شن الكاتب المعارض الإسرائيلى «جدعون ليفي»، هجومًا حادًا، على رئيس الوزراء الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو»، وكتب واصفًا إياه خلال مقاله بجريدة «هآرتس»: «في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية يجلس شخص منفعل، متشدد، مقتنع بأنه على حق، يؤمن بالقوة فقط وله ميول نرجسية. هذا الشخص مليء بالتناقضات، ويتسبب لإسرائيل بكارثة بسبب أيديولوجيته». ولم يكن «ليفي» هو الوحيد الذي فتح النار على «نتنياهو»، وبدأ كتاب آخرون في التحرك ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي، خاصة بعد جلساته الأخيرة مع ممثلى وسائل الإعلام، ومحاولة احتوائهم، تلك اللقاءات التي وصلت إلى 30 ساعة من وقته مع ما يقرب من 150 محررًا ومراسلًا. وأوضح المحلل «عاموس هرئيل»، في مقاله بجريدة «هآرتس»، أن «نتنياهو» عقد 8 لقاءات مع صحفيين خلال ثلاثة أسابيع، سبقها لقاءات أخرى مع مراسلين عسكريين وسياسيين ومدونين وصحفيين من اليمين الديني، ووسائل إعلام أخرى منها «القناة 2» وإذاعة «صوت الجيش» و«سلطة البث» وموقع «واللاه». وأشار هرئيل إلى أن رئيس الوزراء يهدف من هذه اللقاءات إلى كسر الحاجز بينه وبين وسائل الإعلام، وكسب تقديرهم واحترامهم، وربما يريد استباق تقرير مراقب الدولة في قضية الإنفاق من خلال الوثائق والاقتباسات، رغم أنه لم يتطرق كثيرا لهذا الأمر، وتحدث قليلًا عن التحقيقات الجنائية التي يتم طبخها ضده وضد أبناء عائلته. ورغم ذلك، قد تكون هناك صلة. وضم آخر لقاء عقده «بنيامين» مع ممثلى وسائل الإعلام، أعضاء هيئة تحرير جريدة «هآرتس»، في حوار مغلق استمر 4 ساعات بدون توقف، تحدث خلاله عن إنجازاته الاقتصادية وقناعاته السياسية، واختتمه كعادة كل لقاءاته بالحديث عن أخيه «يوني» الذي قتل في «عملية عنتيبي» بأفريقيا. وردت الكاتبة «كارولينا ليندسمان»، في مقالها بجريدة «هآرتس» على هجوم «ليفي» ضد «نتنياهو» وقالت: «نتنياهو هنا ليبقى»، وأنه «في ضوء المرشحين لخلافته، نحن لا بد سنشتاق إليه»، لافتة إلى أن «هجوم اليسار عليه ليس إلا لتصفية الحسابات السياسية». وأضافت: «يكفى أن نتذكر ماذا كان مصير من حاول أن يقود إسرائيل في مسار سياسي بديل في اتفاقات أوسلو. البديل قتل مع إسحاق رابين». وردًا على فكرتها، علق المحلل «إبراهام بورغ» في صحيفة «هآرتس» قائلا: «ليست الحكومة وحدها هي المسئولة عن انهيار الديمقراطية. فالمعارضة مسئولة أيضا. ففى الديمقراطيات السليمة توجد حكومة ويوجد من يعارضها. وطالما أن الحكومة تعمل بشكل صحيح فهى تستطيع الفوز مجددا. وعندما تفشل تكون المعارضة جاهزة مع البدائل. هذا هو جهاز التجدد السياسي المفترض ولكن عندما تغيب المعارضة ويغيب من يخطط للبديل الأفضل، يتحول اليأس إلى بديل وحيد». فيما وصف الكاتب «عوزى برعام» تلك اللقاءات بقوله: «نتنياهو فنان العروض. فهو يبيع ما يريد بقدرة عالية. ولديه قدرة لافتة على التعبير».