اختفاء المحاليل الطبية "أزمة في البحيرة".. أصحاب الصيدليات: نشتريها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة.. والنقيب: الدولار بريء.. وإشراف "الفرعيات" على توزيعها حتمي

تواصلت أزمة نقص واختفاء التحاليل الطبية بالصيدليات بمحافظة البحيرة، للشهر الخامس على التوالي، ما يهدد حياة آلاف المرضى يوميًا بالمستشفيات الحكومية والخاصة لعدم توافرها سوى بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة عن سعرها الرسمى.
وقال الدكتور محمد نصار، مدير صيدلية مركز إيتاي البارود: إن اختفاء المحاليل الطبيبة الوريدية منذ أكثر من 5 أشهر رغم أهميتها للمرضى الذين يتعرضون لأزمات ووعكات صحية، مشيرًا إلى اختفاء كل أنواع المحاليل الطبية مثل جلوكوز 5% و25% التي تستخدم في علاج الهبوط الحاد، وRehydration solution وهو محلول وريدي يعطى للأطفال لعلاج حالات الجفاف، Ringer solution Ringer lactate وهي محاليل لضبط حموضة الدم، ويعتبر الألبيومين البشري human albumin من المحاليل المهمة في إعادة توزيع السوائل في الجسم خاصة في مرضى الكبد الذين يعانون الاستسقاء وبروز البطن، هذا إضافة إلى اختفاء محلول مانيتول.
وأكد نصار، في تصريحات ل"البوابة نيوز" أن السبب الرئيسي في أزمة اختفاء المحاليل الطبية، هو تراجع الإنتاج الحكومي لصالح القطاع الخاص، إضافة إلى سياسة وزارة الصحة في التعامل مع الأزمة والتي تعد أحد الأسباب الرئيسية في نقص المحاليل.
وأكد الدكتور محمد زعتر، صاحب صيدلية، عدم وجود محاليل طبية بالصيدلية الخاصة به منذ 5 أشهر، موضحًا أن ارتفاع أسعارها في السوق السوداء تسبب في عدم رغبته في الحصول على المحاليل الطبية رغم أهميتها، حيث إن عدم توافرها يمثل كارثة بالنسبة للمرضى.
وطالب زعتر، نقابة الصيادلة بسرعة التحرك وإنقاذ صناعة الأدوية وتوفير النواقص من الأدوية بالأسعار المناسبة من خلال تشكيل لجنة صناعة الدواء بالنقابة من أجل المواطن، مطالبًا وزير الصحة بالقيام بدوره في الحفاظ على صحة المريض المصرى، وتوفير تلك المحاليل وضبط السوق بشكل عاجل.
وناشد زعتر، مباحث التموين وجهاز حماية المستهلك بسرعة القيام بحملات تفتيشية على المحال التي تتاجر في تلك المحاليل خارج التسعيرة الرسمية.
وقال الدكتور أحمد زعلوك، نقيب الصيادلة بالبحيرة: إن أزمة نقص المحاليل الطبية واختفاء بعضها ما زالت مستمرة بسبب عدم تغطية شركة النصر للكيمياويات بقطاع الأعمال التابعة للشركة القابضة للكميات المطلوبة للصيدليات عقب إغلاق شركة المتحدون، رغم بذل المسئولين فيها قصارى جهدهم لتغطية احتياجات الصيدليات من المحاليل الطبية.
وأكد نقيب الصيادلة بالبحيرة، أن أزمة الدولار ليس لها علاقة بنقص المحاليل، مشيرًا إلى أن عودة إشراف النقابات الفرعية بالمحافظات على توزيع المحاليل الطبية عن طريق جمعيات الصيادلة بالمحافظات سيساهم في حل الأزمة، حيث إن النقابات الفرعية كانت تمارس دور الإشراف على توزيع المحاليل الطبية للصيدليات قبل قرار الوزير بإسناده إلى الشركة المصرية للأدوية.