90 يوما فصلت بين الحلم والواقع، بدأت بتحفيز اللواء كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، للشركات المصرية المشاركة فى تنفيذ مشروع العاصمة الجديدة، بأن القوات المسلحة ستكرم الشركة التى سترفع علم مصر على سقف أول عمارة يتم إنجازها، بمنحها نوط الاستحقاق من القوات المسلحة، بوصفه تكريما تاريخيا. وبدأ العمل فى الحى السكنى الذى يجرى تنفيذه حاليا بالعاصمة الجديدة مطلع مايو الماضى، وانتظم بشكل دورى مستمر ليلا ونهارا، وتصادف قدوم شهر رمضان خلال هذه الفترة، إلا أنه لم يمنع الشركات من مواصلة عملها على مدار 24 ساعة، وهو ما ترتب عليه الإنجاز الذى بات واقعا على أرض العاصمة الجديدة. رفع علم مصر أعلى أول عمارة قبل مرور ثلاثة أشهر من بدء الإنشاءات، حققته شركة المقاولون العرب، وتتابع بعدها رفع الأعلام على عمائر تنفذها شركات طلعت مصطفى وبتروجت للإنشاءات، وأوراسكوم، وأبناء حسن علام، كلها أنجزت رفع آخر سقف للعمارة الأولى فى المناطق المخصصة لكل شركة، هذا إلى جانب العمارات الأخرى التى تختلف نسب إنجازها ما بين 90 و80 و70 ٪ وصولا لاستمرار بدء الحفر لعمائر جديدة وفقا لمخطط الأسبقية التى يجرى تنفيذها. وحالف الحظ العمارة 109 بالمنطقة الثالثة المجاورة الثامنة بالعاصمة الجديدة، للفوز بتتويجها ورفع علم مصر أعلى سقف الدور الأخير لها، كأول عمارة يتم الانتهاء من كامل الأعمال الخرسانية بها بنسبة 100٪، وبدأت أعمال الحفر وصب الخرسانات يوم 7 مايو الماضى، ورفع علم مصر عليها أول أغسطس، وتبلغ مساحتها 600 متر مسطح، وتتكون من بدروم وأرضى و7 أدوار متكررة.. هكذا حكى لنا المهندس هيثم على مدير الموقع التابع لشركة المقاولون العرب. وتابع: شرف كنا نتنافس على نيله، نحو 250 عاملا ما بين مهندسين وفنيين وعمال نجارة وحدادين ومبيضين محارة وبنائين ومساعدين، توحدوا بروح قتالية لإنجاز المهمة، كنا نصب سقفا كل خمسة أيام، أولويات كثيرة كنا نخصصها لها دون غيرها، وكان التركيز عليها كأول عمارة يتم إنجازها بنسبة 100٪ خرسانات، ووصلنا حاليا إلى نحو 80٪ مبان داخلية وتشطيبات دخلت حيز التنفيذ. ويؤكد مدير الموقع الانتهاء من كافة أعمال المبانى للعمارة 109، خلال شهرين على الأكثر.. «نحن نعمل بكل طاقتنا وشعارنا تحيا مصر». وقال: لا ننتظر مقابلا ماديا، ومكافأتنا الأسمى، شرف رفع علم مصر أعلى أول عمارة فى المشروع، وهو ما حققناه بالفعل، وهى رسالة مفادها أن العامل المصرى قادر على صنع المستحيل. وقال المهندس أحمد العربى مشرف وزارة الإسكان على الموقع: كنا نسابق الزمن لإنجاز هذه العمارة، وبشكل عام حتى تكون حافزا لإنجاز كافة عمائر مشروع الحى السكنى الثالث التى تبلغ 244 عمارة مثيلة العمارة 109، وإذا ما نظرت حولك فى الموقع ستجد أن العمارات الأخرى تلاحق بعضها من حيث نسبة الإنشاءات، وإذا ما نظرت فى مواقع أخرى ستجد نفس المشهد، حيث تسابق الجميع للفوز بتكريم القوات المسلحة. وأوضح العربى أن عمال شركة المقاولون العرب لم يحصلوا على إجازة عيد الفطر، واستكملوا عملهم بشكل طبيعى منذ اليوم الثانى، هذا بخلاف العمل المتواصل طيلة شهر رمضان بواقع 3 ورديات على مدار 24 ساعة، موضحا أن المدة الزمنية المحددة للانتهاء من المشروع هى 18 شهرا، لكن بعد شهرين على الأكثر ستنتهى كافة أعمال إنشاء العمارة 109 «تسليم مفتاح». الشركات كلها هنا تعمل «من أجل مصر»، وكلها شركات عملاقة متخصصة، وهو ما جعلنا ننتقيها لتنفيذ المشروع، وهم حاليا يسابقون الزمن ويتصارعون لتقديم الأفضل، ونذلل لهم كل العقبات، وننسق مع كل الشركات ولدينا جدول أعمال يحدث يوميا لما تم تنفيذه من أعمال، ونراقب تنفيذ العمل وفقا للكود المصرى وأعلى مواصفات الجودة.. هكذا وصف المهندس عمرو عبدالسميع المنسق العام لمشروع العاصمة الجديدة، الوضع تعليقا على تنفيذ 100٪ من الأعمال الخرسانية لعدد من العمارات فى الحى السكنى الذى يجرى تنفيذه وليس للعمارة 109 فقط، حيث توالى بعدها انتهاء كامل الخرسانات لعدد آخر من العمارات. وتابع المنسق العام للعاصمة الجديدة: «حفرنا كميات صخر مهولة واستغرقت وقتا كبيرا»، معتبرا أنها ضمن الصعوبات التى واجهتهم فى عملية التنفيذ، ولكن «طبيعة كل العاملين بالمشروع تخطت تكسير الصخر حتى يخرج المشروع للنور». وأوضح أنهم يقومون بكل مراحل التنفيذ كلية لكل العمارات، إلا أن فى كل مشروع تجد هناك أولوية لعمارة يكون فيها معدات وعمالة زائدة عن الطبيعى، تأخذ الاهتمام من بعض الشركات بحيث تنتهى كهيكل كامل ونموذج للشركة. وكشف المنسق العام للعاصمة أنهم سيكرمون الشركة التى ستنتهى من كافة الأعمال لأول عمارة، لافتا إلى أن «المدة الزمنية المحددة لتنفيذ المشروع هى 18 شهرا إلا أننا سننجز قبل هذا الوقت وما ترونه على أرض الواقع هنا هو خير دليل على هذا الكلام». وأنهى عبدالسميع حديثه بأنه يقوم بدور المنسق العام للعاصمة ويشرف على مشاريع الإسكان ومشاريع البنية التحتية، وعليه أن يقوم دائما بتذليل أى عقبات تواجه الشركات لإتمام عملية الإنجاز وهو أمر ليس بالسهل.