قفزة جديدة بأسعار الذهب في مصر بمقدار 70 جنيهًا للجرام    مدير صومعة ميت غمر: استقبلنا 30 ألف طن قمح    وزير العمل يتابع إجراءت تنفيذ مشروع "مهني 2030" مع "اللجنة المختصة"    تفاصيل مشروعات تطوير الطرق في 3 مدن جديدة    ضربات الشمس تقتل 61 شخصا بتايلاند، والسلطات تحذر هذه الفئة    إسرائيليون يشعلون النار في محيط مجمع الأمم المتحدة بالقدس    موعد نهائي دوري المؤتمر بين أولمبياكوس وفيورنتينا    محلل أداء يكشف نقاط القوة في الترجي قبل مواجهة الأهلي    كولر يحاضر لاعبي الأهلي بالفيديو استعدادًا لمواجهة البلدية    حالة الطقس غدا السبت 11-5-2024 في مصر    اليوم.. آخر فرصة للتسجيل الإلكتروني لاستمارات امتحانات الدبلومات الفنية 2024    ضبط عنصر إجرامي بالبحيرة لقيامه بالإتجار في الأسلحة النارية وبحوزته 5 بنادق خرطوش    4 جوائز لجامعة المنيا بمهرجان إبداع ال12 على مستوى الجمهورية (صور)    معلومات عن البلوجر محمد فرج بعد زواجه من الإعلامية لينا الطهطاوي (فيديو)    الإسكان تناقش آليات التطوير المؤسسي وتنمية المواهب    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    «الأوقاف»: افتتاح 21 مسجدًا اليوم منها 18 جديدًا و3 صيانة وتطويرًا    «التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع».. موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد    وزير الري يلتقي المدير الإقليمي ل«اليونسكو» لتعزيز التعاون مع المنظمة    أسعار كرتونة البيض في الأسواق اليوم الجمعة (موقع رسمي)    سعر متر التصالح في مخالفات البناء بالمدن والقرى (صور)    10 علامات ابحث عنها.. نصائح قبل شراء خروف العيد    «مياه شرب الإسكندرية» تتعاون مع «الحماية المدنية» للسيطرة على حريق الشركة المصرية للأدوية    مصرع ضابط شرطة إثر اصطدام «ملاكي» ب«جمل» على الطريق ببني سويف    قانل جارته فى النهضة باكيا: ادخل السجن ولا اشهدش زور ..هروح فين من ربنا    محافظة الجيزة: قطع المياه 8 ساعات عن بعض مناطق الحوامدية مساء اليوم    د. الخشت يترأس لجنة اختيار المرشحين لعمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة    أدباء: حمدي طلبة أيقونة فنية وأحد رواد الفن المسرحي    عقب صلاة الجمعة.. يسرا اللوزي تشيع جثمان والدتها لمثواها الأخير بمسجد عمر مكرم    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    فريدة سيف النصر ضيفة عمرو الليثي في «واحد من الناس».. الإثنين    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    الاستغفار والصدقة.. أفضل الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم    «صحة مطروح» تتابع تنفيذ خطة القضاء على الحصبة والحصبة الألماني    تاو يتوج بجائزة أفضل لاعب من اتحاد دول جنوب إفريقيا    تركي آل الشيخ يعلن عرض فيلم "زهايمر" ل عادل إمام بالسعودية 16 مايو    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    نشوب حريق بمصفاة نفط روسية بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    حماس: لن نترك الأسرى الفلسطينيين ضحية للاحتلال الإسرائيلي    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    رئيس الحكومة اللبنانية يبحث مع هنية جهود وقف إطلاق النار في غزة    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    دعاء يوم الجمعة لسعة الرزق وفك الكرب.. «اللهم احفظ أبناءنا واعصمهم من الفتن»    أول مشاركة للفلاحين بندوة اتحاد القبائل الإثنين المقبل    تعرفي على الأعراض الشائعة لسرطان المبيض    الصحة: أضرار كارثية على الأسنان نتيجة التدخين    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    طبق الأسبوع| مطبخ الشيف رانيا الفار تقدم طريقة عمل «البريوش»    هل قول زمزم بعد الوضوء بدعة.. الإفتاء تجيب    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    تحرير 12 محضر تموين وصحة للمخالفين وضبط 310 علبة سجاير مجهولة المصدر خلال حملة مفاجئة بالسادات    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    رد فعل صادم من محامي الشحات بسبب بيان بيراميدز في قضية الشيبي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحة العالمية تحيي بعد غد اليوم العالمي للسكري
نشر في البوابة يوم 12 - 11 - 2016

تحيي منظمة الصحة العالمية بعد غد اليوم العالمي للسكري 2016 تحت شعار "أعيننا مفتوحة على داء السكري"، حيث يسلط الاحتفال هذا العام الضوء على تعزيز أهمية الفحص لضمان التشخيص المبكر لمرض السكري وعلاج النوع 2 للحد من خطر حدوث مضاعفات خطيرة.
