أيام قليلة ويهل علينا فصل الشتاء، ومع حدوث التغيرات فى حالة الجو، يصاب الكثير من الأطفال بالتهاب الجيوب الأنفية، وفى هذا المجال يقول الدكتور حسام عبدالغفار، استشارى أمراض الأنف والأذن والحنجرة: «هذا المرض كان معروفًا منذ عدة قرون والأطفال الذين تحدث لهم نوبات عرضية من الالتهاب الحاد للجيوب الأنفية بعد الإصابة بنزلات برد يعالجون بالمضادات الحيوية بنتائج جيدة ومع ذلك فإن علاج التهاب الجيوب الأنفية المزمن والمتكرر يمثل تحديا أكبر للأطباء، ففى هذه الحالات لا يكون العلاج بالمضادات الحيوية المناسبة كافيًا ولكن يجب أيضًا إدراك الحالات المصاحبة التى تتسبب فى حدوث المرض وعلاجها على مدى فترة زمنية مناسبة للسماح بزوال الأعراض وعودة الجيوب الأنفية لوظيفتها الطبيعية ولتنقية المخاطية الهدبية». وأضاف عبدالغفار أن الالتهاب المزمن بالجيوب الأنفية يحدث عند تغير الممر والفتحات بين الجيوب الأنفية وتجويف الأنف ما يسبب خللا بنزح الجيوب الأنفية، أى عامل يسبب تأثيرا على التنقية الهدبية المخاطية، أو تهوية الجيوب الأنفية عن طريق فتحاتها، أو يؤثر على آليات الجسم الدفاعية العامة أو الموضعية. قد تحدث عرقلة لحركة المخاط الطبيعية المتجهة نحو فتحات الجيوب الأنفية فى اتجاه البلعوم الأنفى بسبب التهاب الأغشية المخاطية، ويشيع حدوث ذلك فى وجود التهاب فيروسى للجزء العلوى من الجهاز التنفسي، أو حساسية الأنف كما توجد عوامل مهيئة لحدوث التهاب مزمن بالجيوب الأنفية أهمها حساسية الأنف ووجود شذوذات تشريحية، والجزر المعدى المريئى والنقص المناعي، واضطراب وظيفة الأهداب. ويوضح أن انتشار المرض ونسبة حدوث التهاب الجيوب الأنفية بين الأطفال غير معروفة، ولكن يشيع وجود التهاب الجيوب الأنفية عند الأطفال بعد الإصابة بالعدوى الفيروسية للجزء العلوى من الجهاز التنفسي، ويصاحب هذا المرض العديد من الأعراض التى تؤثر تأثيرًا سيئًا على صحة الطفل عامة ومضاعفات العلاج، والغياب عن المدرسة، والنوم غير الكافى، وضعف الأداء المدرسى والتوتر، وتختفى أعراض وعلامات الالتهاب الحاد للجيوب الأنفية عادة خلال 30 يوما، والتهاب الجزء العلوى من الجهاز التنفسى من «7-10» أيام، ويعد السعال والرشح هما أكثر الأعراض المصاحبة للالتهاب الحاد للجيوب الأنفية وقد يسبب الالتهاب الحاد للجيوب الأنفية احتقانا بالأنف، وارتفاع الحرارة، والتهاب الأذن الوسطى، وتوترا وصداعا مصاحبًا برشح قيحى من الأنف، والالتهاب الحاد غير المصحوب بمضاعفات يشفى عند نحو 40٪ من المرضى تلقائيًا، ويشير إلى أن الالتهاب الحاد المتكرر للجيوب الأنفية يحدث على شكل نوبات تستمر لفترات أقل من 30 يوما، يفصل بينها فترات تمتد لعشرة أيام على الأقل تختفى فيها الأعراض، أما التهاب الجيوب الأنفية تحت الحاد تمتد فيه الأعراض والعلامات لمدة من «30-90» يوما.