زعمت تقارير إسرائيلية أن حركة حماس تسعى لإفشال جهود مصر لإحياء عملية السلام بإيعاز من قوى إقليمية، وأن هذه القوى دفعت الحركة لإطلاق صاروخ على مستوطنة سدريروت من شمال قطاع غزة، وهى تدرك أن الرد الإسرائيلى سيكون قويًا وعنيفًا، ومع ذلك أقدمت على تلك الخطوة غير المبررة. وقالت مصادر استخباراتية إسرائيلية إنه ربما تكون دول إقليمية اشترطت على حماس التعاون معها ومواصلة دعم الحركة مقابل إشعال حرب جديدة فى غزة، تهدف لإفشال كل جهود السلام التى تقودها مصر وفرنسا، خاصة أن الصاروخ أطلق من غزة فى نفس يوم مغادرة وفد إسرائيل القاهرة بعد لقاء مسئولين مصريين لبحث إحياء عملية السلام، بحسب ما نقله موقع ديبكا الإسرائيلى. وعلى الرغم من أن المصادر الإسرائيلية لم تكشف عن الجهات الاقليمية التى دفعت حماس لمثل تلك الخطوة، إلا أن التصعيد فى غزة جاء بعد أقل من أسبوع من لقاء جمع خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى لحركة حماس، مع مسئولين إيرانيين وأتراك فى مقر إقامته بالعاصمة القطرية الدوحة. وكانت السلطة الفلسطينية أعلنت ترحيبها بالجهود المصرية لإحياء عملية السلام، ورحبت بها إسرائيل، وسط تأييد لجامعة الدول العربية والمملكة العربية السعودية، وأوروبا والولايات المتحدة، لكن حماس أعلنت مسبقًا رفضها للمبادرة وأظهرت تعنتًا كبيرًا فى التعامل مع ملف المصالحة مع حركة فتح وبقية الفصائل الفلسطينية. وكشفت صحيفة يديعوت أن الهجمات المكثفة التى شنها سلاح الجو الإسرائيلى على شمال قطاع غزة، استهدفت «مرافق حيوية واستراتيجية لحركة حماس كانت تخطط لاستخدامها فى عملياتها ضد إسرائيل مستقبلا». وأكدت أن «شبكات أنفاق كانت الحركة تخطط لاستخدامها فى عمليات الإنزال الخلفية فى أى مواجهة مستقبلية مع إسرائيل». وجاءت الغارات بناء على معلومات استخبارية تم الحصول عليها مسبقًا، مشيرة إلى أن منطقة شمال قطاع غزة عادة ما تشهد أشد المواجهات مع جنود الاحتلال. من ناحيته، قال المعلق العسكرى والسياسى بن كاسبيت إن كثافة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتى تعد الأعنف منذ حرب صيف 2014، تدلل على أن وزير الحرب الجديد أفيجدور ليبرمان «معنى بتغيير المعادلة القائمة». وقال أمير بوحبوط المعلق العسكرى فى موقع «واللا» إن سياسة ليبرمان الجديدة تجاه غزة تقول: «لا يمكنكم توقع ردة فعلنا على عمليات إطلاق الصواريخ». ونوه إلى أن ليبرمان يحاول أن يوظف الردود على إطلاق الصاروخ من قطاع غزة من أجل تحقيق مكاسب سياسية داخلية. وأعلنت الحكومة الإسرائيلية أن إسرائيل داهمت خمس ورش لإنتاج أسلحة تابعة لحركة حماس فى الضفة الغربية. وأكدت «جيروزاليم بوست» إن عملية مشتركة لقوات الجيش والشرطة نجحت فى تتبع الأسلحة والوصول لمصدرها، وتمت مصادرة عشرات البنادق الآلية والمسدسات وكذلك المتفجرات محلية الصنع.