"الحلزونة ياما الحلزونة "، ذلك المشهد الذي لا يخلو من ذاكرة أحد، خاصة الشباب، والذي طالعنا به الفنان عادل إمام في فيلمه الشهير " مرجان أحمد مرجان"، الذي عبر فيه عن المستوى الذي وصلت له دور الثقافة والندوات التي لا جدوى منها. ليصبح هذا المشهد واقعيا ليس فقط أحداث دارت في فيلم سينمائى، ولكنها أحداث تدور بين جنبات معظم قصور الثقافة في مصر. رجل مهندم دار عليه الزمن، وأخر تساقطت أسنانه بمجاورة ثالث غطى الشيب رأسه، على منضدة متهالكة يتناوبون الأدوار في إلقاء كلمات رتيبة مكررة لا تجد قبول،اما الحضور فحدث ولا حرج، ما بين نيام ومستهزئون، ينتظرون ادوارهم لإلقاء قصيدة كسرها الوزن وهجرتها القوافي. هكذا ظهر الوضع المأساوي بين جدران تلك المبانى العتيقة ذات البهو المرتفع، في ظل وجود معظم القاعات،تكتظ بالجمهور من شتى المراحل العمرية لسماع فن هابط لاحد المغمورين. ليكون التعليق الأول على هذا الوضع من قبل محمد مرعى مدير قصر ثقافة الزقازيق،على هذا النحو:" الشباب بتحب التربت تو"، موضحا أن الندوات الثقافية والتنويرية لم تعد نجدى بثمارها خاصة في ظل التطور التكنولجى الحالى من سوشيال ميديا وغيرها. مؤكدا أن الحضور لتلك الندوات لا يعد أشخاصه على أصابع اليد الواحدة، في حين إذا تم الدعوة لحفل غنائى أو ماشابهه ذلك يكون الإقبال شديد. وفى هذا السياق وعن الاتهامات الموجهه لمعظم إدارات قصور الثقافة بسيطرة أصحاب السن الكبيرة عليها رد مرعى مستغربا " هنعمل أيه كل واحدة بتشتغل هنا عايزة تروح علشان المحشى ". ويستمر قائلا أن كتلة العمالة فقط في قصر ثقافة الزقازيق تعدت ال 800 فرد لايعمل سوى 10٪ " الستات بتروح ساعة رضاعة ومش بتيجى " و" الشباب بيشوفله شغلانه تساعدة في حياته" رفض لعرض مسرحى فرفض لحفل غنائى ومنع آخر ثم آخر وبالسؤال عن السبب " الحماية المدنية رفضت علشان الكراسى مش اترشت" وفى هذا الإطار قال أحمد عبدالمنعم " كنا نود عمل عرض مسرحى داخل القصر ولكن المدير رفض بناءً على رفض الحماية المدنية لعدم رش المقاعد المتواجده داخل القاعة بمانع الحرائق" وبشئ من الدهشة أكمل عبدالمنعم حديثة " منذ شهرين والسبب واحد في الرفض متسائلا " لماذا لم يتم رشها حتى الآن؟" فيما أيده الرأى مرعى مدير القصر قائلا " نعانى من نسيان الأجهزة التنفذية لنا ففى أي مجلس تنفيذى لا يشار لنا حتى باتهام يمكن الرد عليه" ويختتم كلامه ملتمسا العذر للحكومة " الحكومة هتعمل ايه هتفكر في العيش والسكر والأمن ولا الأمسيات الأدبية.