بعد تكليف الرئيس اللبناني الجديد العماد ميشال عون، النائب سعد الحريري (زعيم تيار المستقبل) بتشكيل الحكومة اللبنانية تكون هذه هي المرة الثانية التي يتقلد فيها الحريري رئاسة الحكومة، حيث تقلدها للمرة الأولى في التاسع من نوفمبر 2009 إلى الثالث عشر من يونيو 2011. ووسط بدء النواب اللبنانيين مشاوراتهم بمنح الثقة لاختيار "الحريري" فلم يمنح نواب "حزب الله" أصواتهم للحريري، رغم أن كل المؤشرات تؤكد حصول حزب الله على عدد من الوزارات في حكومة الحريري الجديدة، إذا لم يكن حزب الله خارج صفقة الحريري عون التي مهدت الطريق لفوز عون رئيسا للبنان، فقد كان حزب الله من الداعمين لحليفه عون في تأمين النصاب اللازم من قبل الكتل النيابية لانتخابه رئيسا. وفي طريق الحكومة الجديدة برئاسة عون العديد من الملفات الشائكة والتي تتطلب تسريع وتيرة العمل بعد أن كادت مؤسسات الدولة اللبنانية تصاب بالشلل التام في ظل غياب رئاسي دام لعامين ونصف، وخلافات بين فرقاء لبنان السياسيين ووجهائها مما انعكس على المواطن اللبناني الذي يعاني من الظروف القاسية لاقتصاد بلاده. فمطلوب من الحريري أن يبدأ خطة عاجلة لإنعاش الاقتصاد وتحسين دخول المواطنين اللبنانيين، كذلك سيصطدم "الحريري" بملف اللاجئين السوريين والذين أشار الرئيس عون في خطاب قسمه إلى ضرورة عودتهم في أسرع وقت إلى بلادهم بعد أن شكلوا عبئا اقتصاديا على الدولة اللبنانية كما تطرق "عون" إلى المخاوف الأمنية التي من الممكن أن تصل لبنان من بعض هؤلاء السوريين، خاصة وأن حزب الله اللبناني متورط في الحرب السورية مع نظام بشار الأسد ضد التنظيمات الإرهابية التي تحارب الجيش السوري. وبعد أن انتهى مسلسل انتخاب الرئيس اللبناني والذي كان بطلها الرئيسي سعد الحريري المكلف برئاسة الحكومة فإن سعد الحريري أيضا هو البطل الرئيسي لمسلسل تشكيل حكومته التي ينتظر اللبنانيو أن ترضي طموحهم. فقد أشارت تقارير أن اللبنانيين ينتظرون أسماء تدغدغ مشاعرهم في الحكومة الجديدة، ومن هذه الأسماء نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس الذي شكلت عودته مفاجأة سارة خصوصا أن الرجل فضل الابتعاد على الانخراط في الانقسامات التي سادت بعد عام 2005. وإلى جانب فارس، يبرز اسم ليلى الصلح حمادة، الوزيرة السابقة التي تعمل دون كلل أو ملل، والوزير السابق عدنان القصار وأيضا مطروح بقوة اسم فؤاد مخزومي رئيس حزب الحوار يطرح بقوة، فهو قريب من جميع الأطراف التي تتصارع حول وزارة الطاقة، كما لديه علاقات خارجية مهمة، وحمل ملف النفط والغاز منذ أكثر من عام متنقلًا بين الدول، كما أقام عدة ندوات واستقدم خبراء وشخصيات عالمية لهذا الغرض. شيعيًا، يتداول اللبنانيون اسم نائب حاكم مصرف لبنان، رائد شرف الدين، قريب الامام موسى الصدر، والنائب الشاب حسن فضل الله، وايضًا ياسين جابر، أما درزيًا فتجربة وائل أبو فاعور الناجحة تجعله يتمتع بتأييد كبير، وكذلك الأمر بالنسبة للنائب السابق فيصل الصايغ الذي شغل ايضًا منصب محافظ الجنوب من منتصف التسعينيات وحتى نهاية عام 2004، ويمتلك رصيدًا خدميا كبيرا وحيثية بارزة في منطقة عاليه، ومن بين الاسماء التي تلقى قبولا يظهر مروان خير الدين وزير الدولة السابق وصاحب التجربة الجيدة في قطاع المصارف. مسيحيًا، يسرق شامل روكز الأنظار ويطمح قسم كبير من اللبنانيين إلى رؤيته وزيرًا للدفاع بعدما حارب الإرهاب طوال السنوات الماضية، ويتواجد في لائحة المرغوب برؤيتهم النائب الآن عون كوجه شاب إلى جانب وزير الداخلية السابق زياد بارود، وأيضا رجل الأعمال البارز في القطاع الصناعي نعمة فرام، وصاحب التجربة الفريدة شربل نحاس الذي فضل الاستقالة على هدر حقوق العمال، وبعدما تمكن كل من النائب إبراهيم كنعان ومسئول جهاز التواصل في القوات ملحم رياشي من إنجاز التفاهم العوني-القواتي، اصبح هناك رغبة لدى قسم من اللبنانيين بتوزيرهما علهما يستطيعان نقل تجربة التعاون لتشمل الجميع.