سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بعد سيطرة حكومة الإنقاذ الليبية على قصور الضيافة بالعاصمة طرابلس.. السراج يهرب إلى تونس وتحالفات جديدة بين القوى السياسية.. خبراء: اتفاق الصخيرات فقد شرعيته والحلول باتت عسكرية
غادر فايز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية قاعدة بوسته على الساحل الليبي إلى الجارة تونس لبحث التطورات الأخيرة التي تشهدها العاصمة الليبية طرابلس مع السفير الأمريكي لدى ليبيا بيتر وليم باحد مقرات السفارة الأمريكيةبتونس. ويعد قيام حكومة الإنقاذ برئاسة خليفة الغويل باقتحام مقرات قصور الضيافة بالعاصمة وتنصيب نفسها حكومة رسمية للبلاد بمثابة انقلاب على حكومة الوفاق المنبثقة عن حوار الصخيرات المبرم بين أطراف ليبية بالمغرب أواخر العام الماضي فكل ما تم الاتفاق عليه بين الفرقاء الليبيين أصبح كأنه لم يكن وأصبحت ليبيا مفتوحة على كل السيناريوهات بما في ذلك التدخل الأمريكي المباشر لحماية حكومة المجلس الرئاسي برئاسة فايز السراج والمدعومة من قبل واشنطن والغرب. وقد هدد السراج وبشكل علني المنقلبين على حكومته بالعقاب والرد بحزم على ما وصفه بالفوضى والتطاول على مؤسسات الدولة. فيما قال نائبه الأول أحمد معيتيق في أول رد فعل له على سيطرة الإنقاذ على قصور الضيافة: إن المتجاوزين للاتفاق السياسي، والساعين وراء أجسام وهمية، موازية لأجهزة الدولة الرسمية، لن يصلوا بما يقومون به إلى نتيجة. وأضاف معيتيق في تصريحات صحفيه له اليوم: لم تعد الحلول المؤقتة، ولا خطط الإنقاذ العشوائية، مقبولة عند المواطن، إن آمال الناس أكبر من كل هذه التصرفات المحدودة، ولن تنقذ البلاد إلا تنمية شاملة، ومستدامة، مبنية على نظام سياسي قوي، يوحد الليبيين، ويتوافق عليه الجميع، هكذا علق النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي الليبي أحمد معيتيق على اقتحام حكومة الإنقاذ لقصور الضيافة بالعاصمة الليبية طرابلس حيث يوجد مقر مجلس الدولة. وقد وضعت التحركات الأخيرة الوفاق الليبي على المحك وأنهت بشكل عملي كل ما تم الاتفاق عليه في صخيرات المغرب فبعد 7 اشهر من تولي المجلس الرئاسي الليبي لشئون البلاد مدعوما بشرعية الغرب والمجتمع الدولي لم يتمكن من حلحلة ايا من الأزمات التي يغرق بداخلها المواطن الليبي بدءا بأزمة الكهرباء ومياه الشرب ومرورا بأزمة السيولة ونقص الدواء والغذاء ورغيف الخبز وهو ما افقد المجلس الرئاسي شرعيته الداخلية حتى وان تمتع بدعم دولي خاصة أمريكا التي تقاتل من أجل بقاءه على رأس السلطة في ليبيا. وقد التقى الخميس الماضي بتونس كل من رئيس الحرس الرئاسي التابع للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية العميد نجمي الناكوع ومعاونه العقيد محمد لاكري من جهة الخميس وقائد القوات الأمريكية في أفريقيا "أفريكوم" الجنرال توماس والدهاوزر. وناقش الطرفان في الاجتماع التنسيق الأمني بينهما إضافة إلى تقديم الدعم لقوة الحرس الرئاسي من قبل الأفريكوم التي تقدم دعما أيضا لقوات البنيان المرصوص الموالية للمجلس الرئاسي والتي تقاتل تنظيم داعش في سرت وتحاول واشنطن الضغط على القاهرة من أجل أن تتخلى عن دعمها للمؤسسات الشرعية في ليبيا والمتمثلة في مجلس النواب المنتخب والجيش العربي الليبي. وقد التقى الأربعاء الماضي المبعوث الأمريكي إلى ليبيا جونثون واينر بمساعد وزير الخارجية المصري طارق القوني بالقاهرة بهدف التشاور حول بلورة إستراتيجية تسهم في دعم الاتفاق السياسي الليبي. وفي تصريح خاص للبوابة قال الدكتور صالح افحيمة عضو مجلس النواب الليبي أن ما حدث بطرابلس يؤكد أن المجلس الرئاسي المقترح لا يسيطر الا على قاعدة بو ستة البحرية التي يتخذها مقرا له منذ دخوله طرابلس وان السيطرة الفعلية على طرابلس لن تتم ما لم يتم تطبيق التدابير الأمنية المنصوص عليها في الاتفاق السياسي وإخراج المليشيات من العاصمة. وأكد صالح أن الدعم الأمريكي للمجلس الرئاسي لن يضمن له الاستمرار من عدمه على رأس السلطة في ليبيا فالشعب الليبي هو من يقرر ويختار وليس واشنطن فعلى السراج أن يكتسب شرعيته من داخل ليبيا وليس من خارجها. ويقول الدكتور محمد ابوراس الشريف الاكاديمي الليبي والباحث بكلية القانون سهل الجفارة أن احداث طرابلس الأخيرة ستخلق تحالفات جديدة في مواجهة المجلس الرئاسي الليبي برئاسة السراج، وأضاف الشريف في تصريح خاص ل"البوابة نيوز": أن حكومة الإنقاذ دعت وبشكل مباشر الحكومة المؤقتة برئاسة عبدالله الثني إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية مشتركه وهذا يؤكد وجود تحالف تحالف بين حكومتي الثني والغويل بهدف السيطرة السياسية على العاصمة فيما يشبه الصفقه السياسية لا سيما وان السراج غادر طرابلس مسرعا إلى تونس ما يعني أنه فقد تاثيره داخل طرابلس فالاتفاق السياسي في حكم المعدوم والمهدور دمه من قبل أغلب الاطراف السياسية.