سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"كركوك" طوق النجاة ل "داعش" بعد استئصاله من "الموصل".. مراقبون: التنظيم يحاول إيقاظ خلاياه لمواجهة مليشيات الحشد.. طارق فهمي: الهجمات تستهدف ضرب مناطق التماس الإستراتيجية
تأتي الهجمات شنها تنظيم "داعش" الإرهابي في كركوك، بالتزامن مع تأهب قوات الحشد الشعبي للدخول إلى قضاء الحويجة، التابع لمحافظة كركوك في الجنوب الغربي والذي لا يزال تنظيم "داعش" يحكم قبضته عليه، في سياق المهمة التي أوكلت إليها ضمن خطط معركة تحرير الموصل. ويقول مراقبون إن "داعش" اختار هذا التوقيت ليأذن لخلاياه النائمة في المدينة بتنفيذ عمليات من شأنها إرباك دخول مليشيات الحشد للمدينة الصغيرة الواقعة شمال العراق بعد جدل كبير حول مشاركة هذا الفصيل المسلح في المعركة. وكان قرار توجيه قوات الحشد الشعبي بعيدا عن الموصل إلى الحويجة الواقعة على بعد مئة كيلومتر من الموصل بهدف تخفيف حدة الصراع المذهبي خلال القتال من أجل السيطرة على الموصل الذي هو أكبر معركة في العراق منذ الغزو بقيادة الولاياتالمتحدة عام 2003. كما يبدو أن التنظيم وفي سياق درايته بالأهمية التي تحظى بها مدينة كركوك على اعتبار أنها مدينة المنشآت النفطية الكبرى في العراق، فإنه يحاول فتح جبهات جديدة من شأنها أن تخلق إرباكا لدى القوات العراقية المشاركة في المعركة، وتحول الأنظار من الموصل إلى نفط كركوك. ونفذ تنظيم داعش فجر الجمعة الماضية هجوما مضادا داخل كركوك بواسطة عدد من الانتحاريين والقناصة مما اودى بحياة عدد من أفراد الأمن والمدنيين، حيث ذكرت الوكالة الإعلامية الرسمية للتنظيم "أعماق"، إن قوات داعش هاجمت قوات البيشمركة في مناطق مكتب خالد والبوحمدان، وداقون، والرشاد، وساردك، والكبة، وبشسير، وجنوب غربي المدينة، مشيرًا إلى أن العمليات تسببت في مقتل ما يزيد عن 50 عنصرًا من القوات العراقية. في الوقت الذي نفى فيه محافظ "كركوك" سيطرة التنظيم عليها، مؤكدًا أن الهجوم المضاد الذي شنه تنظيم داعش في المدينة هي "محاولة يائسة" لتغطية هزائمه في معركة الموصل، متوعدا "المتآمرين" من المتعاونين مع داعش بالمساءلة القانونية. الدكتور طارق فهمي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، علق على اتجاه "داعش" نحو كركوك، قائلًا "أنه تحول للخروج من حالة التطويق والحصار التي تفرضها عليها قوات لتحالف". وتابع فهمي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم السبت، أن عملية تحرير الموصل لا تزال في بدايتها، وبالتالي الهدف من شن "داعش" لهجمات في كركوك ليس للإتجاة إليها، وإنما لضرب مناطق التماس الإستراتيجي على طول منطقة الموصل وما يجاورها، وهي منطقة ممتدة تشمل نحو 350 كيلومتر. وأوضح أن ما حدث في كركوك خلال ال48 ساعة الماضية، هو قيام قوات التنظيم بمحاولة تشتيت قوات التحالف الدولي، والتركز في مناطق التماس في منطقة الموصل وما يجاورها، والتي تشمل 4 بؤر إستراتيجية رئيسية بدأت بكركوك وستمر في اتجاه الشمال الشرقي وشمال منطقة الموصل وما يجاورها. وأشار إلى أن التنظيم يريد أن يؤكد أن لدية القدرة على ممارسة الحرب على أكثر من جبهة، سواء في كركوك أو بعض مناطق التماس أو داخل الموصل وخارجها، إضافة إلى قيام "داعش" بإجراءات احترازية ومسبقة طوال الأيام الأخيرة خلال نقله ل آلاف الأسر المتواجدة في الموصل أو مناطق تمركزه إلى خارجها، لكي يبدأ بما يسمى بمعركة "حرث الأرض" أمام قوات التحالف الدولي. ولفت إلى أن التنظيم سيواجه عملية تحرير الموصل ومواجهة القوات العراقية، بما يسمى بالمعركة الصفرية، وذلك من خلال دخولها في الموصل واستمرارها في بؤر خارجها. فيما رأى أن تنظيم داعش سيعيد تشكيل قواعده العسكرية في الموصل وما يجاورها، لما تشكل أهمية كبيرة لدى التنظيم خاصة وأنها ثاني أكبر مدينة عراقية بعد بغداد وبها كثير من المقومات وبالتالي لم يخرج منها التنظيم بسهولة. وتوقع في حالة خروج عناصر داعش خلال الساعات المقبلة، ستتجه إلى طول مناطق الحدود مع الأردن أو التركز في منطقة الرقة السورية على اعتبار أنها عاصمة التنظيم القوية وبها تحصين عسكري وإستراتيجي كبير.