تعرض إتسحاق هرتسوغ، زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس المعسكر الصهيونى، لانتقادات لاذعة بسبب لقائه برئيس الحكومة الفلسطينية، محمود عباس أبومازن، دون علم الإدارة الإسرائيلية، وهو ما دعاه لكتابة مقال فى جريدة «هآرتس» لتوضيح كواليس اللقاء. وتناول فى المقال ردا على الكاتب اليسارى جدعون ليفى، الذى وصفه من قبل فى مقاله بأن زعيم الكليشيهات الذى يطلق عبارات مكررة دون أن يفعل شيئا، فرد هرتسوغ بأن ليفى هو من يطلق الكليشيهات، لأنه منذ سنوات طويلة لا يردد إلا كلمة احتلال، وأن اليهود هم المذنبون والفلسطينيون وحدهم محقون. وعن لقائه بأبو مازن قال هرتسوغ: «إنه جلس نحو أربع ساعات تحدثا فيها بعمق»، وأكد هرتسوغ أن عباس يخاف الإرهاب ويفعل الكثير لمواجهته، ولكنه يخاف من انتفاضة ثالثة تحدث تحت مسئوليته. وأضاف هرتسوغ أنه عرض على أبو مازن أن يسيرا فى طريق «إسحاق رابين» الذى يعنى حربا ضد الإرهاب ومبادرة سياسية فى الوقت نفسه. والكاتب اليسارى جدعون ليفى فى مقاله بجريدة «هآرتس» قال: «إن انطباعات هرتسوغ عن لقائه بأبو مازن مخجلة وصبيانية»، وأكد أن خلف تصريحات هرتسوغ هو رغبة فى لعب دور محارب الإرهاب الذى يمكنه من الفوز فى الانتخابات، حيث أكد ليفى أن الحرب على الإرهاب ليست تلك التى ستمنع الانتفاضة الثالثة، بل قرارات لن يتحدث عنها هرتسوغ مثل إلغاء الاعتقال الإدارى. وفى نفس السياق، تناول المحلل السياسى الإسرائيلى «الياكيم هعتسنى» فى مقاله بجريدة «يديعوت أحرونوت» زيارة هرتسوغ واصفا إياه ببطل كتاب فولتير الكلاسيكى «كنديد أم تفاؤل» الذى رغم المصائب الذى تحدث له مازال يرى الخير فى العالم، واصفا تفاؤله بأنه عبثى وساذج، مؤكدا أن هترتسوغ يعتقد أن سلوك إسرائيل الشرير هو سبب معاناتها، ويعتقد واهما أن سلوك الخير سيغير شيئا ما، وهو مؤمن أنه فقط إذا ما فعل هذا وذاك، فإن الوضع سيتحسن، فهو يحلم.