وقد حددت منظمة الصحة العالمية عدة أهداف لمناقشتها في عام 2016، وهي زيادة الوعي عن مرض السكري وخاصة في البلدان الفقيرة والنامية، وذلك من خلال وضع خطة شاملة لاكتشاف مرض السكري وعلاجه ومحاولة منع الإصابة في الفئات الأكثر عرضة وتعزيز المراقبة على منظمات الدولة المختلفة للتأكد من التعامل مع مرض السكري بشكل سليم. كذلك وضع خطة للتصدي للوفيات الناتجة عن داء السكري عن طريق مساعدة البلدان الفقيرة في وضع سياسة سليم لتجنب حدوث مضاعفات السكري مثل ( الاعتلال العصبي، اعتلال الشبكية ) وتقليل حالات الوفاة بحلول عام 2030.
وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أنه في عام 2015 هنالك أكثر من 422 مليون مصاب من البالغين بالسكري، و5 ملايين شخص عدد الوفيات السنوية بسبب مضاعفات مرض السكري.
وتتوقع المنظمة أن داء السكري سيحتل المرتبة السابعة في الترتيب بين أسباب الوفاة الرئيسية بحلول عام 2030. ويعد الفحص لمرض السكري من النوع الثاني مهم جدا لتعديل مسارها والحد من خطر حدوث مضاعفات.
وكان أول تنظيم لهذا اليوم العالمي من قبل الاتحاد الدولي لمرض السكر (IDF) بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والذى يعتبر أول حملة توعية عالمية تخص هذا المرض الذى يمكن أن نصفه بالمرض السهل الممتنع.
وبدأ الاحتفال باليوم العالمي لمرض السكر فى عام 1991 لكي يتماشى مع ازدياد نسبة المصابين بداء السكرى على مستوى العالم. ويكرس يوم 14 نوفمبر من كل سنة للتوعية من خطر مرض السكري بنوعيه الأول والثاني، وتعزيز الوعي الصحي لمرضى السكري والآخرين ليعرفوا كيفية الوقاية منه. وتم تحديد هذا اليوم لأحياء ذكرى ميلاد فريدريك بانتنغ الذي اشترك مع تشارلز بيست في اكتشاف علاج الأنسولين عام 1922، الضروري لبقاء الكثيرين من المصابين بالسكري على قيد الحياة.
وفي يوم 20 ديسمبر 2006، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها 225/61، لإعلان يوم 14 نوفمبر من كل عام باعتباره اليوم العالمي لمرضى السكري، وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتعليم في مجال الرعاية الصحية.
وأشار بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، في رسالته بهذه المناسبة، إلى أن داء السكري سبب رئيسي لضعف البصر وفقدان البصر في جميع أنحاء العالم، ونظرًا إلى أن التغييرات تدريجية وغير مؤلمة، فإن الناس في كثير من الأحيان لا يشعرون أن لديهم مشكلة إلا عندما يبدأ عندهم قصور البصر آخر الأمر.
وعندئذ قد يكون فات الأوان لتحسين البصر أو استعادته. ولذلك فمن الأهمية بمكان أن يخضع جميع الأشخاص المصابين بداء السكري لفحص أعينهم بانتظام على يد اختصاصيين مدربين يعرفون ما ينبغي البحث عنه ويستطيعون تقديم المشورة والعلاج.
وأضاف مون أنه إذا كان بوسع الناس أن يراقبوا مستويات السكر في الدم وضغط الدم، ففي مقدورهم أن يقللوا من خطر التغييرات في الأوعية الدموية. وحتى عندما تطرأ تغييرات فعلا، فيمكن إبطاء العملية باللجوء إلى العلاج في إبانه.
وفي كل عام يزداد شيوع داء السكري، ويعزى ذلك أساسًا إلى السكان المسنين وارتفاع معدلات البدانة. وقد تضاعفت معدلات انتشاره تقريبا في السنوات ال 35 الماضية، مع تسجيل أعلى معدل زيادة في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. وذكر مون أن عدد المصابين بداء السكري يبلغ حاليا نحو 422 مليون شخص. ويؤدي داء السكري إلى تقصير العمر ويمكن، إذا لم يعالج أن يتسبب في مضاعفات خطيرة من قبيل بتر الأطراف أو السكتة الدماغية أو الفشل الكلوي. ولهذا الداء عواقب وبيلة على ميزانيات الأسر المعيشية والاقتصادات الوطنية. ودعا مون في هذا اليوم الدولي، أن نبقي "أعيينا مفتوحة على داء السكري". ولنركز على الوقاية وتعزيز الخدمات الصحية بحيث يتلقى كل مصاب بهذا المرض الموهن الدعم الذي يحتاج إليه.
وداء السكري، هو مرض مزمن يحدث عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج الأنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الاستخدام الفعال للأنسولين الذي ينتجه. والأنسولين هو هرمون ينظم مستوى السكر في الدم، ويعد فرط سكر الدم أو ارتفاع مستوى السكر في الدم من الآثار الشائعة التي تحدث جراء عدم السيطرة على داء السكري، ويؤدي مع الوقت إلى حدوث أضرار وخيمة في العديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية. وهناك نوعان من داء السكري.
السكري من النمط 1: ويسمى أحيانا السكري المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الطفولة عندما يعجز البنكرياس عن إنتاج مادة الأنسولين بكمية كافية. ولا تزال أسباب ظهور هذا النمط مجهولة، غير أن البعض يرى أنه ناجم عن تضافر عوامل وراثية وبيئية. وتشمل أعراض هذا الداء فرط التبول؛ والعطش؛ والجوع المستمر؛ وفقدان الوزن؛ والتغيرات في البصر؛ والإحساس بالتعب؛ وقد تظهر هذه الأعراض فجأة. وتشير التقارير الواردة من بلدان كثيرة إلى ارتفاع أعداد الحالات الجديدة من السكري من النمط 1، وبخاصة بين صغار الأطفال، ومن اللافت أن بعض الأنماط المرضية التي لوحظت لدى الأطفال تشبه الأنماط التي تطبع أوبئة الأمراض المعدية، والجدير بالذكر أنه لا توجد حاليا أية وسيلة معروفة للوقاية من هذا النمط.
السكري من النمط 2: ويسمى أحيانا السكري غير المعتمد على الأنسولين أو السكري الذي يظهر في مرحلة الكهولة، فيحدث بسبب استخدام الجسم لمادة الأنسولين بشكل غير فعال، ويمكن أن ينجم هذا النمط عن فرط وزن الجسم والخمول البدني ووجود استعداد وراثي في بعض الأحيان.
وتم في الآونة الأخيرة الإبلاغ عن حدوث حالات من السكري من النمط 2، وأن 90% من حالات داء السكري المسجلة حول العالم بين الأطفال والمراهقين وذلك بمعدلات أدت إلى تصنيفه في بعض من مناطق العالم كأهم نمط من أنماط السكري لدى الأطفال، ويراهن الكثيرون على أن يكون ارتفاع معدلات السمنة في مرحلة الطفولة والخمول البدني من العوامل التي تلعب دورا أساسيا في هذا الصدد. والمعروف أن اتباع النظم الغذائية وأنماط الحياة الصحية من الوسائل الفعالة للوقاية من هذا المرض، ويمثل اختلال تحمل الجلوكوز واختلال الجلوكوز مع الصيام حالتين وسيطتين في الانتقال من الحالة الطبيعية إلى الإصابة بداء السكري، والأشخاص المصابون بإحدى هاتين الحالتين معرضون بشدة للإصابة بداء السكري من النمط 2، رغم أنه في إمكانهم تجنب ذلك.
أما السكر الحملي، هو فرط سكر الدم الذي تزيد فيه قيم جلوكوز الدم عن المستوى الطبيعي دون أن تصل إلى المستوى اللازم لتشخيص داء السكري. ويحدث ذلك أثناء الحمل، والنساء المصابات بالسكر الحملي أكثر تعرضا لاحتمالات حدوث مضاعفات الحمل والولادة، كما أنهن أكثر تعرضا لاحتمالات الإصابة بداء السكري من النمط 2 في المستقبل. ويشخص داء السكري الحملي عن طريق التحري السابق للولادة، لا عن طريق الأعراض المبلغ عنها.
وتوجد العديد من المسببات النادرة لمرض السكري التي لا يمكن تصنيفها كنمط أول أو ثان أو سكري الحوامل. وتثير محاولات تصنيفها الكثير من الجدل. وتوجد بعض الحالات من السكري بسبب عدم استجابة مستقبلات الأنسولين على أنسجة الجسم، حتى لو كانت مستويات الأنسولين طبيعية، وهذا يجعل هذه الحالة مختلفة عن النمط الثاني، وهذا النمط نادر جدًا. كما أن الطفرات الجينية في الصبغة أو في الميتوكوندريا، يمكن أن تؤدي إلى تشوهات في وظيفة خلايا بيتا. ويعتقد أنه قد تم تحديد السبب الجيني لتشوه مفعول الأنسولين. ويمكن لأي مرض يصيب البنكرياس أن يؤدي للسكري، على سبيل المثال، التهاب البنكرياس المزمن (أو التليف الخلوي) وكذلك الأمراض التي تصاحبها إفراز زائد لهرمونات مضادة للأنسولين والتي يمكن علاجها عندما تختفي الزيادة في هذا الهرمونات. وتوجد العديد من الأدوية التي تضعف إفراز الأنسولين كما توجد بعض السميات التي تدمر خلايا بيتا. ويوجد نمط من السكري يسمى السكري المرتبط بسوء التغذية وهي تسمية أنكرتها منظمة الصحة العالمية عندما أصدرت نظام التسمية المستعمل حاليًا منذ عام 1999.
أما الأعراض المتعارف عليها تقليديًا لمرض السكري هي زيادة التبول وزيادة العطش وبالتالي زيادة تناول السوائل وزيادة الشهية لتناول الطعام. ويمكن لهذه الأعراض أن تتطور سريعًا خلال أسابيع أو شهور في النمط الأول خصوصًا إذا كان المريض طفلًا. وعلى العكس من ذلك فإن تطور الأعراض في النمط الثاني أكثر بطأً وصعب الملاحظة بل ويمكن أن تكون غائبة تماما.
ويمكن أن يسبب النمط الأول فقدانا سريعا للوزن ولكنه كبير، على الرغم من أن تناول المرضى للطعام يكون طبيعيًا أو حتى زائدًا، كما يمكنه أن يسبب خمولًا وتعبًا مستمرًا. وتظهر كل هذه الأعراض ماعدا فقدان الوزن في مرضى النمط الثاني الذين لا يولون المرض الرعاية الكافية.
وعندما يرتفع تركيز جلوكوز الدم أعلى من الحد الأقصى لقدرة الكلى، لا تكتمل إعادة امتصاص الجلوكوز في الأنبوب الملتف الداني ويبقى جزء من الجلوكوز في البول ويزيد الضغط الاسموزي للبول ويمنع إعادة امتصاص الماء بواسطة الكلية مما يؤدي إلى زيادة إنتاج البول وبالتالي فقدان سوائل الجسم.
ويحل الماء الموجود في خلايا الجسم محل الماء المفقود من الدم إسموزيًا وينتج عن ذلك جفاف وعطش. ويسبب ارتفاع تركيز جلوكوز الدم لفترات طويلة إلى امتصاص الجلوكوز مما يؤدي إلى تغيرات في شكل العدسات في العين وينتج عنه تغيرات في الإبصار.
ويشكو مرضى السكري عمومًا من الرؤية المشوشة ويمكن تشخيصه عن طريقها. ويجب الافتراض دائمًا أن المريض مصاب بالنمط الأول من السكري في حالات تغير الإبصار السريع بينما يكون النمط الثاني عادة متدرج في سرعته. ولكن يجب افتراض الإصابة به أيضًا.
ويعاني مرضى السكري (عادة مرضى النمط الأول) من تحمض الدم الكيتوني، وهي حالة متدهورة نتيجة عدم انتظام التمثيل الغذائي تتميز بوجود رائحة الأسيتون في نفس المريض، سرعة وعمق التنفس، زيادة التبول، غثيان، استفراغ ومغص، وكذلك تتميز بوجود حالة متغيرة من حالات فقدان الوعي أو الاستثارة مثل العدوانية أو الجنون ويمكن أن تكون العكس، أي اضطراب وخمول.
وعندما تكون الحالة شديدة، يتبعها غيبوبة تؤدي إلى الموت. ولذلك فإن تحمض الدم الكيتوني هو حالة طبية خطيرة تتطلب إرسال المريض للمستشفى.
وتوجد حالة أخرى تسمى الحالة اللاكيتونية وهي حالة نادرة ولكنها على نفس درجة خطورة تحمض الدم الكيتوني. وتحدث أكثر بالنسبة لمرضى النمط الثاني وسببها الرئيسي هو الجفاف نتيجة لفقد ماء الجسم. وتحدث عندما يشرب المريض كميات كبيرة من المشروبات السكرية مما يؤدي لفقدان كميات كبيرة من الماء.
وتشهد معدلات انتشار السكري زيادة في جميع أنحاء العالم، حيث وصل عدد المصابين بداء السكري عام 2015 إلي 422 مليون نسمة في شتى ربوع العالم، منهم 10 % يعانون من النوع الأول للمرض، و316 مليون مصاب أي 90 % الآخرين يعانون من النوع الثاني منه أي النوع المكتسب، ومن المحتمل أن يرتفع ذلك العدد بنسبة تتجاوز الضعف خلال ال 20 سنة القادمة. في حين بلغ عدد الوفيات من مضاعفات داء السكري إلي 5 ملايين وفاة سنويًا، ويحدث ما يزيد على 80 % من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
ومن المتوقع أن يرتفع إلى حوالي 642 مليون شخص أو أن يصاب به 1 من كل 10 بالغين بحلول عام 2040. وأن1 من كل 2 من البالغين المصابين بمرض السكري لم تشخص حالتهم المرضية من قبل. وارتفع الانتشار العالمي لمرض السكري بين البالغين فوق 18 سنة من العمر من 4.7% في عام 1980 إلى 9 % في عام 2014، وتشير توقعات منظمة الصحة العالمية إلى أن السكري سيكون السبب السابع للوفاة في عام 2030.
وتشير تقارير الاتحاد الدولي للسكري أن عدد المصابين بمرض السكري قد قفز إلى مستوى قياسي، وحسب توقعات العلماء قد يبلغ عدد المصابين بمرض السكري 600 مليون شخص بحلول عام 2035، أي أن عدد المصابين سيزداد بنسبة 55 % خلال هذه الفترة، مما دفع العلماء للقول إن العالم يخسر المعركة ضد هذا المرض، والأغلبية الساحقة للمرضى مصابون بالنوع الثاني من البول السكري المرتبط بالسمنة ونقص الحركة. وأن الكثير من الأشخاص يعيشون مع مرض السكري من النوع الثاني لفترة طويلة من الزمن دون أن يكونوا على علم بحالتهم المرضية، حيث أن هناك 175 مليون شخص لديهم داء السكري غير مشخص.
