هاجم مسلحون تابعون لتنظيم داعش الإرهابي فجر أمس الجمعة، عددًا من المواقع الحكومية والخدمية والحزبية في مدينة كركوك شمال العراق، مستغلًا الانتحاريين باعتبارهم سلاحه الأبرز لصد أي هجوم عليه، وشن التنظيم هجومًا مضادًا واسعًا على مناطق أخرى لفك الضغط الواقع عليه في مدينة الموصل، في الوقت الذي تطوق فيه القوات العراقية المدعومة جوًا من التحالف الدولي بقيادة أمريكا، الموصل لتحريرها من يد التنظيم الإرهابي الذي يسيطر عليها منذ يونيو 2014، ويعتبرها معقله الأول. وأفاد مدير شرطة كركوك، العميد سرحد قادر، في تصريحات لوسائل إعلام محلية أن المسلحين التابعين للتنظيم وبينهم عدد من الانتحاريين هاجموا عددا من المواقع الحكومية والحزبية داخل كركوك، وهى مبنى شرطة الطوارئ والبناية القديمة لمديرية شرطة كركوك ومخفر الشرطة في حي دوميز ومحطة كهرباء دبس ومقر حزب الاتحاد الوطني. يأتي هذا في الوقت الذي أعلن فيه التنظيم مسئوليته عن الهجمات، قائلًا: إن مسلحيه تمكنوا من اقتحام مبنى المحافظة وسيطروا أيضا على فندق "دار السلام" وسط المدينة، وتمكنوا من السيطرة على نصفها. وذكرت الوكالة الإعلامية الرسمية للتنظيم "أعماق"، إن قوات داعش هاجمت قوات البيشمركة في مناطق مكتب خالد والبوحمدان، وداقون، والرشاد، وساردك، والكبة، وبشسير، وجنوب غربي المدينة، مشيرًا إلى أن العمليات تسببت في مقتل ما يزيد عن 50 عنصرًا من القوات العراقية. من جهة أخرى ذكر نجم الدين كريم محافظ كركوك، إن الوضع تحت السيطرة نافيا دخول المسلحين إلى "مبنى مديرية شرطة كركوك السابق أو أي مقر حكومي فيها" لكنه أقر أن ما سماه "خلايا نائمة لداعش قامت بمهاجمة بعض المقار والمواقع الأمنية"، وأنهم بالفعل قاموا بقتل عددهم منهم ومازال يوجد آخرين بالمدينة. هذا في الوقت الذي زعم فيه التنظيم عبر مجلته الأسبوعية "النبأ"، تنفيذ 526 عملية انتحارية في العراق ما نتج عنه مقتل 18 ألف عراقي من مهاجمي التنظيم، بجانب تدمير 2200 آلية عسكرية. وتباهى التنظيم، في مجلته بسلاح الانتحاريين معتبره قوة رادعة أمام تقدم القوات العراقية نحو الموصل، واصفًا العملية بأنها "خائبة" ولم تؤثر في التنظيم. وأشار التنظيم إلى أن عناصره نفذوا تسع عمليات انتحارية في اليوم الأول لعملية الموصل، ضد قوات البيشمركة في قرى "كبرلي، وبدنة، وبازكرتان"، ما أسفر عن مقتل العشرات وتدمير 6 عربات آلية.