كتب- طارق عبد الجليل - إسلام نبيل – هدير آدم - عبد الرحمن أبورية – شيماء سرور – كارم الديسطى - محمد الشيخ - هيثم بطاح - محمود الرفاعى - سحر عون - عبده عبدالبارى - حمادة الشوادفى - ريهام الوجيه: تشهد محافظات مصر نقصًا حادًا فى المحاليل الطبية سواء فى المستشفيات الحكومية أو الخاصة أو الصيدليات، لتبدأ رحلة جديدة من الشقاء وفقدان الأمل يعيشها آلاف المرضى فى مصر، حيث أصبح الحصول على علبة المحلول أقرب ما يكون للمستحيل ومن خلال السوق السوداء.. "التحرير" حاولت رصد الأزمة والوقوف على أسبابها وإمكانية حلها من خلال البحث والتقصى فى جميع محافظات الجمهورية. - أسيوط تسبب نقص محلول الملح فى أزمات داخل المستشفيات على مستوى المراكز والمدن والمستشفيات الجامعية بعد نقص التوريد من جانب الشركات. وقال الدكتور محمد جمال نقيب الأطباء فى أسيوط، إن الأزمة موجودة بالفعل، لكن هناك انفراجة تمت خلال اليومين الماضيين بعد وصول كميات كبيرة من المحلول وبخاصة محلول الملح الذى نقص من المستشفيات. من ناحيته، قال الدكتور محمد نوح، وكيل وزارة الصحة، إن 37 ألف زجاجة محلول تم توريدها إلى مديرية الصحة بمحافظة أسيوط، وسيتم توزيعها على المستشفيات اليوم الأحد، لافتا إلى أن أسيوط لم تشعر بالأزمة، وأن هناك كمية كانت موجودة بالفعل فى المستشفيات ليست كبيرة، لكنها كانت مناسبة. وقال أحمد ممدوح صيدلى، إن السبب يرجع إلى أن عددًا من شركات الأدوية استغلت ارتفاع الأسعار وقامت بتوريد وبيع كميات من زجاجات المحلول لمخازن أدوية أو مكاتب مستلزمات طبية لبيعها عن طريق السوق السوداء، إضافة إلى أنه يتم تصدير جزء منها للخارج بالدولار لتوفير العملة الصعبة، مؤكدا أن زجاجة المحلول وصلت إلى 15 جنيها بالسوق بعد أن كانت تباع ب3 جنيهات فقط. - قنا واجهت المستشفيات الحكومية فى مدن ومراكز محافظة قنا، منذ الأسبوع الماضى، أزمة حيث اختفى الجلوكوز وأنابيب المحاليل. وقال مصدر فى مديرية صحة قنا، إن محاليل الجلوكوز وأنابيب المحاليل الوريدية مختفية من المستشفيات الحكومية فى مدن ومراكز المحافظة منذ قرابة أسبوعين، وذلك بسبب ندرتها داخل مخازن مديرية الصحة. وأضاف المصدر أن مستشفيات محافظة قنا طلبت دعمًا من مديرية الصحة، وبدورها مديرية الصحة طلبت الدعم من الوزارة، وجاء رد المسئولين بأن المحافظات بأكملها تعانى عجزًا فى المحاليل منذ فترة. وحاولت "التحرير" التواصل مع د. أيمن خضارى، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، للرد على تساؤلات بشأن الأزمة، إلا أنه لم يجب على هاتفه. - الوادى الجديد تختلف الحال بمحافظة الوادى الجديد عن باقي المحافظات، حيث لا تواجه أزمة أو عجز فى المحاليل الطبية، وهى متوفرة بكثرة داخل المستشفيات والوحدات والمراكز الطبية على مستوى المحافظة. وأكد نقيب الصيادلة بالوادى الجديد، الدكتور إيهاب والى، أن المحافظة بعيدة تماما عن تلك الأزمة والمحاليل الطبية متوفرة بكثرة فى كل الصيدليات والمستشفيات بالمحافظة، مضيفًا، أن ما تواجهه المحافظات من أزمة نقص المحاليل الطبية يخلق استغلالًا لبعض شركات الأدوية للأزمة وبيع بكميات من المحاليل لمخازن أدوية أو مكاتب مستلزمات طبية لبيعها فى السوق السوداء، فضلا عن جزء كبير من المحاليل يتم تصديره للخارج، لافتا إلى أن "علبة المحلول التى كانت فى السابق بنحو 3 جنيهات وصلت بالسوق السوداء إلى 15 جنيهًا". - سوهاج تعانى مستشفيات سوهاج المركزية من نقص حاد فى المحاليل الطبية بسبب قيام وزارة الصحة بإغلاق إحدى الشركات الكبرى التى كانت توفر المحاليل بالكميات المطلوبة للمستشفيات.
