أصدر مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية دراسة سياسية واجتماعية عن وجود ظاهرة مجتمعية خطيرة من شأنها أن تضر بالأسرة وبالمجتمع خلال الأعوام القليلة القادمة. وكشفت الدراسة عن الخطورة المجتمعية والأخلاقية التى تنتشر داخل المجتمعات العربية بشكل عام بسبب انتشار ظاهرة الطلاق والخلع وداخل المجتمع المصري بشكل خاص والتى تهدد بقاء الاسرة المصرية واستقراها، وقد كشف الدكتور أحمد مهران أستاذ القانون العام ومدير مركز القاهرة للدراسات السياسية والقانونية أن الدراسة أثبتت أحتلال مصر للمرتبة الاولى على العالم فى معدلات الطلاق أو فرق الزواج كما يطلق عليها سواء كانت طلاق أو خلع أو تطليق، ظاهرة خطيرة تتفاقم فى المجتمع المصري حيث ارتفعت معدلات الطلاق لتصل من 7% الى 44% خلال السنوات الماضية فقد زدات نسبة الطلاق ما بين عامى 1990 و2013 الى 145% كما سجلت الدراسة أن معدلات الطلاق فى تزايد مستمر وبشكل مخيف حيث بلغت 87 الف حالة طلاق عام 2007م فى عام 2009م 141 الف و500 واستمر التصاعد حتى وصل الى 324 الف مطلق ومطلقة عام 2009م – سجلت الاحصائيات 149 الف و376 حالة طلاق عام 2010م وفقا لجهاز التعبئة والاحصاء – فى عام 2011م ارتفعت معدلات الطلاق بشكل ملحوظ جدا وتحديا عقب ثورة يناير وانتشار الخلافات السياسية والفكرية بين الازواج لتصل الى 220 الف حالة طلاق، وفى عام 2012م بلغت معدلات الطلاق 155.3 الف حالة طلاق مقابل 15000الف حالة حصلت على حكم بالتطليق، عدد احكام الطلاق النهائية عام 2012م 4795 حكما – دون الابتدائية – بزيادة تمثل 36.5% بسبب زيادة دعاوى الخلع فى مصر بما يمثل زيادة فى حالات الطلاق تصل الى 68.9% من حالات الزواج خلال الاعوام 2010 الى 2013 انتهت بالطلاق او الخلع وهم ما يكشف عن الاثار السلبية الخطيرة التى خلفها قانون الخلع قانون سوزان مبارك. تشير الدراسة إلى أن التفكك الاسري وعدم تجانس العلاقات الاسرية وغيره من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية تعتبر اسباب مباشرة فى ارتفاع معدلات الطلاق والخلع فى المجتمع المصري، كما أن الزواج غير الموفق وارتفاع العنوسة والاخفاق العاطفى الذى قد ينتج عنه انحرافات سلوكية تنعكس على طبيعة العلاقات الاسرية وعلى المجتمع بشكل عام وكذلك غياب العلاقات ذات المغزى والاحساس العميق بالود والالفة والمحبة والمشاعر النبيلة والعفيفة بين افراد الاسرة وبين الزوجين بشكل خاص، غياب المشاركة فى تحمل المسئولية او فى صنع القرار داخل الاسرة وتدريب الزوجين على التعبير عن مشاعرهم وعن ارائهم وأن يطلب كل طرف ما يحتاجه من الطرف الاخر، وتفشي البطالة وسوء الاوضاع المعيشية بسبب الغلاء والفقر تؤثر تأثير سلبي على الاسرة وتتسبب فى الشعور بالاحباط والفشل فى القيام بالدور الأسري المنوط بكل فرد من افراد الاسرة الامر الذى يترتب عليه ان تموت بين افراد الاسرة قيم العطاء والوفاء والانتماء والتواجد داخل الأسرة.