وبحلول وقت التشخيص قد تكون مضاعفات مرض السكري موجودة بالفعل. ومع زيادة مستويات سوء التغذية وقلة النشاط البدني بين الأطفال في العديد من البلدان، أصبح داء السكري من النوع الثاني في مرحلة الطفولة قضية من القضايا الصحة العامة العالمية مما يؤدي إلى نتائج صحية خطيرة. وأن 70 % من حالات النوع الثاني من مرض السكري يمكن تجنبها أو تأخيرها من خلال تبني أنماط الحياة الصحية، أي ما يعادل ما يصل إلى 160 مليون حالة بحلول عام 2040.
وذكر الاتحاد، في النسخة السابعة من أطلس البول السكري، أن معركة حماية الناس من الإصابة بمرض البول السكري ومضاعفاته المعوقة والمهددة للحياة تمنى بالفشل، مشيرًا إلى أن الوفيات بسبب المرض تبلغ حاليا 5 مليون وفاة سنويا.
وقال ديفيد ويتينغ المتخصص في الصحة العامة بالاتحاد، يبدو أن الأرقام تزداد سوء عاما تلو الآخر. وحسب توقعات علماء جامعة شرق انجلترا، يعاني من مرض السكري حاليا شخص 1 من كل 12 شخصا من سكان العالم، ويربط الخبراء انتشار مرض السكري بالتغذية السيئة وغير الصحية، ونمط الحياة، والعادات السيئة، والوزن الزائد، وعدم ممارسة التمارين البدنية.
وفي فرنسا على سبيل المثال سجل عدد مرضى السكر فى العام الماضي 4 ملايين مريض، كما أدت مشاكله إلى وفاة 35 ألف شخص سنويا، وبالرغم من كل التحذيرات التي تقدمها جمعية مرض السكر الفرنسية، إلا أن العدد فى تزايد خاصة بالنسبة لمرض السكر من النوع الثاني المرتبط بالبدانة ونظام الطعام.
وأكد التقرير أنه إذا استمرت هذه الاتجاهات في حدوث المرض، فمع حلول عام 2030 سيكون نحو 552 مليون شخص، أو شخص بالغ في كل 10 أشخاص مصابين بمرض السكري، وهذا ما يعادل ما يقرب من 3 حالات جديدة كل 10 ثوان، أو ما يقرب من 10 ملايين شخص في العام الواحد، وسوف تحدث أكبر زيادة في المناطق التي تهيمن عليها الاقتصاديات النامية، وهذا التقدير هو أكبر بكثير مما كان عليه في الإحصائية السابقة، ويرجع في معظمه إلى إدراج مصادر البيانات الجديدة من الصين والشرق الأوسط وأفريقيا. ففي عام 2015، كان أكبر عدد من المصابين بالسكري في الفئة العمرية من 40 إلى 59 سنة، ويعيش أكثر من ثلاثة أرباع الأشخاص المصابين بالمرض في هذه الفئة العمرية، وهم 179 مليون شخص في البلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل، وسوف يستمر أكبر عدد من الناس الذين يعانون من مرض السكري في هذه الفئة العمرية خلال السنوات القادمة.
وبحلول عام 2030، من المتوقع أن يزداد هذا العدد إلى 250 مليون نسمة، أي سوف يكون أكثر من 86 % من هؤلاء موجودين في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل.
وذكر التقرير أن هناك القليل من الفروق بين الجنسين في العدد العالمي لمرضى السكري خلال كل من عامي 2001 و2030، هناك حوالي 4 ملايين من الرجال أكثر من النساء يعانون من مرض السكري (185 مليون رجل مقابل 181 مليون امرأة) في عام 2015. ومع ذلك من المتوقع أن ينخفض هذا الفارق إلى مليونين 277) مليون رجل مقابل 275 مليون امرأة ) بحلول عام 2030. كما لا يزال المصابون بمرض السكري والذين يعيشون في المناطق الحضرية أكثر من أولئك الذين يعيشون في المناطق الريفية. ففي البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، يبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري في المناطق الحضرية 172 مليون شخص، فيما يبلغ 119 مليون شخص في المناطق الريفية. ولكن من المتوقع بحلول عام 2030،أن يزداد الفارق بحيث يكون العدد هو 314 مليون شخص يعيشون في المناطق الحضرية، و143 مليون شخص في المناطق الريفية، كما تم تسجيل أكثر من 21 مليون حالة ولادة حية تأثرت بداء السكري أثناء الحمل في عام 2014، كما تم تسجيل 5.1 مليون حالة وفاة في عام 2015، أي يموت شخص في كل 6 ثوان بسبب داء السكري.
وكشف التقرير أن أعلى معدلات انتشار مرض السكري حول العالم في الفترة بين عامي 2013 و2035 كما يلي:
أفريقيا، حيث بلغ عدد المصابين بداء السكري 19.8 مليون شخص في عام 2014، وسوف يصل العدد في عام 2035 إلي 41.4 مليون شخص أي بنسبة زيادة تصل إلي 109%.
الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بلغ عدد المصابين 34.6 مليون شخص في عام 2014، وسوف يصل في عام 2035 إلي 67.9 مليون شخص أي بنسبة زيادة تصل إلي 96 %.
جنوب شرق آسيا، حيث بلغ عدد المصابين 72.1 مليون شخص في عام 2014، وسوف يصل في عام 2035 إلي 123 مليون شخص أي بنسبة زيادة تصل إلي 71 %.
أمريكا الجنوبية والوسطي، حيث بلغ عدد المصابين 24.1 مليون شخص في عام 2014، وسوف يصل في عام 2035 إلي 38.5 مليون شخص أي بنسبة زيادة تصل إلي 60 %.
غرب المحيط الهادئ، حيث بلغ عدد المصابين 138.2 مليون شخص في عام 2014، وسيصل في عام 2035 إلي 201.8 مليون شخص أي بنسبة زيادة تصل إلي 46 %.
أمريكا الشمالية والكاريبي، حيث بلغ عدد المصابين 36.7 مليون شخص في عام 2014، وسيصل في عام 2035 إلي 50.4 مليون شخص أي بنسبة زيادة تصل إلي 37%.
أوروبا، حيث بلغ عدد المصابين 56.3 مليون شخص في عام 2014، ويصل في عام 2035 إلي 68.9 مليون شخص أي بنسبة زيادة تصل إلي 22 %.
وكشف التقرير النقاب عن أن أعلى معدلات انتشار مرض السكري في منطقة الخليج العربي خلال الفترة بين عامي 2013 و2035 ستتركز في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان ودولة قطر، بالإضافة إلى ذلك لا تزال المملكة العربية السعودية والكويت وقطر ضمن لائحة أكثر 10 بلدان في العالم تعاني من أعلى معدلات لانتشار السكري حتى عام 2014. وأكد التقرير أن داء السكري يقتل أكثر من 10% من إجمالي البالغين في منطقةخليج العربي، حيث تم تسجيل 368 ألف وفاة بالسكري في 2014 فقط ( 146 ألفا من الرجال و222 ألفا من النساء)، وأضاف أن هناك 14.900 ألف طفل مصاب بالسكري من النوع الأول وهو العدد الأعلى في المنطقة ويعادل تقريبا ربع العدد الكلي للأطفال المصابين في منطقة الشرق الأوسط والبالغ عددهم 64 ألف طفل. وتوقع التقرير ارتفاع نسبة إصابة الأطفال بالسكري من النوع الثاني الأمر الذي كان نادر الحدوث سابقا، إذ يسجل نصف عدد الحالات المصابة بالسكري من النوع الثاني في بعض البلدان حاليا في أوساط الأطفال والمراهقين، ولفتت إحصائيات الاتحاد الدولي للسكري الذي يضم 104 دول، إلي أن 6 دول من منطقة الشرق الأوسط من ضمن قائمة 10 دول في العالم لديها أعلى نسبة لمرض السكر وهي البحرين، مصر، الكويت، عمان، السعودية، الإمارات العربية المتحدة. وخلص الاتحاد إلى أن مرض البول السكري يكبد العالم تكلفة الرعاية الصحية لعلاج السكري تقدر بأكثر من 670 مليار دولار في عام 2015،أي 12 % من النفقات الصحية الكلية علي البالغين، وأن هذا الرقم سيزيد على الأرجح بحلول عام 2035.
وطبقا للإحصاءات والدراسات الطبية فإن هناك قرابة 7 ملايين مصرى مصاب بالسكر كما أن 16% ممن هم فوق سن 20 مصابون، وأكثر من 8% من المصريين مصابون بمرحلة ما قبل السكر بسبب زيادة الوزن والسمنة خاصة بين الشباب والأطفال وكثرة تناول السكريات وعدم ممارسة الرياضة. كما أن قرابة 57% من مرضى السكر لا يتناولون العلاج بانتظام أى أن هناك حوالى اثنين من كل ثلاثة مرضى بالسكر لا يصل نسبة الهيموجلوبين السكرى لديهم الى اقل من 7% وهو المعدل المطلوب مما يعرضهم للعديد من المضاعفات. وتشير التقارير إلي أنه سيكون هناك 13 مليون مصاب بمرض السكر فى مصر عام 2035، وأن مصر أصبحت تحتل المركز الثامن على مستوى العالم فى نسبة الإصابة بالسكر ومرشحة أن تصبح رقم 7 بعد أن كانت تحتل المركز التاسع على مستوى العالم فى عدد المصابين بمرض السكر، مؤكدًا أن أعداد مرضى السكر فى ازدياد مستمر.
وتشير تقارير الفيدرالية الدولية لمرض السكر، أن الولايات المتحدة الأمريكية تمتلك أكبر معدلات إصابة بمرض السكر فى العالم، حيث يصاب حوالى 11% من البالغين الأمريكيين، الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عاما، ويقدر عدد المرضى بنحو 30 مليون شخص، وهم يعادلون ثلثى عدد المصابين بالمرض المزمن فى حوالى 37 دولة نامية مجتمعين، وهم 46 مليون مصاب.
