القلب مضخة عجيبة تعمل على مدار 24 ساعة يوميا لا تكل ولا تمل، سواء فى اليقظة أو النوم أو خلال الحركة أو السكون، وفيما يسمح للمخ بالراحة خلال النوم، فإن ذلك لا يسمح به للقلب الذى يسير فى إيقاع منتظم متناسق. كما يقول د. جمال شعبان استشارى أمراض القلب بمعهد القلب القومى، مشيرا إلى أن الذى يحكم هذا الإيقاع هو ما يسميه المختصون «كهرباء القلب» فإذا ما حدث اضطراب بها، فإن ذلك يشكل خطرا داهما على صحة الإنسان، وربما يؤدى ذلك إلى وفاته إذا لم تعالج الأسباب. يؤكد د. جمال شعبان، أن أمراض القلب تعد من الأمراض الشائعة المنتشرة فى جميع أنحاء العالم، ومنها مرض «كهرباء القلب» التى تقوم بالتحكم فى القلب وإيقاعه، والتى تؤثّر تأثيرا كبيرا فى تنظيم ضرباته، موضحا أن القلب الطبيعى ينقبض فى الدقيقة الواحدة ما يعادل ال 60 حتى ال 100 انقباضة، فيما يجب أن تصدر عن الخلايا المجتمعة الموجودة فى القسم العلوى من الأذين الأيمن إشارات كهربائية، ومن خلال هذا التنظيم والضبط، فإن الإشارات الكهربائية تنتقل من الأذين الأيمن بشكل كامل إلى الأذين الأيسر، ومن ثم تنتقل بشكل كامل إلى البطينين الأيمن ثم الأيسر، وأى خلل أو تشويش فى انتظام الإشارات الكهربائية فى القلب، يؤدى إلى مرض لا تحمد عقباه. اضطراب كهرباء القلب وعن تعريف كهرباء القلب يقول د. جمال شعبان: هى النظام المسئول عن التحكم بإيقاع القلب، من حيث تنظيم عدد الانقباضات وشدتها وتناسقها ضمن المعدل الطبيعى، وذلك من خلال المنظم الموجود فى أعلى الأذين الأيمن؛ حيث يقوم بإرسال إشارات كهربائية لتنظيم ذلك، وعند حدوث اضطراب فى هذه الإشارات تحدث مشاكل عدم انتظام القلب، والتى تؤدى إلى حدوث أمراض القلب والشرايين. وعن أسباب الإصابة به يقول: أهمها ارتفاع ضغط الدم المزمن، كذلك تعرض عضلة القلب للاعتلالات المرضية، مثل التهاب جدار أو غشاء القلب، أو الانسدادات الرئوية الناتجة عن الالتهابات الحادة أو الأمراض التنفسية مثل الربو، كذلك حدوث انسدادات فى الأوعية الدموية وخصوصًا شرايين وأوردة القلب مثل التاجى، وحدوث الجلطات الدموية أو النوبات القلبية المفاجئة، أو اضطراب فى نشاط الغدة الدرقية، أو الإصابة بأمراض اضطراب النوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم. الأعراض والتشخيص وفيما يتعلق بأعراض المرض يقول د. جمال شعبان: الأعراض تأتى على عدة أشكال، منها ارتفاع مزمن فى ضغط الدم، واعتلال مرضى فى عضلة القلب، كذلك التهاب فى جدار القلب، أو فى غشاء القلب، وانسداد الأوعية الدموية، والتهاب فى الشريان التاجى، والجلطة، ونوبات مفاجئة قلبية ونشاط مفرط فى الغدة الدرقية، ومنها اضطراب فى النوم و التنفس. ويؤكد د.جمال شعبان على وجود بعض الأمراض الفيروسية التى تصيب القلب فتزيد من سرعة النبض، مضيفا أن هذا النوع خطير جدا، حيث لا يشفى المريض فى هذه الحالة إلا عن طريق الكى أو وضع قسطرة قلبية، أو بعد إجراء عملية جراحية خطيرة، لافتا إلى تطور العلم فى هذا المجال، حيث هناك الآن أجهزة تكشف زيادة الكهرباء فى القلب تعرف باسم «الهولتر» يمكنها رسم القلب خلال مراقبته لمدّة 24 ساعة متواصلة، لتحديد كمية الكهرباء الزائدة وأسبابها، ويمكن من خلال ذلك تحديد نوع العلاج الذى يمكن للمريض أن يتلقاه. العلاج مضمون بشروط وعن العلاج يقول: يجب البحث عن الأسباب المذكورة أعلاه، وذلك من خلال عمل التشخيص اللازم عن طريق الطبيب المختص بها، ومهم أيضا التخلص من القلق والتوتر بممارسة اليوجا، والتغذية الروحية مثل الاستماع للقرآن الكريم. واتباع نظام غذائى متوازن، والابتعاد عن المواد الغنية بالصوديوم؛ وخصوصا تلك الموجودة فى المشروبات الغازية وغيرها، وممارسةُ الرياضة وخصوصًا رياضة المشى، لمدة لا تقل عن نصف ساعة متواصلة يوميا، والنوم لمدة لا تقل عن سبع ساعات، ولا تزيد على ثمانى ساعات متواصلة يوميا، واستخدام العقاقير الطبية اللّازمة لخفض مُعدَّلِ نبضات القلب مثل: حاصرات بيتا، وحاصرات قنوات الكالسيوم، أو استخدام عقاقير مضادات اضطرابات النظام القلبى عند اللزوم، وإجراء عملية القسطرة؛ وذلك لاستهداف الخلايا المسببة لاضطراب الكهرباء القلبية.