يحتفل المصريين الأقباط اليوم الأحد بعيد رأس السنة القبطيه "النيروز"، ويشير الباحث الأثري "على أبودشيش" خبير الآثار المصرية وعضو اتحاد الأثريين المصرين إلى أن هذا الحدث الهام ليس في تاريخ الحضارة المصرية القديمة فحسب بل في تاريخ البشرية جميعا وكان هذا الحدث قبل قيام الأسرة الأولى _ أي في القرن الثالث والأربعين قبل الميلاد حيث كانت معظم دول العالم تعيش في ظلام الجهل الذي يخيم على عقولهم وأفكارهم. وأكمل أبودشيش قائلًا: إن المصرين استخدموا تقويما فلكيا منذ أقدم العصور وتوصلوا إلى اختراع السنة وهذا يدل على أنهم اهتموا بدراسة حركة الشمس الظاهرية وسط النجوم الثابتة. واستنبطوا ذلك من طول السنة النجمية واحتفلوا بعيد رأس السنة أول توت، كبداية للسنة المصرية القديمة (6256) المحتسبة وفقًا لظهور نجم الشعري اليمانية مرة واحدة في السنة وهو كذلك مؤشر لقدوم الفيضان. وقد كان اختراع هذا النظام أو التقويم استجابة لنظام الفيضان وظروف الزراعة فلقد كانت مصر من الوهلة الأولى حضارة زراعية بسبب الفيضان الذي أدى إلى خصوبة تلك الأرض وأطلق المصري القديم على هذه الأرض اسم كيمت أي الأرض الكاملة التي بها كل شئ كالشمس والقمر والأرض والحياة والعالم الأخر. وان دل ذلك فيدل على مدى وعى المصري القديم ونضوج فكرة المستنير في ذلك العهد القديم وعلى قيامة بمشاهدات منتظمة لابد من تسجيلها بنوع من الكتابة ولو في مراحها الأولى. فقد لاحظوا إن: الفيضان ظاهرة سنوية تتكرر بانتظام وأن نجمة الشعري اليمانية تظهر في الأفق مع شروق الشمس في نفس اليوم الذي يصل فيه الفيضان إلى مدينة منف عاصمة مصر حين ذاك حيث كان الفلكيون المصريون (المتطلعون إلى السماء) وان الفيضان هذا هو دموع ايزيس ببكائها على زوجها ازوريس كما هو معروفه في الديانة والأساطير المصرية القديمة وعلى أساس هذا رتبوا العمليات والزراعية وتمكنوا من اختراع السنة المكونة من "365" يوم وتقسيم السنة إلى أثني عشر شهرا، وكذلك الشهر إلى ثلاثون يوما مقسم إلى 3 أسابيع لكل أسبوع عشره أيام وكذلك قسموا اليوم إلى ساعات. واتخذ المصرين القدماء السنة النجمية وحدة أساسية في قياس الزمن وصناعة التقويم وقياسهم هذه الفترة الزمنية ومقدارها "365" وربع يوم بكل دقه، وبذلك يكون الفراعنة هم أصحاب أول وأقدم تقويم عرفة العالم أجمع تم اكتشافه على جدران المعابد في مصر القديمة وهو 1 توت 6256 فرعوني. وكانت السنة المصرية في أول شهر توت الموافق 11 سبتمبر من كل سنة عادية، ويوافق 12 سبتمبر من كل سنة كبيسة. وحتى الآن نجد إن الشهور القبطية مازلت تحمل أسماء لآلة فرعونية وهم: 1 - توت وبالهيروغليفية تعنى (تهوب) وسماه المتأخرون (أله العلم) وكانوا يحتفلون به في جميع إنحاء القطر لمدة أسبوع ولا يزال الأقباط يحتفلون بة الآن ويسمونه عيد النيروز. 2 - بابه وتعنى بالهيروغليفية (بى ثب وت) وهو آلة الزراعة حيث كانت الأرض تغطى بالمحاصيل الزراعية. 3 - هاتور اسم الزهرة آلة الجمال لأن في هذا الشهر تتزين وجه الأرض بالمزروعات وينسب أيضا إلى حاتحور (هاتور) في القبطية أله الحب والعطاء لأنها تعطى الأرض جمالها.