وكما كشف التقرير عن أكثر دول العالم امتلاكا لمعدلات الإصابة بمرض السكر، وهى تشمل بالترتيب: الولايات المتحدة الأمريكية وسنغافورة ومالطا والبرتغال وقبرص وجولة أندورا التى تقع فى جنوب غرب أوروبا وسلوفينيا وسلوفاكيا وإسبانيا، بينما قبع الكيان الصهيونى فى المركز العاشر. وأما الدول صاحبة أقل معدلات ونسب إصابة بمرض السكر فى العالم فهى تشمل: ليتوانيا واستونيا وأيرلندا والسويد ولوكسمبورج والمملكة المتحدة وأستراليا وبلجيكا وإيطاليا واليونان. وفيما يتعلق بدول الشرق الأوسط، فأكد التقرير أن قطر والسعودية والكويت يحتلان المراكز الأولى فى قائمة أكثر 10 دول امتلاكًا لمعدلات الإصابة بالمرض.
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية، أن العواقب الشائعة التي تترتب على داء السكري، انه من الممكن أن يتسبب مع مرور الوقت في إلحاق الضرر بالقلب والأوعية الدموية والعينين والكلى والأعصاب، ويزيد داء السكري من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، فقد وجدت دراسة متعددة البلدان أن 50% من المصابين بداء السكري يموتون بسبب الأمراض القلبية الوعائية (أمراض القلب والسكتة الدماغية) في المقام الأول. ويعد داء السكري من الأسباب الرئيسية للفشل الكلوي، ويتعرض المصابون بداء السكري لمخاطر الوفاة بنسبة لا تقل عن الضعف مقارنة بأقرانهم من غير المصابين به. كما يؤدي ضعف تدفق الدم والاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) في القدمين إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرح القدم والعدوى وإلى ضرورة بتر الأطراف في نهاية المطاف.
ويعد داء السكري من أكثر الأمراض الجهازية التي تؤثر في وظائف العين المختلفة مثل: التهاب طرف الأجفان والرموش المتكرر؛ شلل مؤقت بأعصاب عضلات العين ؛ ضعف غشاء القرنية الطلائي وتعرضه للخدوش والإصابات بأكثر من المعدل الطبيعي ؛ إصابة قزحية العين بأوعية غير طبيعية قد تؤدي إلى ارتفاع ضغط العين "الماء الأزرق"؛ اعتلال الشبكية والمركز البصري مع قصور بالدورة الدموية داخل طبقات الشبكية ما قد يؤدي إلى ظهور أوعية غير طبيعية قابلة للنزيف وقد يصاحبه تكوين ألياف غير طبيعية قد تؤدي إلى انفصال بالشبكية مع حدوث نزيف متكرر بالجسم الزجاجي ؛ اعتلال بالعصب البصري.
ويعتبر اعتلال الشبكية السكري، بمثابة مضاعفات تصيب الاوعية الدموية الدقيقة، وهو من سمات مرض السكري من النمطين الاول والثاني على حد سواء. ويرتبط انتشار اعتلال الشبكية السكري بفترة الاصابة بداء السكري؛ فبعد نحو 20 عاما من الاصابة بالسكري، نجد ان كل المصابين (تقريبا) بالسكري من النمط الاول، ونحو 60% من المصابين بالسكري من النمط الثاني، قد اصيبوا باعتلال الشبكية السكري بدرجة ما. ويشكل اعتلال الشبكية السكري خطورة على القدرة على الرؤية. وكان من الممكن ربط نحو 86% من حالات العمى لدى مرضى السكري من النمط الاول باعتلال الشبكية السكري، بينما كانت النسبة لدى المصابين بداء السكري من النمط الثاني الذين تنتشر بينهم أمراض العيون الآخرى قريبة من الثلث تقريبا. ويعتبر اعتلال الشبكية السكري بشكل عام، أكثر المسببات انتشارًا لحالات الإصابة الجديدة بالعمى في الجيل الممتد في الأعمار مابين 20-74 سنة. ويكاد اعتلال الشبكية السكري الذي يشكل خطورة على الرؤية، لا يظهر لدى مرضى النمط الاول من السكري خلال السنوات الثلاث إلى الخمس الاولى من الإصابة بالسكري، حتى لو كان ذلك قبل جيل المراهقة. أما خلال العقدين التاليين من الإصابة، فإن كل المصابين بالسكري من النمط الاول تقريبًا يصابون باعتلال الشبكية السكري بدرجة ما. وتشير البيانات أن نحو 20% من المصابين بداء السكري من النمط الثاني، يصابون باعتلال الشبكية السكري خلال مرحلة التشخيص الأولية للسكري، بينما يظهر الاعتلال بدرجة ما لدى غالبيتهم في العقود التالية من المرض.
