بدأ المصريون في ذبح الأضاحي، وانطلق كل جزار وصبيته للمنازل والمذابح لتأدية عملهم، وطبقا للمتوقع أغرق عدد من الأهالي الشوارع بدماء الأضاحي وما تبقى من أمعاء وفضلات ناتجة عن عمليات الذبح كما شاركت محلات الجزارة في ذلك بشكل كبير، وأصبح الشعار الذي يعمل وفقا له الجزارين هو "لا صوت يعلو فوق صوت السكاكين". أبدى عدد كبير من المواطنين غضبهم بسبب إلقاء بعض الأهالي الدماء في الشوارع المحيطة بمنازلهم، مما تسبب في ركود الدماء وتكوينها بركا صغيرة أدت إلى صدور رائحة كريهة أضرت بهم منددين بتلك العادة التي وصفوها بالسيئة، كما اتهموا الجزارين بالاستعراض من خلال ترك دماء الأضحية تغرق الشوارع أمام محلاتهم الخاصة لجلب الزبائن، حيث إنهم لم يبذلوا جهدا في إزالة الدماء التي أعاقت حركة المارة. واشتكي البعض من ارتفاع اجرة الذبح ما بين "300" و"700" جنيه حسب نوع الأضحية ماقد وصفوه بالمغالاة مقارنة بالأعوام السابقة. فيما طالب الأهالي المسئولين بأن يكونوا أكثر شدة وحزما مع من يقومون بالإساءة للإسلام والمسلمين بتدمير المنظر الجمالي للشوارع في العيد، حيث أرجعوا تلك المشكلة بسبب غياب الدور الرقابي لمجالس المدن والأحياء. وقال "السيد.ع" جزار أنه يقوم بإزالة آثار الدماء والذبح بعد الانتهاء من الذبح طوال اليوم مشيرا إلى أن كثرة الطلب على الذبح هو السبب الرئيسي وراء عدم إزالة آثار الذبح كغيره من باقي الجزارين. وأوضحت أسماء عماد إحدى أهالي محافظة الشرقية أنها لا تقوم بصرف دماء الأضحية من خلال المنزل، ولكنها تقوم بمساعدة أبنائها بصرفها داخل فتحات الصرف مباشرة كي لا تسبب أذى لمن في المنزل أو خارجه.. مشيرة إلى أن الدين الإسلامي يمنع أذى الغير متسائلة عن كيفية قبول البعض إلقاء الدماء بالشوارع، ولفتت إلى أن ذلك يجرح مشاعر الفقراء غير القادرين على التضحية في العيد أيضا بخلاف الأمراض التي من الممكن أن تسببها تلك الدماء لدى تراكمها بالشوارع. كان بعض المواطنين قد طالبوا المسئولين بمحافظة الشرقية باستثناء المجازر من رسوم ذبح الأضاحي في العيد لجذب المواطنين إليها، وإبعادهم عن الذبح بالشوارع، إلا أنه لم يتم الاستجابة لتلك المطالبات. الجدير بالذكر أن الشوارع شهدت هدوءاً نسبياً بعد أداء المواطنين صلاة العيد بالساحات المختلفة، والتي حددتها الأوقاف بالتعاون مع الجهات التنفيذية للسيطرة عليها وعدم السماح لغير المصرح لهم بإنشاء أو إلقاء خطبة العيد.