ساعات تفصلنا عن بدء العام الدراسي الجديد، حيث اشتدت حركة إقبال أولياء الأمور بالأقصر على محال بيع الأدوات المدرسية والمكتبية لشراء المستلزمات الأخيرة لأبنائهم بالتزامن مع ارتفاع أسعارها تلك السلع بكافة أنواعها بنسبة تتراوح ما بين 30 % و60%. وتعد، المستلزمات المدرسية من كشاكيل وأقلام، أزياء مدرسية وأحذية، عبء آخر على كاهل المواطن قبيل بدء الدراسة حيث يمارس البعض طقوسه السنوية بشراء المستلزمات، والبعض الآخر يحاول تخفيف نفقاته ومكافحة الغلاء بالاستغناء واللجوء لمستلزمات العام الماضي الدراسي والاكتفاء بما لديهم من زي وأدوات، وآخرون لا يقربون الأسواق، ولا ينتبهون لبضاعتها خوفًا من وحش الأسعار. "البوابة نيوز" رصدت الساعات الأخيرة في حركة الأسواق قبيل موسم بدء العام الدراسي، وما يعانيه أولياء الأمور من صعوبات في سبيل توفير مستلزمات المدارس لأبنائهم في محافظة الأقصر من خلال جولة بين عدد من محال الأقصر المتخصصة في بيع مستلزمات وأدوات الدراسة لرصد ما وصلت إليه الأسعار وارتباط ذلك بنسبة الإقبال على الشراء من جانب المواطنين وآرائهم. البداية كانت بأسعار منتجات الورق، سواء "كشكول أو كرأسة"، والتي تحركت أسعارها بنسبة بلغت أكثر من 40 %، بحسب "عم محمد " صاحب مكتبة لبيع الأدوات المدرسية والمكتبية بوسط الأقصر، مشيرا إلى أنه كان يتم شراء "باكو" الكشكول ال60 ورقة بسعر 9 جنيهات في العام الماضي وارتفع سعره هذا العام ليسجل 13 جنيها بزيادة 4 جنيهات، على أن يكون سعر البيع للمستهلك النهائي ب 1.50 جنيه للكشكول. وأضاف عم محمد، أن الأسعار شهدت تحركا بشكل كبير جدا هذا العام، الأمر الذي أثر على حركة السوق، لافتا إلى أن سعر "الكراسة" ارتفع من 50 قرشا إلى 80 قرشا، موضحا أن "رزم الورق" ارتفعت 60% هذا العام؛ لأن جميعها مستورد من خارج مصر، بينما ارتفع سعر الورق المحلى من 2.90 جنيه إلى 3.40 جنيه بزيادة قدرها خمسون قرش". أما أسعار الأقلام فقد سجلت ارتفاعات كبيرة بكافة أنواعها، خاصة الألوان المستوردة منها بنسب تتراوح ما بيع 40 و60%، وإن قاروصة القلم الرصاص ارتفع سعرها من 72 جنيها العام الماضي إلى 115 جنيها هذا العام وارتفع سعر علبة القلم الجاف من 10 جنيهات إلى 13 جنيها هذا العام، رغم أن جميع المنتجات المذكورة هي في الأساس مخزنة من العام الماضي، لكن كبار التجار يرفعوا أسعارها نتيجة تحرك أسعار المنتجات المستوردة، فمثلا القلم المستورد ارتفع سعر العبوة من 13 جنيها إلى 24 جنيها هذا العام بزيادة اقتربت من 50%. وأرجع أصحاب المكتبات ارتفاع أسعار الأدوات المكتبية والمدرسية، نتيجة ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء ليسجل 12.60 جنيه، خاصة أن أغلب الأدوات المكتبية والمدرسية مستوردة من الخارج وكذلك منع عملية الاستيراد واحتكار بعض تجار الجملة للسوق مقترحين إعادة فتح عملية الاستيراد مرة أخرى، ما يؤثر على كبار التجار المحتكرين وتطرح السلع بأسعار تتوافق مع المواطن. وعن رأي الأهالي، أكدت سيدة محمد، ربة منزل، أن مستلزمات الدراسة لهذا العام مرتفعة للغاية، حيث إنها زادت الضعف، مشيرة إلى قيامها العام الماضي بشراء الزي المدرسي بتكلفة 140 جنيها، إلا أن العام وصل إلى 210 وهذا ما تسبب في تأخر توفير الزي المدرسي لبقية أطفالها. فيما قال هشام يوسف، أحد المواطنين خلال تواجده لشراء الأدوات المكتبية، إن الأسعار أصبحت الضعف هذا العام فسعر "الاستيكة" –الممحاة- وبراية الأقلام الرصاص ارتفع الضعف وأصبحت بجنيه، بعد أن كانت بربع جنيه ونصف جنيه، وأسعار الشنط والأقلام الألوان زادت بشكل كبير جدا مشيرا إلى أنه أمام هذه الزيادة في أسعار الأدوات المدرسية فإنه لن يتمكن من تقليل كمية الأدوات التي يشتريها، فهي طلبات ثابتة يطلبها المعلمين من التلاميذ وواجب الالتزام بها. كما أشار ياسر محمود، موظف، إلى ارتفاع أسعار زي المدارس بالنسبة للمدارس الخاصة، وقيام مدرسة السلام التجريبية بالمحافظة بتحديد محل تجاري واحد لشراء الزي المدرسي، وهذا ما يعد احتكارًا واستغلالا للطلاب وأولياء أمورهم، حيث بلغ سعر الزي المدرسي 250 جنيهًا فيما أكثر وهذا ما يعد عملًا غير رحيم لظروف أولياء الأمور الذين تأثرت أوضاعهم الاقتصادية بكساد السياحة في الأقصر مطالبا بضرورة وضع رقابة على المدارس الخاصة وعدم السماح باستغلال أولياء الأمور وعقد صفقات يقصد منها الربح مع بعض المحال التجارية المحتكرة للزي المدرسي. كما شهدت أسواق الأقصر ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية من ملابس وحقائب وأحذية الضعف عن العام الماضي، ما اضطر المواطنين للعزوف عن الشراء، حيث بلغ سعر "مريلة" أطفال المرحلة الابتدائية 130 جنيها بعد أن من 50 إلى 80 جنيها بالعام الماضي، ما تسبب في عزوف المواطنين عن الشراء، فاضطر التجار للاستعانة بالخامات التقليدية للملابس في السوق لكونها أرخص سعرا كما قاموا بتقليل الكمية من تجار الجملة بالقاهرة نتيجة لعدم الاطمئنان من بيع الكمية كلها. كما لم تسلم الحقائب والأحذية أيضا من الموجة التي نالت من الملابس حيث ارتفعت أسعار الحقائب المدرسية بنسبة 35% عن الماضي، مما دفع الأهالي إلى اللجوء للمنتج الشعبي والذي يتراوح ما بين 75 و80 جنيها للأطفال بدلا من الاعتماد على الخامات المستوردة والتي يتعدى سعرها ال140 جنيها بحسب الاختلاف في الخامات.