محمد العراقي هو أحد النشطاء السياسيين بمحافظة الشرقية، لم يتوقع يومًا أن رفضه لنظام الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي سيكون سببًا لضياع عامان يزيدهما شهرًا من عمره خلف قضبان السجن، كل أحلامه كانت أن يرى مصر في أفضل حال، وبحسب ما قاله خريج كلية الآداب بجامعة الزقازيق أنه تم القبض عليه بالقرب من منزل المعزول أثناء تظاهرة ضده، مؤكدًا أن تواجده كان صدفة. خرج محمد بعد إلقاء القبض عليه، وكان يعتقد أن الأمر قد انتهى لكنه فوجئ ذات يوم بضابط شرطة ذهب لمنزله وأبلغه بأنه صادر بحقه حكم بخمس سنوات مع النفاذ غيابيًا، وتقدم بطعن على الحكم حتى صدر ضده حكما بالسجن لمدة ثلاثة سنوات، ولم يقبل النقض وزج بالسجن ليفقده أهله من جوارهم. وقال العراقي، ل "البوابة نيوز": "تعرضت لمضايقات داخل السجن من قبل البعض، في بداية الأمر كان هنالك من يدافعون عنى، وتعرضت لتهديدات بالضرب من قبل بعض المنتمين للإخوان أثناء الامتحانات، عشت الشهور الأربع الأولى في بكاء شديد على ما تعرضت له حتى فقدت الشعور بالبكاء من شدة ما بكيت، كنت مع المساجين الجنائيين لفترة ثم سجنت مع بعض الهاربين من تأدية خدمة التجنيد، وعندما مرضت كان الطبيب يصف لي بعض الأدوية التي لم تكن تداويني ولكنها زادت المرض مرضًا، تضاعفت الأمراض على ولم أتحمل الورم الذي كان يظهر على جسدي حيث منعني من النوم الذي كان لا يزيد عن نصف ساعة". خرج العراقي بعد مرور عامان وشهر للعودة للحياة من جديد بعدما أصدر قرارًا بالإفراج عنه الأمر الذي كان مفاجأة مفرحة لعائلته ولكل أصدقاؤه، حيث كان في استقباله أمام قسم شرطة ثان الزقازيق التابع له عددًا من الصحفيين والأقرباء والأصدقاء. ♦ ذكريات العيد في السجن وخارجه وتأثيره على الأهل: أكد محمد العراقي، إنه داخل السجن لا يوجد فرق بين أيام العيد والأيام الأخرى حيث يتمثل الفارق الوحيد في أن المساجين يقومون لصلاة الفجر في "الزنازين" ومنها لصلاة العيد في ساحة السجن ثم تترك إدارة السجن المساجين لمدة ساعة واحده ليعودوا من جديد إلى محبسهم وكأن شيئا لم يكن. وعن ذكريات السجن وزيارات الأهل أيام العيد، يقول أن الزيارة التي كانت تقتصر على دقائق لم تكن سوى موجات بين الأم ومن يرافقونها من الأهل والابن لفقدان المنزل للابن في العيد. وأضاف، أنه لم يكن يرى بالسجن أي مظاهر احتفال بالعيد طوال فترة حبسه سوى بعض "الزينة" الخفيفة والتي لم يكن المساجين يأخذون لها بالا أو يتطرق الكلام للحديث عنها ولم يكن هنالك شيئا يفرح السجناء في العيد سوى الزيارة الاستثنائية. بعدما خرج العراقي من محبسه كان يتمنى أن يكون خروجه مكفولًا بالعفو الرئاسي لكنه لم يكن كذلك مطالبًا برفع مدة حبسه من سجله الجنائي، حيث أنه أتهم بمحاولة قلب نظام حكم قد أزيح من قبل الشعب بالأساس. وأكمل العراقي، أنه في كل مناسبة قضاها في السجن يمشى في الشارع بعد خروجه وينظر للمارة ليتأكد من أنه ليس في حلم وأنه بالفعل خرج ويعيش وسط المجتمع من جديد. وتابع: "كنا بنبص لصور أهالينا ونتخيل إننا كنا بنكلمهم، وكان الصراخ هو أحد أحلامي، وتمنيت أن أقوم بفرد قدمي داخل غرفة الحجز ولكنى كنت أخاف من أن يتعثر بها أحد المارة من كثرة المتواجدين بغرفة الحجز". ♦ الوالدة تصف تفاصيل مرض ابنها الشاب: قالت والدة العراقي في موجة من البكاء: "ابني جاله تعب على الكلى والكبد ومعدش بيقدر يمشى مع إنه في عز شبابه، بنلف على الدكاترة بقالنا سبع شهور علشان نعالجه من غلطة دكتور قضى عليه لدرجة إن في يوم طلعت إشاعة إنه انتحر، الحمد لله ابني رجع لي، ولم تكن تستطع السيدة التي فاق سنها السادسة والخمسين عاما استكمال الحديث من البكاء. وأضافت قبل أن تعود لغرفتها "العيد لمه وفرحة ولكن أثناء تواجده بالسجن لم نعرف للفرحة واللمة طريقًا، كانت بنت أخته عايزة نعملها عيد ميلاد ومكناش نقدر وهو مسجون"، وأكملت: "إبني عملتله عملية في عينه وجسمه اتبهدل وبقوله إنت كنت داخل تعمل إيه". وأكدت الأم على الفرحة التي غمرتها بعدما خرج ابنها بغض النظر عن مرضه فهو الآن يشاركها كل المناسبات والأعياد يساعدها في أمور حياتها، ويعينها على مرضها، مشيرة إلى أن الإعلاميين ساهموا بشكل كبير في إنقاذ ابنها، موجةً الشكر لهم على ما بذلوه من مجهود تجاهه.