وصف الكاتب والناقد محمود قرني كتاب "ميل إلى السعادة" بأنه "ميل إلى أعلى درجات الاستشفاف"، مشيرا إلى أن العنوان"أكثر من خادع وأكثر من مؤلم، وهو مبشر بعالم يبدد السأم كما يتمنى الكاتب". وأضاف قرني خلال مناقشته الكتاب بمركز البلد الثقافي "في أحد النصوص التي يحتويها الكتاب يؤكد أن بعض رجال الدين ليسوا أكثر من خديعة ايضًا وهنا يعزز وصفه لهم بأنهم صناع النهايات"، وأوضح أن الكاتب استطاع أن يدخل المشهد الشعري، ويشهد تراجع الساحة الشعرية "بينما لم يكن غريبًا قبل عشرين عامًا أن نجد كبريات الصحف تأخذ افتاحياتها من عناوين قصائد محمود درويش وغيره من كبار الشعراء". وتحدث قرني عن النزعة الشعرية في الكتاب أكثر فقال "لا يمكننا أن نفهم عودة سامح قاسم لثلاث مرات إلى ميلينيا عشيقة كافكا إلا إنها عودة للالتزام الشعري والغنائي، خاصة ما يكتبه بضمير الغائب بالإضافة إلى حضور المونولوج"، واصفًا لغة النص التي تخاصم تاريخها بأنها "لغة شديدة الرهافة، فبدا كانه بناء سامق يأبى الاختصار"، وأنه رغم نفاذ اللغة ودقتها يبدو أن الشاعر والكاتب أراد إزاحة الرمز المحلى "وهو أمر يعكس أزمة الحداثة العربية، لتظل قيمة الكاتب محصورة على قيمة نصه"