كشفت عودة "أفيجدور ليبرمان"، وزيرا لخارجية إسرائيل، عن حزب اسرائيل بيتنا، عن حدّة الخلافات بين حزبي الائتلاف الحكومي في اسرائيل: حزب البيت اليهودي برئاسة "نفتالي بينيت، وحزب ييش عاتيد برئاسة يائير لبيد، حول الموضوعات الحسّاسة المتعلّقة بالدين اليهودي والدولة، والتي يأتي على رأسها تجنيد اليهود المتديّنين ال "حريديم"، وتمويل المدارس الدينية، حيث توجد في هاتين النقتطين خلافات لا يمكن عبورها تقريبا - من طرفي التحالف - حيث يطالب "يائير" بتجنيد كامل وشامل للمتدينين، وفرض عقوبات على المتخلّفين منهم، فيما يكتفي حليفه "بينيت" بفرض "كوته" معيّنة للتجنيد، وعدم معاقبة المتخلّفين منهم. هذا إضافة إلى مسألة قداسة يوم السبت، الذي يحرّم فيه أي عمل، حيث تتوقّف المواصلات العامة رسميًّا، ويثار الجدل حول تشغيلها، في كسر مباشر وقوي لقداسة السبت، وكذلك مسألة الزواج المدني في الدولة اليهودية. ويختلف الائتلاف الحكومي كذلك حول الموقف من المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين، حيث يرى "يائير" ضرورة التعامل معها ببراجماتية، مقابل رفض شبه مطلق من حليفه "بينيت"، الذي أعلن موافقته على البدء فيها، وعمل على سنّ تشريعات داخل الكنيست، تمنع الموافقة على اتّفاق ناجم عن المفاوضات، والتي كان أهمها نسبة الحسم. ووفقا للخبراء الإسرائيليين، فإن "ليبرمان" يتفق بشكل شبه مطلق مع "لبيد" حول الكثير من القضايا المهمّة، التي شكّلت نقاط خلاف مع "بينت"، خاصة في الموقف من قضية تجنيد المتديّنين، وتشغيل المواصلات العامة أيام السبت، وكذلك يلتقون في الكثير من تفاصيل الموقف المتعلّق بالمفاوضات الفلسطينية، وضرورة عدم إغضاب الولايات المتّحدة، أو الدخول في مواجهة معها. وأشار الخبراء الإسرائيليون - في تحليلات نشرتها صحيفة "معاريف" - إلى أن هذه المعطيات تُعدّ إشارة قويّة إلى خلق تحالف سياسي- اجتماعي جديد، بات يلوح في سماء الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الحالي، وقد يغيّر موازين القوى، ونقاط الجذب والاستقطاب داخل هذا الائتلاف. ولفت الباحثون أيضًا، إلى ما قاله وزير العلوم والتكنولوجيا "يعقوب بيري"، المنتمي إلى حزب "ييش عتيد"، أمس، خلال فعاليات "السبت الثقافي"، التي تقام أسبوعيًا على المسرح الوطني بمدينة تل أبيب، من أن هناك خلافات كبيرة مع حزب البيت اليهودي فيما يتعلق بالمفاوضات وتجنيد المتدينين، معتبرين هذا التصريح إشارة إلى قرب الانفصال بين "بينت" و"لبيد". وأضاف "بيري": "إن هناك فجوة هائلة بين موقفنا وموقف البيت اليهودي حول مسالة التفاوض مع الفلسطينيين، وفي النهاية، سيضطر أحدنا إلى ترك الائتلاف الحكومي، ومغادرة طاولة الحكومة".