لقيت الطبيبة السودانية الثانية المنضمة لتنظيم داعش الإرهابي، مصرعها ولم يستدل على هويتها حتى الآن، وتسلم الطب الشرعي بمحافظة نينوي العراقية جثتها ضمن 123 جثة لعناصر التنظيم الذين قتلوا خلال معارك جرت في منطقة القيارة العراقية. وأعلن مسئولون عراقيون، لوسائل إعلام محلية، اليوم الإثنين، أن الطبيبة من أصول سودانية وتحمل الجواز البريطاني، واستجابت لدعوة التنظيم مع آخرين من الأجانب. يأتي هذا بعد مرور أسابيع قليلة على مصرع روان كمال زين العابدين الطبيبة السودانية التي تبلغ من العمر 22 عاما خلال ضربة جوية لقوات التحالف نجا منها زوجها ونجلها، وهي تعد أول طبيبة سودانية منضمة في صفوف داعش تقتل خلال المعارك. تأتي أخبار وقوع طبيبات السودان لتكمل صدمة المجتمع السوداني، بعد أن هالته الأخبار التي كشفت عن هروب عدد من شباب الأطباء للانضمام إلى داعش. وأعلنت جامعة العلوم الطبية الخاصة، أن 12 طالبًا من طلابها جميعهم من أبناء المغتربين، وأبناء لأطباء يعملون بالخارج يحملون جوازات سفر بريطانية وكندية وأمريكية وسودانية، هربوا وانضموا لصفوف داعش عبر تركيا وهم بالسنة النهائية من كلية الطب. وبدأت تفاصيل عملية تجنيد التنظيم الإرهابي لشباب السودان الاثرياء تتضح وتنكشف، حيث يتعمد التنظيم استغلال أزمة الهوية التي يعاني منها بعض الشباب من أبناء المغتربين، فاستغل أحد الطلاب البريطانيين من أصول فلسطينية تلك الأزمة وقام بتجنيد هؤلاء الطلاب، حيث أكدت السلطات السودانية أن الطالب الذي التحق بالجامعة الطبية عام 2008 وتخرج عام 2013 كان مسئولا عن تجنيدهم عبر "سكايب". وذهل المجتمع السوداني بعد أن اكتشف أن معظم هؤلاء الطلاب من طبقات اجتماعية وثقافية عالية، خاصة بعد أن كشفت تقارير صحفية أن عددا من الآباء سافروا إلى الحدود التركية السورية في محاولة إقناع أبنائهم بالعودة، وقد حاول هؤلاء الآباء غرز مزيد من الانتماء الوطني بداخل ابنائهم وربطهم بجذورهم السودانية وهويتهم فأرسلوهم للدراسة بإحدى الجامعات السودانية الخاصة التي يدرس بها ابناء المغتربين وميسوري الحال ولكن انتهى بهم الحال في أحضان التنظيم الإرهابي. وأعلن التنظيم عن وصول 9 من طلاب الطب بينهم 5 فتيات إلى منطقة تل الأبيض ونشر صورًا لهم على موقعه في نشوة انتصار، حيث انطلقوا للعمل في مناطق تقع تحت سيطرة داعش وتحتاج لمساعدات طبية، والأمر أصبح واضح للجميع، فالتنظيم يستغل المشاكل النفسية التي يعاني منها الشباب وتمزقهم بين الثقافات المختلفة، حسبما كشفت دراسة للسفارة البريطانية بالخرطوم جاء فيها أن هؤلاء الطلاب العائدين إلى بلادهم يعانون من أزمة في الهوية. كما أوضحت الدراسة، أن هناك إناسا ولدوا ونشأوا في بريطانيا في أسر ليست بريطانية، الأمر الذي يجعلهم عرضة للوقوع في فخ الجماعات المتطرفة التي تقدم لهم الشعور بالانتماء.