حالة كبيرة من الغضب انتابت شباب جماعة الإخوان الإرهابية، المؤيدين لجبهة محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد، الذي تمت تصفيته فجر أمس الثلاثاء، بسبب بيانات النعى الباردة التي أطلقتها الجبهة الإخوانية الأخرى المواجهة له في الجماعة التي يقودها المرشد المؤقت محمود عزت. واكتفى «عزت» ببيان نعى المتحدث الإعلامي للجماعة طلعت فهمى ل«كمال»، ضمن مجموعة من قيادات الإخوان الذين تم قتلهم معه دون إعطائه أي أهمية، وتجاهل عضويته لمكتب الإرشاد والتي تعتبر من أهم المناصب داخل الجماعة. ولم تصدر أي رسالة أو بيان من محمود عزت مرشد الجماعة، أو حتى إبراهيم منير نائبه الأول وأمين عام التنظيم الدولى، لنعى «كمال»، على عكس ما تم مع كل رجال وقيادات الإخوان الذين ماتوا مؤخرا بعد ثورة 30 يونيو، الأمر الذي تسبب في جدل كبير داخل صفوف الجماعة، وخاصة أن «كمال» كان أحد أبرز أصدقاء المرشد المؤقت، قبل أن يختلفا في الرأى مؤخرا وينفصل كل منهما بقراره عن الآخر. وتعالت الأصوات داخل جبهة المرشد المؤقت، بضرورة ظهوره هو ونائبه إبراهيم منير ببيانات نعى ولو مقتضبة، لمحمد كمال ورفيقه ياسر شحاتة بعد مقتلهما في حى البساتين، حرصا على شكل الجماعة في أعين أعضائها وشبابها، في ظل وجود أصوات قوية حالية داخل الإخوان تؤكد أن مقتل «كمال» جاء بتعليمات من «عزت» الذي أبلغ عن مكانه للأمن. يذكر أن من أصدر بيانات نعى لمرشد شباب الإخوان، كان محمد منتصر المتحدث الإعلامي باسم جبهته، وأحمد عبدالرحمن رئيس مكتب الإخوان المصريين بالخارج، الذي يعتبر أحد أهم أركان جبهة الشباب المناهضة للمرشد المؤقت. وتضمن بيان «منتصر» التوعد بعمليات انتقامية ردا على مقتل «كمال»، ما يدعو للتساؤل عما إذا كان من الممكن تكرار سيناريو ازدياد النبرة التكفيرية والجنوح إلى العمل المسلح كأسلوب أساسى، بعد وفاة مؤسس الجماعة حسن البنا، وسيطرة الخطاب المتشدد لسيد قطب على عقول عناصر الجماعة، وهو الذي كان يصفه البعض بأنه رأس الأفعى التي ما زال العالم أجمع يشتكى من أفكاره الخبيثة والمغلوطة التي بثها في عقول أنصار التنظيم، في ذلك الوقت، وظلوا يتوارثونها جيلا بعد جيل، حتى ظهرت العديد من الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تستخدم الدين كغطاء لنفسها. ويبدو أن مقتل محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد ومؤسس الجناح المسلح للتنظيم الإرهابى، ولجانه النوعية بالبلاد، والقائم على إدارة وتخطيط وتدبير عملياته العدائية التي اضطلعت عناصره بها خلال الفترة الماضية بتكليف من قيادات التنظيم بالخارج، فمرور ثلاثة أعوام على تخريجه دفعات من الشباب يحملون نفس الفكر الذي يحمله، يشير إلى أن الجماعة ستمر بمرحلة جديدة من إصدار الفتاوى التحريضية التي تتلخص في حمل السلاح ضد الدولة وإشعال الحرائق المستمر. وبالفعل حرض المتحدث باسم جماعة الإخوان محمد منتصر، في بيان له، التنظيم على التظاهر، قائلا إن «الإخوان لن تسكت على مقتل محمد كمال، عضو مكتب الإرشاد»، إضافة إلى إطلاق عدد من شباب الجماعة دعوات عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، لحمل السلاح والجهاد ضد الدولة المصرية، وتكفير رجال الجيش والشرطة كما حدث بعد فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة. في هذا السياق، رجح طارق البشبيشى، القيادى الإخوانى المنشق، أن مقتل «كمال» سيزيد من وتيرة العنف خلال الأيام القادمة، تنفيذًا لدعوته التي كان يطلقها بين الحين والآخر، من خلال التحريض والحشد ضد الدولة. وأشار «البشبيشى» ل«البوابة»، إلى أنه في الوقت نفسه ما زال التنظيم يعانى من ضربات أجهزة الأمن، وما زال التنظيم خارج المشهد السياسي المصرى وقياداته وكثير من كوادره داخل السجون، ولم يبق للإخوان سوى العالم الإلكترونى الافتراضى، يخوضون فيه معركتهم ضد مصر.