أشار الناقد الدكتور حسام عقل، في تصريح خاص حول المجموعة القصصية "قانون صاحبة العطر" للكاتب الروائي والقاص فرحات جنيدي، إلى أن المجموعة اعتمدت على مزج السرد والمقاطع المجنحة ذات الكثافة الغنائية، ولجأ الراوي إلى ترسيخ "الحواريات" بين عناصر الطبيعة، خصوصا حواريات النيل كرس الراوي معالم "البنية الدائرية"، فبدأ بحوارات النهر وذيل بحوارات النهر، وأدان الراوي انقياد مصر لقيم السوق والروح الرأسمالي المتوحش كما في قصة: "النظرة الأخيرة" مستخدما ضمير المتكلم، حيث أثار لقطة استثنائية لأب وابن، اختلفت ديانتهما وظلت تجمعهما مع ذلك الصلة الإنسانية الراسخة برغم اهتمام المجمتع فقط بقضايا التركة أو الإرث، أدان السارد جنوح الروح الجماعي الشعبي المصري إلى العنف، ممثلا في ظاهرة الثأر الصعيدي، على نحو ما بدا بصورة نموذجية في قصة "مسيح من الشرق" احتكم الراوي في بعض القصص إلى تحميل الأسماء بدلالات رمزية كما بدا في اسم: "يوسف إبراهيم إسحق"، حيث يشع الاسم بالدلالات الروحية والنبوية. وظف القاص قصة الومضة فأجاد في بعضها معمارا ورؤية، كما في قصة متكبرة، ولم تصب بعض قصص الومضة نجاحا مماثلا باشتراطاتها البنيوية والجمالية المعروفة، تعاظمت في بعض القصص منحنيات الرمز وتضاعف منسوبه، كما في قصة "قانون صاحبة العطر" فالمرأة الفاتنة التي اندست في ميدان التحرير بين متظاهري 25 يناير ترمز لقيمة الحرية وهي تذهب وتعاود. وفي المجمل قدم القاص رؤية حداثية تتسم بالجدة والطزاجة والتميز للقصة القصيرة المعاصرة، بوصفها نوعا ً أدبيا ً انفتح على عدة أجناس أدبية وفنون فتراسل معها وأفاد منها. يذكر قانون صاحبة العطر تم مناقشتها بملتقي السرد العربي، أول امس السبت بحضور نخبة لامعة من الشخصيات الفنية والنقدية البارزة في مصر، كان في مقدمتها الناقد الدكتور حسام عقل، والناقد الدكتور عصام محمود، والمخرج الكبير محمد الشال، والناقد أحمد الجلبي، والناقدة عبير عبد الله، والناقدة رانيا مسعود، والناقد والروائي عبد الناصر العطيفى، والكاتب الكبير محمد نجيب مطر، واتسم اللقاء بحضور نخبة كبيرة من شباب الإبداع في مصر وجمهور الأدب.