وقالت أم محمد، ربة منزل، إن نجلها أصيب بإجهاد حرارى، وعندما ذهبت به للمستشفى بجرجا طالبها الطبيب بجلب محاليل من الصيدلية لعدم توافرها بالمستشفى، مضيفة أن سعرها عال جدا ولا أحد يقوى عليه من الصيدليات الخاصة. وأضاف محروس عبد العال، أن محلول الجفاف بمستشفى البلينا غير متواجد بالمرة ما يهدد حياة الأطفال الصغار بالموت التام وارتفاع أسعارها بالصيدليات وعدم معرفتنا بالأسباب الحقيقة فى اختفائها.
من جانبه، أوضح مصدر بمديرية الصحة بسوهاج، أن سبب نقص المحاليل يرجع إلى إغلاق شركة فارما، مضيفا أن هناك شركتين هما النصر والنيل يوفران المطلوب بالشكل اللازم، وأنه لا توجد أزمة وأن المواطنين يقولون غير الحقيقة. - القليوبية تعاني المحافظة من وجود عجز فى المحاليل الطبية بجميع أنواعها وبخاصة بعد إغلاق عدد من الشركات المنتجة وحالة التخبط خلال الفترة الماضية بين شركات التوزيع و الصيدليات والمستشفيات بسبب قرار وزارة الصحة وخاصة حول مقدار هامش الربح للصيدلي. نقابة الصيادلة الفرعية اضطرت للبحث عن حلول لمواجهة الأزمة والعجز بضخ 6 آلاف زجاجة محاليل "جلوكوز ٥٪ ومحلول ملح ومحلول رينجر" بأسعارها الرسمية بالخصم المقرر عليها قانونا للصيدلي، لتصل ليد المريض بسعرها الرسمى والجبرى والبدء فى توزيعها على صيدليات المحافظة لحل أزمة نقص المحاليل الطبية. وقال الدكتور بكرى سعيد، المتحدث باسم نقابة الصيادلة بالقليوبية، إن بعض الشركات ومافيا الدواء يقفون وراء الأزمة واستغلالها على حساب مرضى الطوارئ والحالات الحرجة لبيع كرتونة المحاليل بأضعاف السعر الرسمى بالسوق السوداء والتربح، لكن النقابة وجهت لهم ضربة موجعة بتوريد الدفعة الأولى من المحاليل لأكثر من 90 صيدلية خلال الأيام القليلة الماضية. - الدقهلية كما شهدت مستشفيات الدقهلية حالة من النقص الشديد فى المحاليل بمختلف أنواعها منذ منتصف شهر يونيو الماضى، ولجأت مديرية الشئون الصحية إلى ضخ المزيد منها إلى المستشفيات المركزية والعام بنطاق المحافظة من الأرصدة المتواجدة بمخازن المديرية فى مدينة المنصورة، والتنبيه على مديرى المستشفيات بإبلاغ المديرية فى حالة نقص الرصيد من صيدليات المستشفيات. وأكد مصدر داخل مديرية الصحة، أن شركة إنتاج المحاليل هى السبب فى الأزمة حيث منعت الشركة المحاليل من السوق والصيدليات الخارجية الخاصة، لكى تتمكن من رفع أسعار تلك المحاليل، مشيرًا إلى أن رصيد المديرية يكفى لفترة طويلة، وهناك محاولات لتلبية جميع احتياجات المستشفيات والمراكز الطبية التابعة لصحة الدقهلية، لكى تتمكن المستشفى من تقديم الخدمة العلاجية للمرضى. - الغربية كما اختفت محاليل سكر جلكوز ومحلول الملح من الصيدليات والمستشفيات بالغربية ما تسبب فى غلاء أسعارها واستغلال من خلال سوق السوداء للربح الأكثر . وقال محمود المصرى، المسئول عن جمعية حماية المستهلك، إن شركات الأدوية هى السبب الأول فى حجب المحاليل الطبية عن الصيدليات والمستشفيات، وذلك من أجل ارتفاع سعره عن الحد الطبييعى، مشيرا إلى أن أحد أصحاب الشركات الطبية، فضل عدم ذكر اسمه، تم إحالته لتحقيق داخل جهاز حماية المستهلك لحجبه المحاليل عن الأسواق. - المنوفية تعانى مستشفيات المنوفية من نقص المحاليل الطبية وسط