كشف أبو حذيفة المهاجر، زعيم تنظيم داعش في مدينة طرابلس الليبية، سبب عجز قوات البنيان المرصوص اقتحام مدينة سرت، معقل التنظيم في ليبيا، عبر ما يعرف ب"سرايا الصحراء". ويسيطر "داعش" على مدينة سرت الليبية منذ يونيو 2015، بعدما هاجر أغلب عناصره إليها بعد تلقيه ضربات موجعة في مدينة الرقة السورية والموصل العراقية. وقال "المهاجر"، في مقابلة مع صحيفة "النبأ" التابعة للتنظيم، والصادرة أسبوعيًا، إن "سرايا الصحراء " موجودة خارج سرت ومنتشرة على الشريط الساحلي بين مدينتي سرت ومصراته وكان لها بالغ الأثر في إطالة أمد الحرب بداخل المدينة. "سرايا الصحراء" استخدمها التنظيم في اختراق حصون القوات الليبية، وكان دورها تنفيذ المهام الانتحارية ضد الكمائن وحواجز التفتيش الأمر الذي أدى إلى قطع الإمدادات عن قوات مكافحة الإرهاب. وكانت قوات الجيش الليبي أطلقت أول مايو الماضي، عمليتها العسكرية لتحرير مدينة سرت من قبضة تنظيم الدولة الإرهابي داعش، إلا أنه وبالرغم من مرور 5 أشهر منذ إطلاق العملية لا تزل قبضة التنظيم على المدينة منيعة بالرغم من تكبده المزيد من الخسائر، فالمعركة مستمرة حتى يومنا هذا. ويتبع تنظيم داعش - بحسب "صحيفة النبأ" - عدة أساليب تكتيكية تساعده في صد هجوم القوات الليبية على عناصرها، وهو ما أطلقت عليه "الالتفاف" التي تمكنت بها من الهجوم على الجهة الشرقية للمدينة، والسيطرة على منطقة السواوة وميناء وفندق سرت وقصر الضيافة. وهناك أساليب أخرى لجأ إلى ها التنظيم في "حرب العصابات" التي اتبعها بالمدينة أبرزها "التشبيك"، و"العبوات الناسفة"، والانفاق"، التي اصبحت هي سلاح التنظيم الاقوى خلال حربه بليبيا وكرته الأخيرة الذي يسعى جاهدا لاستغلاله لوقف تقدم القوات الليبية. وفي نهاية حواره، وجه أبو حذيفة المهاجر، تحذيرا وتهديدا لقوات البنيان المرصوص التي اعتبرهم "مرتدين": "أنكم تقاتلون أمة لن تَعقم وعقيدة لن تُهزم، وأن سرايا المجاهدين المنتشرة اليوم في صحراء ليبيا ستُذيقكم الامرين وستُعيد المناطق والمدن إلى الانقياد". ويعلق سامح عيد، الباحث في الجماعات الإرهابية، على استخدام داعش للأنفاق بأنه تكتيك يلجأ إلى ه التنظيم للعبور إلى خلف خطوط قوات مكافحة الإرهاب الليبية، والتمكن من مهاجمتها من خلف ظهورهم. وذكر "عيد"، في تصريحات ل"البوابة"، أن تصريحات داعش بخصوص "سرايا الصحراء"، ما هي إلا حرب دعائية مضادة موجهة لقوات البنيان المرصوص للحد من تقدمها، وتخويف عناصرها رغبة في انسحابها من المدن المسيطرة عليها قرب سرت. ويرى الباحث، أن بقاء التنظيم في المدينة أمر مستبعد على المدى البعيد، وأن عناصره في انخفاض متواصل وخسائره في زيادة كبيرة وهو ما يتوقع بطردهم من المدينة في أقرب وقت. يذكر أن مصدر طبي بمستشفى مصراته المركزي الليبي التابع لقوات عملية البنيان المرصوص، قال لوسائل إعلام محلية، إن عدد القتلى والجرحى من مقاتلي العملية منذ انطلاقها في مايو الماضي ضد تنظيم داعش وحتى سبتمبر الماضي أكثر من 2500 بين قتيل وجريح. بينما حققت قوات البنيان المرصوص تقدمًا كبيرا في المدينة.