وتكون بداية الإصابة باعتلال الشبكية السكري نتيجة لأضرار لحقت بالأوعية الدموية المغذية في شبكية العين، وبعد ذلك إختراق جدران الأوعية الدموية لمحيطها، يليه نمو خلايا ونشوء أوعية دموية جديدة في الشبكية وعلى السطح الخلفي من الجسم الزجاجي. ويتجلى في فقدان القدرة على الإبصار، والتي يمكن أن تكون في بعض الحالات بالغة للغاية. ويحدث ذلك بسبب استمرار وجود نسب مرتفعة من الجلوكوز في الدم، وفي الحالات الأكثر تطورًا، يحصل تكاثر غير طبيعي للأوعية الدموية في الشبكية مما يؤدي إلى حدوث نزيف فيها. وغالبًا ما يكون مريض اعتلال الشبكية السكري غير مدرك لمرضه حتى يصبح الضرر الناجم عنه جسيمًا. ومن بين أعراض اعتلال الشبكية السكري:
1- الاعتلال الشبكي البسيط (مبدئي)، ويتميز بوجود عقد عرقية دموية صغيرة مع ندب نزيف في طبقات الشبكية وغالبا لا تؤدي هذه المرحلة إلى ضعف البصر إلا إذا صاحبها اعتلال رشحي بالمركز البصري.
2- اعتلال المركز البصري الرشحي، نتيجة ترسبات دهنية صلبة أو ناعمة تميل إلى اللون الأصفر المبيض نتيجة نتح وترشيحات غير طبيعية من جدران الأوعية الشبكية المتعددة وقد يصاحبه قصور في التروية الدموية للمركز البصري وتتركز هذه الترسبات في طبقات الأنسجة المكونة للشبكية.
3- اعتلال الشبكية الوعائي "المتأخر"، ويمثل مرحلة متأخرة من مراحل الاعتلال الشبكي السكري، ويمثل نشاط الاعتلال المتزايد ويتميز بظهور أوعية دموية غير طبيعية في رأس العصب البصري أو في أماكن أخرى على سطح الشبكية أو في القزحية وقد تنمو هذه الأوعية الدموية داخل الجسم الزجاجي الشفاف وهذه الأوعية قابلة للنزيف في أي لحظة مؤدية إلى نزيف داخل الجسم الزجاجي وإعتام في الرؤية. وقد تؤدي هذه الأوعية الدموية إلى نمو ألياف غير طبيعية على سطح الشبكية والجسم الزجاجي يكون سببا رئيسيا في شد ونزع ومن ثم انفصال الشبكية وخاصة في المركز البصري مما يؤدي إلى ضعف شديد بالرؤيا.
كما توجد عوامل أخرى تؤثر سلبًا على اعتلال الشبكية السكري مثل التدخين أو السمنة المفرطة أو كثرة الجلوس دون حركة. وهؤلاء المرضى الذين يبلغ عددهم أكثر من 200 مليون في جميع أنحاء العالم، يتطلبون فحوصات دورية لشبكية العين لأنه، وبشكل عام لا يتسبب اعتلال الشبكية السكري بظهور أي أعراض إلا عندما تكون الإصابة خطيرة.
وهنالك عدة طرق للعلاج بإمكانها منع أو إعاقة حدوث اعتلال الشبكية لدى مرضى السكري، وكذلك منع فقدان الرؤية لدى عدد كبير من مرضى السكري. إن من شأن العلاج المكثف للسكري والهادف للوصول إلى مستوى جيد من السيطرة على مستويات السكر في الدم أن يمنع أو يعيق تقدم وتطور اعتلال الشبكية السكري. كذلك، يمكن لعلاج التخثير الضوئي المبكر بواسطة الليزر(أي كي الأوعية الدموية لوقف النزيف بداخلها)، والحقن داخل الجسم الزجاجي، أو العمل الجراحي (استئصال الزجاجية) لكي يحول دون فقدان البصر لدى عدد كبير من المرضى. ولا تظهر في بعض الحالات أية أعراض لدى الذين يعانون من أمراض تشكل خطرًا على حاسة النظر لديهم، ولذلك فإنه من الأهمية بمكان الخضوع للفحوصات الدورية، من أجل تشخيص اعتلال الشبكية إن حصل. وتعتبر عمليات تصوير قاعدة العين، من الفحوص التي تنطوي على احتمال كبير للكشف عن اعتلال الشبكية، أكثر من الفحوص العادية. هذا، على الرغم من أن الفحوص العادية تكون أفضل، من أجل اكتشاف تضخم الشبكية المرتبط بالاورام الجزيئية، ومن الممكن بواسطتها تشخيص نمو الأوعية الدموية الجديدة والدقيقة في منطقة رأس العصب البصري، أو في غيرها من الأماكن على الشبكية. وينصح مرضى السكر بالكشف على العين دوريا ويعتمد في مدده على نوعية ومرحلة الاعتلال الشبكي، فكلما كان الاعتلال متقدما تقصر المدة بين الزيارات حتى يتم متابعة الاعتلال عن كثب ومدى حاجة المريض إلى العلاج بالليزر أو غيره.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.