شيع الآلاف من أهالي قرية سرابيوم، جثمان الشهيد المجند مصطفى محمود أبو القراميط 23 سنة من أبناء قرية سرابيوم، مساء اليوم السبت، والذي صعدت روحه إلى بارئها، في عملية مداهمة عسكرية لأوكار إرهابية بشمال سيناء، وذلك وسط حالة من الحزن الشديد. وسادت حالة من البكاء والحزن الهستيري اللتين سيطرا على أهالي المنطقة وأصدقائه معربين عن غضبهم وألمهم لاستشهاد الشباب خلال تأدية عملهم على أيدى الإرهاب الغاشم وردد الأهالي هتافات لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله. وقال مؤمن الشقيق الأصغر للشهيد: "حاولنا الاتصال به أمس للاطمئنان عليه عقب الهجوم على كمين زغدان بشمال سيناء، ونجحت في الوصول إليه من خلال مكالمة هاتفيه الساعة التاسعه مساء وقالى لي أنا بخير وماتقلقوش مكان الهجوم بعيد عنى"، مشيرا إلى إنهم توجهوا لاستلام جثمانه من مستشفى القصاصين العسكري. قال حلمى محمد، أحد اصدقاء الشهيد المجند مصطفى محمود عبد الحميد أبو القراميط 21 عاما، ابن قريه سرابيوم التابعه لمحافظة الإسماعيلية، الذي استشهد أثناء أداء واجبه الوطنى بمحافظة العريش، أن الشهيد كان دائما يتحدث معه عن الأحداث التي تتم في سيناء، مؤكدا عدم خوفه من هذه العمليات وأنه مستعد للتضحية بحياته من أجل الوطن، قائلا "حياتى مش كتيرة على بلدى وأنا حاسس إنى هاجى لأهلي في صندوق الزيارة اللى جاية". وأضاف في تصريحات صحفية، أنه التقى الشهيد الجمعة الماضية ورافقه خلال أداء صلاة الجمعة في المسجد الكبير الذي سيشيع منه جثمانه بعد قليل، مشيرا إلى أن خدمته العسكرية كانت بمحافظة القاهرة وتم نقله قبل أيام قليلة إلى محافظة العريش، موكدا أنه كان يستعد للارتباط رسميا بإحدى الفتيات بالقرية، ولكنه أصبح اليوم عريسا يزف إلى الجنة". وأدى المشيعون صلاة الجنازة على جثمان الشهيد بمسجد المجمع الإسلامى بسرابيوم قبيل أذان المغرب بدقائق معدودة، وسط حالة من الحزن والبكاء الشديد، فيما قامت السيدات بالصراخ والعويل لحظة وصول الجثمان إلى المسجد ورددوا هتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله". وتغيب محافظ الإسماعيلية ومدير الأمن عن حضور الجنازة فيما تقدم الجنازة عدد من قيادات وجنود القوات المسلحة. ودخلت والدة الشهيد في نوبة من البكاء الشديد وأصيبت بحالة من الانهيار حزنًا على ابنها الفقيد، كما رددت شقيقة الفقيد كلمات "سبتنى ليه يا مصطفى". وألقى إمام وخطيب المجمع الإسلامي بسرابيوم، خطبةً، دعا فيها أهل الفقيد بالصبر والاحتساب وأفرد الخطيب في أمثلة من القرآن والسنة عن فقدان الولد وجزاء الصبر عند الله. وذكر مصاب الصحابية الخنساء التي فقدت 3 من أبنائها في إحدى الغزوات مع الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصبرها واحتسابها لأبنائها.