"5 كشاكيل 60 ، 10 كراسات مسطرة 9، 5 كشاكيل80، 1 كشكول صفحة وصفحة، 1 كراسة رسم بياني، 2 كشكول سطر وسطر، 4 كشاكيل إنجليزي، 5 جلاد احمر، 7 أخضر، 6 أصفر، 2 أبيض، 5 أزرق، 2بني، والكتب تتجلد في المطبعة، قلم أزرق، قلم أحمر، قلم سنون، علبة ألوان، كراسة رسم، واوعي تنسي الأدوات الهندسية يابابا"، جمل باتت هي الاكثر ترديدا في تلك الأيام، والتي تنزل علي آذان أولياء الأمور في الأسبوع الأول من العام الدراسي كالصواعق. في ظل الخروج من شرنقة العيدين وتزايد الأعباء والمصاريف المدرسية، يبقي الأب العائل ضحية العام، وفي حالة من الهزيان والسخط علي المدرس "عديم الرحمة" من وجهة نظره، وبين الاضطرار لتنفيذ طلبات الأبناء حتي لو بالسلف والدين، هكذا ظهر المشهد مع بداية عام جديد من التعليم الذي ينتهي بالتسريب. "المدرس معندوش رحمة، جزار"، جملة قالها ولي الأمر مسعد محمد، وتابع حديثه قائلا: عندي 4 ولاد 2 ابتدائي وواحد إعداية وواحد أولي ثانوي، ومرتبي 1100 جنيه، وزوجتي مرتبها 850 جنيها، نجيب منين، الطلبات لا تنتهي ولا أحد يرحم، كل مدرس له طلباته الخصوصية، ومتمسك بها ولا يتم التنازل أو التخفيف رحمة بأولياء الأمور، فقائمة الطلبات تقصم الظهر، وكأن المطلوب منى "اشرط" جيوب الخلق واسرق، جلاد بالعبيط وبكل الألوان وكشاكيل يبقي نصفها فارغ في نهاية الترم، ومرتب خلصان من قبل ما ينزل. اما أم مريم فتساءلت: يعمل ايه اللي معاه 5أطفال، أقسم بالله اشتريت بألف جنيه كشاكيل وجلاد، غير السندوتشات، وكله بالدين، والدهم متوفي وعايشه علي معاش التضامن وأصغر طفل عندي في الصف الثاني الابتدائي ومصاريف فوق طاقتي ويقولك التعليم مجاني. "بابا رفض يجلد الكتب وقالي مفيش فلوس، والمدرسة كل يوم تصرخ في وجهى، جلدي الكتب وبخاف أروح المدرسة"، هذا الواقع عبرت عنه بطريقتها الصغيرة صفاء التي لم تتجاوز الثامنة من عمرها. اما طارق فقال: بخاف أقول لماما طلبات جديدة تشتمنى وتشتم المدرسين، بروح اتهزق من المدرس وخلاص لحد ما بابا يقبض القبض الجديد وأكمل الطلبات. "لابد ان يراعي المدرس حالة أولياء الامور وأن يرفق بهم، وألا يبالغ في الطلبات رحمة بالظروف، ولي الأمر مسكين والمرتب ثابت "، حسب رؤية الجد محمد محفوظ الذي يتطوع بكشاكيل وكراسات العام الدراسي لأحفاده كل عام رحمه بابنه الموظف. أما المدرس الجاني من وجهة نظر ولي الأمر فدافع عن نفسه قائلا: والله غصب عني، ليس بينى وبين ولي الأمر ثأر، وفي النهاية أنا أيضا ولي أمر، وما يسري عليّ يسري عليه، وطلباتنا لتعليم ابنه ولا نأخذ الكشاكيل بيوتنا، ونحن نطلب تجليدها ليس من باب إرهاق الابوين وإنما للحفاظ عليها من عبث وإهمال الطلبة، بدلا من تغيير الكراس في كل أسبوع، طلابنا مهملون. وهكذا يبقي الجدل قائما بين كل الأطراف ويبقي الراتب محلك سر، لا إحلال ولا تجديد، لتبقي المعاناة فرض من فروض الحياة.