علق الدكتور طارق فهمي، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، وأستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، على اتجاه "داعش" نحو كركوك، قائلًا: "إنه يحاول الخروج من حالة التطويق والحصار التي تفرضها عليها قوات التحالف". وتابع فهمي، في تصريح خاص ل"البوابة نيوز"، اليوم السبت، أن عملية تحرير الموصل لا تزال في بدايتها، وبالتالي الهدف من شن "داعش" لهجمات في كركوك ليس للاتجاه إليها، وإنما لضرب مناطق التماس الاستراتيجي على طول منطقة الموصل وما يجاورها، وهي منطقة ممتدة تشمل نحو 350 كيلومترًا. وأوضح أن ما حدث في كركوك خلال ال48 ساعة الماضية، هو قيام قوات التنظيم بمحاولة تشتيت قوات التحالف الدولي، والتركز في مناطق التماس في منطقة الموصل وما يجاورها، والتي تشمل 4 بؤر استراتيجية رئيسية بدأت بكركوك وستمر في اتجاه الشمال الشرقي وشمال منطقة الموصل وما يجاورها. وأشار إلى أن التنظيم يريد أن يؤكد أن لدية القدرة على ممارسة الحرب على أكثر من جبهة، سواء في كركوك أو بعض مناطق التماس أو داخل الموصل وخارجها، إضافة إلى قيام "داعش" بإجراءات احترازية ومسبقة طوال الأيام الأخيرة خلال نقله ل آلاف الأسر المتواجدة في الموصل أو مناطق تمركزه إلى خارجها، لكي يبدأ بما يسمى بمعركة "حرث الأرض" أمام قوات التحالف الدولي. ولفت إلى أن التنظيم سيواجه عملية تحرير الموصل ومواجهة القوات العراقية، بما يسمى بالمعركة الصفرية، وذلك من خلال دخولها في الموصل واستمرارها في بؤر خارجها. فيما رأى أن تنظيم داعش سيعيد تشكيل قواعده العسكرية في الموصل وما يجاورها، لما تشكل أهمية كبيرة لدى التنظيم خاصة وأنها ثاني أكبر مدينة عراقية بعد بغداد وبها كثير من المقومات وبالتالي لم يخرج منها التنظيم بسهولة. وتوقع أنه في حالة خروج عناصر داعش خلال الساعات المقبلة، ستتجه إلى طول مناطق الحدود مع الأردن أو التركز في منطقة الرقة السورية على اعتبار أنها عاصمة التنظيم القوية وبها تحصين عسكري واستراتيجي كبير. تجدر الإشارة إلى أن عناصر من تنظيم داعش قد هاجموا محطة للكهرباء ومبان أخرى في مدينة كركوك النفطية شمال شرق العراق صباح الجمعة الماضي وقتلوا 22 شخصًا.