ما هو الحب أو العشق؟ كيف يصيب سهم كيوبيد قلوب العاشقين؟ ولماذا؟ ومتى؟ الكثير من الدراسات والعلماء وحتى رجال الدين فى كل العصور، حاولوا أن يجيبوا عن تلك الأسئلة، التى ربما لن توجد لها أجوبة حتى نهاية الكون، فقد رأى الفيلسوف اليونانى أفلاطون أنه جنون، ورأى الإمام على بن أبى طالب أنه «مرض لا أجر فيه ولا عوض»، كما رآه الكاتب أنيس منصور مرضا خطيرا للرجل وفضيلة كبرى للمرأة، وفى أحدث دراسة نشرتها صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، أكد باحثون عدم صحة فكرة «الحب من أول نظرة»، وقالوا إنهم أجروا تجارب على مجموعة من الشباب والشابات، أظهرت أن سهم «كيوبيد» ينطلق من قوسه فى النظرة الرابعة. «كيوبيد» الجميل ابن الإلهة فينوس والذى يشبه الأطفال يحمل قوسه والأسهم ليصيب البشر فيسبب وقوعهم فى الحب، هذا الملاك قليل الحظ والذى يصور أحيانا على أنه أعمى ليؤكد مقولة أن الحب أعمى يقوده الجنون، اكتشف الباحثون فى جامعة هاملتون فى نيويورك، أنه بطيء ولا يضرب بسهمه إلا بعد تروٍ وليس العكس كما يقال. ووجد الباحثون أن تكرار اللقاء هو ما يخلق نوعا من الألفة والجاذبية وترتسم وجوه الأشخاص فى الذاكرة، وبالتالى فإن المرة الرابعة هى التى تؤكد الوقوع فى الحب، وقد حاولوا مراقبة نشاط الدماغ للمشاركين والمشاركات فى الدراسة، ويقول الخبراء أن الناس غالبا ما يجدون أنفسهم منتبهين ومنجذبين إلى الأفراد بعد لقاءات متعددة. وقال الطبيب النفسى الدكتور رافى ثيروتشسلفام، أن الدراسة والتجارب أثارت دهشته، لأنه وجد أن فكرة الحب من أول نظرة خاطئة إذ إن سهم كيوبيد بطيء فى الخروج وليس سريعا كما يزعم الآخرون، وجزء مهم من هذه الظاهرة قد يعزى إلى التغير التدريجى فى تأثير الجاذبية من خلال التكرار، والتى تشكل خارطة الحب الموجودة فى الدماغ، هذه الخريطة هى التى تساعد الإنسان على معرفة ما إذا كان الشخص المقابل له مناسب للارتباط به أم لا. الخريطة تبدو فى بعض الأحيان عبارة عن مجموعة من الصفات التى يرغب الشخص بوجودها عند شريكه، وعندما تحدث اللقاءات تشعر بالانجذاب نحوه والعكس بالعكس، لأن هذه الصفات تخزن فى الدماغ خلال جميع مراحل الحياة. أما فكرة الحب من أول نظرة، فهى كانت دراسة لمجموعة من الباحثين فى جامعة فلوريدا بالولايات المتحدة، حيث رأى جون مينر الأستاذ المساعد فى علم النفس أن الوضع يشبه المغناطيس، والإعجاب بالشخص الآخر يكون من خلال إحدى صفاته كمظهره وقوامه أو ملامح وجهه وابتسامته ونظرته أو طريقة كلامه ونبرات صوته أو تصرفاته، أو شخصيته أو حتى لون عينيه، وذلك بسبب تطور الدماغ البشرى على مدى سنوات من التغير البيولوجي، بحيث ينجذب بقوة نحو إشارات الجاذبية البدنية لدى الآخرين.