استضافت مدينة الكويت العاصمة،السبت الماضي، مؤتمر شارك فيه علماء الدين من 25 دولة، تحت عنوان "المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من الغلو والتطرف" وترأسه مفتي موريتانيا، الشيخ أحمد بن المرابط، وحضره العديد من الوجوه المعروفة بالتيار السلفي، وجاء في بيانه الختامي أن الهدف من المؤتمر هو "الدفاع عن منهج أهل السنة والجماعة وتبرئته من تحريف الغالين وانتحال المبطلين، وفقًا لما ورد في البيان. وفي رد ضمني على ما جاء في مؤتمر "الشيشان" الذي حضره شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، أقر البيان الختامي لمؤتمر الكويت رفض نسبة التنظيمات المتشددة إلى السلفية، باعتبارها قائمة قبل ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب، طبقًا للبيان، محذرًا من الغلو والتطرف بجميع صوره وأشكاله وتنظيماته، والخروج على ولاة أمور المسلمين بالثورات والمظاهرات، باسم الجهاد في سبيل الله، وحرّم المشاركون الخروج على الحاكم المسلم ولو كان ظالما، رافضين نسبة جماعات الغلو والتطرف إلى رموز الدعوات الإصلاحية، ولا سيما شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبدالوهاب. ورأى البيان أن ل"أهل السنة" ألقاب بينها "أهل الحديث، وأهل الأثر، والفرقة الناجية، والطائفة المنصورة، والأمة الوسط، وأهل الحق، والسلفيون" مؤكدا أن المذهب "عتيق لم تكن نشأته على يد الإمام أحمد ولا ابن تيمية ولا محمد بن عبد الوهاب، بل هو مذهب الصحابة والتابعين وأتباعهم." وتطرق البيان إلى أئمة المذاهب الفقهية الأربعة عند السنة، الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، مؤكدا أنهم كانوا أيضا "أئمة في التوحيد فيما ثبت عنهم في ذلك مما نقله عنهم كبار أصحابهم بالأسانيد الصحيحة"، وشدد على الخلاف في مسائل الأصول "لا يوجب الخروج عن السنة، ولا يُسوغ الافتراق، ولا تسمية المختلفين طوائف وفرقا، ولا وصفهم بالابتداع، كما لا يُسوّغ نسبة التعددية إلى مذهب أهل السنة والجماعة، ولا تقسيم السلفية إلى تيارات." ورد البيان ضمنيا على ما جاء في مؤتمر جروزني، وذلك بالقول إن جعل مذهب السلف مكونا من مكوّنات أهل السنة والجماعة خطأ محض، بل هم أهل السنة والجماعة، وما عداهم من الفرق ممن خالفهم في الأصول أو تدثر بشعار غير شعارهم فرق ذمها رسول الله"