهدافها، فقد سبق للبحرين أن فازت عام 2012 بمنصب نائب رئيس مجلس مكتب التربية الدولي التابع للمنظمة والذى يتم اختيارها بواسطة المؤتمر العام، فما حققته المملكة في هذه اللجان والمكاتب على مدار الاعوام السابقة أهلها لأن تشغل اليوم هذه المناصب بجدارة واقتدار. وهو ما يفتح الباب بدوره الى التطلع لأن تتقدم المملكة بعد اربع سنوات بمرشح بحريني لشغل منصب مدير عام المنظمة، شريطة أن يتم هذا بالتنسيق مع بقية البلدان العربية وفى اطار جامعة الدول العربية، كي لا تكن هناك منافسة عربية عربية كما حدث في المحاولات الثلاثة السابق الاشارة اليهم. ومما يعزز هذا الطموح لدى الشعب البحريني في شغل هذا المنصب الرفيع دافعين: الاول، وجود قيادة سياسية تملك الخبرة والحنكة والرؤية المستقبلية، فرئيس الوزراء البحريني الامير خليفة بن سلمان يدرك بخبرته السياسية ومكانته الدولية ان البحرين بتراثها الثقافي ومكانتها الحضارية وبقدرات ابناءها الافزاز قادرة على خوض هذه المعارك بنجاح. أما الدافع الثاني هو النجاحات المتتالية للمملكة داخل اروقة هذه المنظمة بما يساعدها على فهم آليات العمل بداخلها وكيفية الفوز بهذا المعقد خاصة في ضوء العلاقات البحرينية المتميزة مع بقية بلدان العالم وخاصة العالمين الإسلامي والعربي ليحظى مرشحها بتوافق هذه البلدان جميعها بما يضمن الفوز بالمنصب. وفى الاطار ذاته، يُمثل النجاح البحريني في هذا الخصوص نموذجا لابد ان يُعمم على بقية المنظمات الدولية والاقليمية، فصحيح ان هذا الفوز مثّل مكسب متميزا للمملكة على المستويات كافة محليا واقليميا ودوليا بما يرفع معه اسم المملكة عاليا ويقطع كافة السبل امام المغرضين الذين يحاولون ان يسؤوا الى المملكة وتاريخها وجهود حكومتها الوطنية في بناء دولة عصرية على اسس ديمقراطية سليمة، إلا انه من الصحيح ايضا ان على كافة الوزراء ان يسعوا الى العمل للفوز بعضوية المناصب في المنظمات الدولية الاخرى وعلى رأسها منظمة العمل الدولية التي حاولت همها الاخير في الانتقاص من النجاحات التي حققتها المملكة في هذا الاطار تحت مزاعم كاذبة وادعاءات باطلة سرعان ما كشفها الواقع الذى ترصده التقارير الدورية وسائل الاعلام المختلفة محليا ودولي