سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأزهر والكنيسة إيد واحدة ضد الإرهاب.. خلال ختام ملتقى حوار الأديان الأول.. الهدهد: لا غرابة في دعوتنا لشباب الكنائس.. وأسقف أرثوذكسي: التطرف لا يرتبط بالإسلام
اختتم الأزهر الشريف والكنيسة أولى لقاءاتهما المجتمعية لحوار الشباب المسلم المسيحي، أمس الأحد، بالتأكيد على أن الإرهاب لا يفرق بين أبناء معتقد دون غيره، وأن الإسلام دين لخص علاقة أتباعه بسائر الديانات الأخرى على التآخي والتعارف وتبادل المصالح، مشددين على أن الإرهاب لا يفرق بين معتقد الضحية في الوطن العربي. وقال الدكتور إبراهيم الهدهد، رئيس جامعة الأزهر: إن دعوة الأزهر لشباب الكنائس ليست غريبة عنه، وأشار الهدهد، إلى أن هدف الأزهر كان ولازال أنه قلعة الإسلام الوسطي في العالم، من حيث المنهج، وفي طريقة الدراسة والتعامل مع الآخر، والتعامل مع علوم الدين والدنيا، في الإنصاف في إعطاء المرأة كل حقوقها، ولذلك منذ اللحظة الأولى، لم يكن نظام التدريس في الأزهر قائم على نظام التدريس وحسب، لكن كان يدرس فيه العلوم التطبيقية، مشددًا على أنه استوعب غير المسلمين؛ فدرس في الأزهر موسى بن ميمون وهو يهودي الديانة علوم الطب. وأكد أن الأزهر منذ نشأته يؤمن بحرية التنوع والآراء والأديان، وأن العلم في حد ذاته شريف، والعلم ينبغي أن يكون الناس أحرس شيء عليه، ومنذ نشأة الأزهر والمرأة تأخذ حقها في التعليم، فمجالس النساء العلمية كانت بجانب مجالس الرجال، وكان الأزهر يدرس الشريعة، والأدب، فالمتنبي وهو شاعر العربية الأول بلا منازع كان له مجلس في الأزهر الشريف. وأردف "الهدهد": الأزهر يؤمن بالاختلاف في المذاهب، فالأزهر يدّرس الفقه الحنفي والشافعي والحنبلي، وفيها كثير من الاختلافات، مضيفًا أن البيت المصري وجد به مسلم شافعي المذهب وأخوه حنبلي، ولا توجد أدنى أي مشكلة، إضافة إلى دراسة الديانات الأخرى، وهو في منازل واحدة، لأنه يجب على كل مسلم أن يومن بكل الأنبياء والرسل. وأوضح الهدهد، أن لم تكن بين أبناء الأزهر أي حساسية أن يتولى أمر المشيخة، إمام شافعي المذهب أو حنفي أو حنبلي، مضيفًا، حتى أثناء فترة الحكم العثماني وهو حنفي المذهب، وعلى الرغم من ذلك لم يتولى أمر المشيخة من الحنفية إلا قلة قليلة مقارنة بشيوخ المذاهب الأخرى، ومن جاء لقب الأزهر بأنه قلعة الوسطية لأنه يدرس الرأي والرأي الآخر، مطلق الحرية لكل طالب أن يختار مذهبه الذي يريد دراسته. بينما شدد الدكتور محمد عبد الفضيل، على أن الخطاب الديني في العالم العربي من أعقد المسائل كونه يعاني من تنوع الخطاب بين سلفي متطرف ناحية اليمين، وليبرالي متحرر أقصى اليسار، ويأتي بينهما خطاب ثالث يتميز بالوسطية والاعتدال وهو ما عليه الأزهر. في حين، أكد الأنبا يوليوس رئيس أسقفية الخدمات بالكنيسة الأرثوذكسية، أن الإرهاب ليس إسلاميًا، فالمسلم والمسيحي يواجهان نفس القنبلة التي لا تفاضل بينهما، مشددًا كلنا واحد، وعلينا مسئولية واحدة في مواجهة الإرهاب الذي يستهدف عقول الشباب في حرب لم تعد قوامها الأسلحة. وتابع، بناء السلام والعدالة الاجتماعية حلم يراود جميع البلدان وتسعى إلى تحقيقه؛ لكنه ليس حُلمًا فهو خطوات وواقع نعيش فيه، فالسلام يتحقق في كل بلد حسب تحدياته وإمكانياته وحسب طبيعة أهله.