أعلن أمس الخميس من مقره "بيت الوسط"، زعيم تيار المستقبل اللبناني النائب سعد الحريري دعمه لترشيح العماد ميشال عون قائد كتلة التغيير والإصلاح، ليوفر على "عون" مشوار طويل لحصد النصاب اللازم للفوز في جلسة مجلس النواب المقررة يوم 31 أكتوبر الجاري، حيث ضمن "عون" 33 صوتا هم كتلة تيار المستقبل بمجلس النواب اللبناني، ويحتاج لفوزه نصف عدد نواب المجلس+1، أي 65 صوتا من إجمالي 128 صوتا هم عدد النواب اللبنانيين وذلك في الدورة الثانية من الانتخابات. وبهذا يكون "عون" ضمن من خلال دعم "الحريري" أكثر من نصف الأصوات اللازمة لفوزه. وكما هو معروف فان "عون" مدعوم من كل من حزب الله الذي تبلغ كتلته 13 نائبا، وحزب القوات البنانية الذي له 8 نواب، علاوة على 20 نائبا لكتلة التيار الوطني الحر التي يرأسها "عون". إلى هنا لم تنته مرحلة التجاذبات السياسية بين الفرقاء اللبنانيين، حيث لا يزال الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني ( رئيس حركة أمل الشيعية) معارضا لترشيح "عون" وقد أكد في وقت سابق حضور كتلته جلسة الانتخابات إلا أنها لن تصوت لعون، وقال في رسالة واضحة بمعارضة عون "سنكون أول المهنئين لعون حال فوزه" في إشارة واضحة بأن كتلته ستنتقل لصفوف معارضة الرئيس اللبناني ميشال عون. وفي إطار الطرح السابق بقي للعماد عون الاتصال بالرئيس نبيه بري للتنسيق معه ومحاولة الوصول لتوافق سياسي وأن يعملا على الوصول إلى نقطة اتفاق تجمع بينهما والعمل على إزالة بعض ملفات الخلاف. وعن الأسباب التي حملت "الحريري" إلى ترشيح "عون" قال أمام حشد من أنصاره في مقر إقامته بوسط بيروت أمس،" منذ شغور منصب الرئيس في 25 مايو 2014 ولم يتوافق النواب وفشلت جميع الجلسات التي خصصت لانتخاب الرئيس على اختيار رئيس توافقي، وفي حال استمرار الأوضاع على ما هي عليه فمن غير المستبعد أن تحملنا الأوضاع لأجواء الحرب الأهلية". وعلاوة على ذلك نبه "الحريري" من خطورة الوضع إذا لم يتم انتخاب رئيس قبل موعد الانتخابات النيابية القادمة والتي ستفرض استقالة الحكومة وتعطيل المجلس النيابي، وهو الأمر الذي معه ستدخل البلاد في حالة فراغ سياسي كامل في كل مؤسساتها ومسنوياتها. ورغم أن هناك اعتراضات على دعم "الحريري" لعون، إلا أن "الحريري" نبه المعترضين إلى ضرورة حكمة الاختيار وأنه لو كان الرئيس رفيق الحريري على قيد الحياة لتصرف نفس التصرف، في محاولة منه لكسب تعاطف الحضور نحو دعم "عون". كما لفت "الحريري" إلى أن "عون" والمحسوب على حزب الله، سيسهم في تلجيم سلاح حزب الله لخلق نوع من التوازن وعدم استخدام السلاح لفرض واقع سياسي.