من شهر مارس عام 2015 إلى شهر نوفمبر الحالى 2016 ، استمرت العملية الانتخابية الأمريكية ذات الآلية الفريدة من نوعها فى العالم والتى استمرت على مدى أكثر من 18 شهرا منذ إعلان المرشحين عن رغبتهم فى خوض تلك العملية ، التى تحمل نظاما مركبا غير مباشر ينضوى على مراحل طويلة ومعقدة ، وفيها يكون المجمع الانتخابى المؤلف من 538 ممثلا للشعب هو سيد الموقف، استنادا إلى أن نظام الحكم فى الولاياتالمتحدة "فيدرالي". كما أن المادة الثانية من الدستور تنص على أن الانتخابات الرئاسية تجرى عن طريق نظام "المجمع الانتخابي"، وهو نظام لا يسمح بالانتخاب المباشر للرئيس ونائبه من قبل الشعب الأمريكي، وإنما يكلف سكان كل ولاية مندوبين عنهم ليقوموا بانتخاب الرئيس ونائبه، وهم من يسمون "بالمندوبين". هؤلاء المندوبون هم الذين يقومون رسميا باختيار الرئيس ونائبه، فبدلا من التصويت مباشرة لصالح الرئيس ونائب الرئيس من قبل مواطني الولاياتالمتحدة يتم التصويت لصالح ناخبى المجمع الانتخابي والذين يقومون بدورهم بانتخاب الرئيس ونائبه كما ينص الدستور الأمريكي. ويحدد الدستور الأمريكي لكل ولاية من الولايات الخمسين إضافة إلى واشنطن العاصمة،عددا من الناخبين مساو لعدد أعضاء مجلس نواب الولاية في مجلس الشيوخ و في الكونجرس، وهؤلاء يتعهدون بالتصويت وفقا لرغبة المقترعين من سكان الولاية التي يمثلونها، وهذا يعني أن المواطن الأمريكي لا يعد في الحقيقة ناخبا مباشرا في الانتخابات. ولكل ناخب من المجمع الانتخابي أحقية فى صوت واحد للرئيس وصوت واحد لنائب الرئيس، و يجب أن يحصل المرشح للرئاسة على أغلبية قدرها (على الأقل 270 صوتا ) من الأصوات الانتخابية للمجمع الانتخابي لكى يفوز بهذا المنصب ، حيث يمكن للمرشح أن يفوز بمنصب الرئيس لأنه فاز بأصوات المجمع الانتخابي ، رغم خسارته فى التصويت الشعبى كما حدث فى انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2000 ، حيث فاز مرشح جورج دبليو بوش ( بوش الأبن ) ، لأنه فاز بأصوات المجمع الانتخابي، رغم أنه خسر التصويت الشعبي لصالح منافسه آل جور 0 وتنقسم مراحل انتخاب الرئيس الأمريكى إلى مرحلتين، الأولى منهما تعتمد على تصويت المنتمين للحزب ، فيما ترتكز الثانية على المواطنين الأمريكيين ، وتبدأ المرحلة الأولى من انتخابات الرئاسة الامريكية بالانتخابات التمهيدية التى امتدت من شهر فبراير إلى شهر يونيو الماضيين ، وفيها تم انتخاب المرشح من كل من الحزبين الرئيسيين (الديموقراطي والجمهوري) عن طريق انتخابات أولية ، إذ يجري الحزبان عادة انتخابات في كل ولاية يصوت فيها المنتمون للحزب ، ثم يختار المرشح من كل حزب نائبا له ويتم التصديق عليهما رسميا في مؤتمر الحزب . وأعقب ذلك خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر الماضيين عقد مؤتمرات الترشيح فى الأحزاب لاختيار مرشح واحد عن كل من الحزبين المتنافسين ، تلاها مشاركة المرشحين الرئيسيين فى 3 مناظرات رئاسية اقيمت ما بين شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين ، وغدا الثلاثاء تجرى انتخابات عامة يصوت فيها الامريكيون للمندوبين الذين يدلون بأصواتهم لصالح أحد المرشحين لتعرف العالم على الرئيس الجديد للولايات المتحدةالأمريكية وليسدل الستار على انتخابات الرئاسة الامريكية لعام 2016 .