كل الناس يأكلون ثلاث مرات يوميًا، نأكل ثلاث مرات ونسمن، ولكن إذا قرأنا ثلاث مرات يوميا نصبح حكماء، والأفضل أن يكون المرء حكيمًا من أن يكون سمينًا"، هكذا تحدث "شيمون بيريز" مع وكالة الأنباء الفرنسية عام 2012. توفي الرئيس الإسرائيلي السابق وحامل جائزة نوبل للسلام شيمون بيريز، فجر الأربعاء 28 سبتمبر2016 عن عمر ناهز ال 93 عامًا، بعد صراع مع المرض. أصيب في 13 سبتمبر الماضي بجلطة دماغية رافقها نزيف داخلي نقل على إثرها إلى قسم العناية الفائقة، حيث أعلن الأطباء أن وضعه حرج وأخضع للتنفس الإصطناعي في قسم العناية المركزة. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة: إن بيريز كان يعالج منذ أسبوعين في مستشفى "تل هشومير" في البلاد، إثر نزيف دماغي أصيب به مؤخرًا. عرف عنه اعتناؤه الشديد بصحته وبطعامه، لا ينام أكثر من 5 ساعات، وقال في إحدى المرات: إن سر عمره المديد يكمن في ممارسة الرياضة يوميا وتناول كمية قليلة من الطعام. هو أحد الآباء المؤسسين لدولة الاحتلال التي قام بخدمتها على مدى 70 عاما ارتكب خلالها العديد من المذابح ضد العرب والفلسطينيين. بدأ بيريز الذي يعد من أهم قادة "العدوان الثلاثى" على مصر عام 1956، ثم بعد حرب أكتوبر عمل على إعادة هيكلة الجيش الإسرائيلي بعد تعينه في 1974 كوزير للأمن في حكومة إسحاق رابين، وعمل على تنفيذ اتفاقية الفصل مع مصر وسوريا. عمل مساعدًا لرئيس وزراء إسرائيل الأول ديفيد بن جوريون، كما تولى مناصب عديدة، بدءا من منصبه كمساعد لبن جوريون في مقر قيادة "الهاجاناة" – العصابات الصهيونية التي كانت النواة الأولى لجيش الاحتلال - خلال نكبة فلسطين عام 1946 تولى بيريز رئاسة الحكومة مرتين بين 1984 و1986، ثم في 1995-1996، والرئاسة بين 2007 و2014. وشغل على مدى أكثر من 50 عامًا جميع مناصب المسئولية تقريبًا من دفاع وخارجية ومالية وسواها. له دور بارز في جمع السلاح لدعم العصابات اليهودية في خمسينيات القرن الماضى، وتم تكليفه عقب تعيينه في وزارة الخارجية بجمع السلاح والعتاد للعصابات اليهودية، وقاد الإرهابى بيريز عملية "عناقيد الغضب" التي استهدفت لبنان عام 1996، وأمر باستهداف ملجأ للأمم المتحدة في قانا ما أدى لمقتل مئات النساء والأطفال. ارتبط اسمه ببداية أنشطة الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، وبقصف مخيم تابع للأمم المتحدة في بلدة قانا في جنوبلبنان في 1996 في مجزرة راح ضحيتها أكثر من مئة مدني، كذلك يُعد من مهندسي "العدوان الثلاثي" على مصر عام 1956. سعى بيريز خلال العقدين الأخيرين لتطبيع العلاقات مع الدول العربية، ومحاولة الظهور بمظهر رجل السلام، وكان بيريز يصنف من بين "صقور" حزب العمل، لكنه غير انتماءه السياسي وانضم إلى حزب كاديما، وبرر ذلك بأن الحزب الجديد يهدف لتشجيع السلام.