اتهامات من المرضى للمسئولين فى الصحة بالإهمال والتقصير، وحملت نقابة الصيادلة المسئولية لوزير الصحة. ويقول الدكتور حسام ماضي، طبيب نسا وتوليد بمستشفى سرس الليان، إن أزمة المحاليل الطبية ظهرت فى المستشفيات الحكومية وزادت حدة بنقصها فى الصيدليات الخارجية، إضافة إلى ارتفاع أسعارها الذى ارتفع من 4 جنيهات إلى 13 جنيها للزجاجة ما يزيد من غضب المرضى ويكلفهم ويهدد حياتهم. وأكد الدكتور محمود قصد، المتحدث الإعلامى لنقابة الصيدلة بالمنوفية، أن النقابة ليس لها دخل باختفاء المحاليل الطبية بصيدليات المحافظة متهما الوزير بالتراخى فى التعامل مع مفتعلين أزمة المحاليل الطبية وبخاصة بعد ارتفاع أسعارها والذى يعرض حياة المرضى للخطر. من جانب آخر نفت الدكتورة هناء سرور، وكيل وزارة الصحة بالمنوفية وجود أزمة فى نقص المحاليل الطبية بمستشفيات المحافظة، مؤكدة أنها حصلت على دعم 2 مليون جنيه لشراء الأدوية اللازمة وبخاصة المحاليل الطبية منعا لتعرض المرضى للخطر وحفاظا على حياتهم. - دمياط شهدت مستشفيات دمياط خلال الفترة الماضية أزمة كبيرة بسبب أزمة نقص المحاليل الطبية وبخاصة محاليل الملح 9%، وقال مصدر بمديرية الصحة إن الأزمة انتهت منذ فترة بعد أن قامت المديرية بتوزيع احتياجات المستشفيات من مخازن المديرية بحسب احتياجاتها. - جنوبسيناء قال الدكتور محمد ضاحى، وكيل وزارة الصحة بجنوبسيناء، إن المحاليل بكل أنواعها متوفرة داخل المستشفيات بداية من طابا وحتى رأس سدر ، مشيرا إلى أن المديرية لم تتلق أى شكاوى بشأن نقص أى من أنواع المحاليل.
وأضاف أن مخازن المديرية متوفر بها كميات كبيرة من المحاليل تكفى حاجة كل المرضى، مؤكدا أن المحافظة من المحافظات القليلة فى عدد السكان، ولا تعانى نقصًا فى الأدوية داخل المستشفيات. - الشرقية كشفت نقابة الصيادلة بالشرقية، عن وصول الدفعة الأولى من المحاليل الوريدية إلى شركه النصر، حيث تم توزيعها، يوم الأحد، فى إطار مساعى النقابة لتغطية عجز المحاليل بالصيدليات الحرة على مستوى المحافظة. وقال نقيب الصيادلة بالشرقية دكتور عصام أبو الفتوح، إن النقابة توصلت إلى اتفاق عادل مع شركة النصر للكيماويات الدوائية على أن يتم البدء فى ضخ المحاليل الوريدية بالسوق الدوائى المحلى خلال أيام، وذلك لسد أزمة نقص كبيرة التى مرت بها مصر خلال الفترة الماضية، موضحًا أن عمليات الجرد السنوى فى 30/6 وصيانة مصانع الأدوية وراء أزمة نقص المحاليل الوريدية. وعن أسباب العجز الدوائى بالصيدليات، أكد أبو الفتوح، أن أزمة التوزيع ونقص أعداد عربيات النقل ومن ثم زيادة أسعار الدواء تسببت فى إحداث حالة إرباك داخل السوق الدوائى، نافيا حدوث أزمة حقيقة، مضيفا "أن موقف وزارة الصحة بغلق أحد مصانع إنتاج المحاليل الوريدية على خلفية واقعة تسمم أطفال بنى سويف هو إجراء طبى سليم لمواجهة الفساد فى التصنيع الدوائي". من جانبه، قال مصدر طبى بمستشفى القنايات، فضل عدم ذكر اسمه، إن أزمة المحاليل الطبية تصاعدت خلال الأيام القليلة الماضية لتصل إلى كبرى المستشفيات الحكومية بالشرقية ومراكز غسيل الكلى وحضانات الأطفال، ما ينذر بكارثة طبية محتملة، وذلك فى ظل اعتماد الحكومة على الاحتياطى الدوائى، كحل مؤقت لمواجهة أزمة نقص الدواء.