نشر الموقع الاليكتروني لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم، مقالة للكاتب الشهير "توماس فريدمان"، بعنوان "ماذا عن الولاياتالمتحدةالأمريكية؟". تناول فيها موقف المصالح الأمريكية من المفاوضات الإيرانية النووية بجنيف، وسط جدال حول بنود الاتفاق بين إيران والدول الست الكبرى، وهم الولاياتالمتحدةالأمريكية، بريطانيا، فرنسا، روسيا، والصين، بالإضافة إلي ألمانيا، خاصة موقف فرنسا الحازم بتحريض من إسرائيل خلال المفاوضات، مما أدي الي تراجع إيران عن ابرام اتفاق نووي مبدئي، والذي كان من شأنه فتح المجال لتقدم حقيقي نحو الوصول لحل نهائي للقضية النووية الإيرانية، المثيرة للجدل والتي تقلق القوي العالمية. وكتب "فريدمان" في مقاله أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ليست "محامية مستأجرة فقط، للتفاوض على اتفاق يرضي إسرائيل والدول العربية الخليجية السنية. فأمريكا لها مصالح في المنطقة، ليست فقط الحد أو منع إنتاج الأسلحة النووية في إيران، ولكن أيضا انهاء 34 عاما من الحرب الباردة بين إيرانوالولاياتالمتحدةالأمريكية، مما أساء لمصالحنا مصالح أصدقائنا الإسرائيليين والعرب". وأشار "فريدمان" أن الولاياتالمتحدةالأمريكية لا يجب أن "تكون مترددة حول توضيح وتأكيد مصالحنا في مواجهة الجهود الإسرائيلية والعربية لمنع الصفقة، والتي نعتقد أنها ستكون جيدة بالنسبة لنا ولهم، ومثل هذه الصفقة ستفتح الطريق لمعالجة مجموعة من القضايا المهمة بين واشنطنوطهران". وقال "فريدمان" في مقاله، أنه رغم عدم مشاركة حلفاء الولاياتالمتحدةالأمريكية لمصالحها، فأنه لا يقلل من شأن مساعدة الحلفاء، في ممارسة الضغط علي إيران عن طريق فرض عقوبات، كانت السبب الرئيسي وراء قدوم إيران لطاولة المفاوضات. ولكن هذا الضغط لم يكن من المفترض له أن يكون حل نهائي، فقط لجلب إيران لطاولة المفاوضات، للتوصل لحل نهائي بشأن القضية النووية الإيرانية. ونوه "فريدمان" إلي أن السبب وراء جذب إيران للمفاوضات، هو "حقيقة أن إيران لديها نفوذ كبيرة في عدة قضايا ومخاوف تشكل خطر علي المصالح الأمنية الوطنية الأكثر أهمية للولايات المتحدةالأمريكية، بما في ذلك سوريا، العراق، أفغانستان، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الإرهاب، والانتشار النووي. في حين التوتر بيننا وإيران أدي الي تفاقم هذه القضايا، فيمكن لإيران أن تساهم بشكل كبير في حل كل هذه القضايا، لكن ذلك سيتحقق فقط من خلال استعادة واصلاح العلاقات مع إيران. بدليل أن إيران لعبت دورا حيويا في مساعدتنا على هزيمة حركة طالبان في أفغانستان في عام 2001، ويمكن لها أن تساعدنا على الخروج من هناك،دون أن تسيطر حركة طالبان مجددا علي افغانستان". وشدد "فريدمان"، أن هناك صراع في طهران اليوم بين أولئك الذين يريدون لإيران أن تتصرف كدولة، ويبحثون عن مصالحها، وبين أولئك الذين يريدون أن تستمر إيران كما هي، باعتبارها في حالة الثورة الدائمة و=في صراع دائم مع الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها. "وذلك الصراع يجعل المرء يتساءل أي الجانب سينتصر في السياسة الخارجية الإيرانية خلال المفاوضات النووية". وأفاد "فريدمان" أن كل هذا هو السبب في محاولة الإدارة الأمريكية للرئيس الأمريكي "باراك اوباما" والفريق التفاوضي الأمريكي لصياغة اتفاق الآن، من شأنه نزع فتيل قدرات إيران النووية، في الأساس في مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية.