سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وفاة ترام مصر الجديدة "إكلينيكيًا".. مصادر: الوزير ألغى قرار تطويره وربطه بشبكة المترو.. ومهندس يتهم محافظ القاهرة السابق بالقضاء على معلم أثري..و"النقل": إيقاف المشروع مؤقتًا بسبب التمويل
فقدت منطقة مصر الجديدة أحد أهم معالمها وهو الترام بعد قرار وزير النقل الدكتور جلال سعيد استبداله بتنفيذ خط سير منفصل للأتوبيسات. وكشفت مصادر مسئولة، أن الوزير خاطب وكالة التنمية الفرنسية الممول الرئيسى لمشروع «الترام» لتبرير وجهة نظره في استبدال المشروع، الذي أصبح لا فائدة منه ولا يحل أزمة المرور في المنطقة، موضحة أن الوزير يرى أن هناك وجوهًا أخرى أولى بالصرف من مشروع ترام مصر الجديدة. القرار شكل صدمة لأهالي المنطقة، خاصة أن كل تصريحات وزارة النقل طوال العامين الماضيين بشأن ترام مصر الجديدة تدور حول إعادة تطويره ونزع قضبانه ومساراته لهذا السبب. ومن أسباب اعتراض أهالي مصر الجديدة لإزالة الترام كان زهد ثمن تذكرته مقارنه بوسائل النقل الأخرى التي مثلت عبئا ماديا إضافيا يقدر ب400 ٪، وهو الأمر الذي لم تعره وزارة النقل أي اهتمام، في حين التزمت بمحافظة القاهرة الصمت وامتنعت عن الإدلاء بأي تصريحات عنه بمجرد نقل تبعيته إلى النقل، لا سيما أن عملية إزالة القضبان استمرت من محطات المطرية وحلمية الزيتون وابن الحكم والتجنيد حتى محطة محكمة مصر الجديدة. ويرجع تاريخ إنشاء مترو مصر الجديدة إلى عام 1910سعيا حيث إنشاؤه البارون إمبان سعيًا منه لربط مصر الجديده بوسط القاهرة ورمسيس، بواسطة شركة بلجيكية ليربط بين محطة كوبري الليمون وروكسي بمسافة 7 كيلومترات، حتى تم تشغيل خط عبد العزيز فهمي عام 1951، وفي عام 1952، نقل نهاية خط النزهة من محطة عماد الدين إلى شارع الجلاء، وفي عام 1962، أنشئ خط مدينة نصر، وامتد خط الميرغني 1.2 كيلومتر، أما عام 1963، فامتدت الخطوط من الجلاء إلى كورنيش النيل، وفي عام 1972، كانت بداية تشغيل خط( المطرية_ الدراسة ). ونقلت تبعية الترام من الشركة البلجيكية إلى هيئة النقل العام تعود طبقا للقرار رقم 123 لسنة 1961 بعد تأميمها، من قبل الرئيس جمال عبدالناصر. وتجدر الإشارة إلى أن وزارة النقل حصلت على موافقة مجلس الوزراء في عام 2014 على نقل تبعية الترام إلى هيئة الأنفاق بهدف تطويره وإنشاء قطار مكهرب وفق أحدث التقنيات ليتم ريطه بشبكة المترو الحالية وشبكة القطارات المكهربة ليسهم بشكل فعلا في تصبح في المستقبل شبكة كاملة للنقل الجماعى المتطور داخل القاهرة. كما وقعت الوزارة في أبريل الماضي اتفاقيه مع وكالة التنمية الفرنسية خلال زيارة الرئيس الفرنسى للقاهرة لتطوير ترام مصر الجديدة بتكلفة 80 مليون يورو. واتهم المهندس الاستشاري عمرو رءوف، وزير النقل جلال سعيد بالتسبب في وفاة الترام إكلينيكيا، والقضاء على معلم أثري من معالم الحي أثناء تولية منصب محافظ القاهره، واستمر في ذلك عندما كان وزيرا للنقل بتعمده ايقاف التطوير واتجاهه واستبدال الترام بمسار للأتوبيسات بدعوى أن خطوط المترو الجديده ستغني المنطقه عن الترام. وأشار رءوف أنه تقدم ببلاغ للنائب العام في أكتوبر 2015 عرائض رقم 18401 يتهم فيه محافظ القاهرة بإغراق ترام مصر الجديدة، والتسبب في تحويل مساراتة إلى ترعه مملؤه بالمياه الجوفية عند المسافه ما بين كوبري القبه ومنشية البكري، الأمر الذي يمثل خطورة كبرى بسبب اقتراب الحافلات الكهربائيه العلوية للترام من منسوب المياه المتزايد بشكل مستمر. من جانبه قال المهندس طارق أبو الوفا رئيس الإدارة المركزيه للتخطيط بالهيئة القوميه للانفاق، إن الوزارة أوقفت مشروعات التطوير للترام بشكل مؤقت لحين إعادة النظر في تطويره بسبب محدوديه مصادر التمويل. وأوضح أن تطوير الترام أحد مشروعات الوزارة ولكنه لا يحتل الصدارة في أولوية التنفيذ ولذلك تم تأجيله حتى الانتهاء من بعض المشروعات الأكثر حيوية واستهلاكًا من قبل المواطنين مثل تطوير الخط الأول الذي يأتي في مقدمة أولويات الوزارة تليها عده مشاريع ويأتي من ضمنها تطوير ترام مصر الجديدة،لافتا إلى أن الخطوة الواحدة في تطوير ترام مصر الجديدة تساويها 10 خطوات لإنجاز المشروعات ذات الأولوية. وأشار إلى أن الوزارة بصدد تحويل مسارات عبد العزيز فهمي إلى مسار أتوبيسات للنقل العام أسوة بمسار مصطفى النحاس في مدينة نصر، حتى يتم توفير التمويل اللازم له لإعادة إحيائه بالشكل الملائم والذي يسهم في حركة نقل الركاب بشكل ملموس. ولفت إلى أن تبعية الأرض المقام عليها ترام مصر الجديدة آلت إلى هيئة الأنفاق إبان تولي جلال سعيد المحافظة حيث تم نقل تبعية المسارات والبنيه الأساسية والتحتية للهيئة بمقتضى نقل المشروع إلى الهيئة.