يمثل مايكل يوسف مجموعة من شباب الإنجيليين، الذين يؤكدون رفض طائفتهم تقديم أركان العبادة والطقوس للعذراء مريم.. وفى هذا الحوار يشرح موقفهم من الصوم والنهضة المقامة. ■ فى البداية كيف ترون العذراء مريم؟ القديسة مريم، مثل أى قديسة فى الكتاب المقدس، عاشت حياتها للرب وأعطتنا مثالا فى التواضع والمحبة. ■ لماذا تقولون إن الأرثوذكس يعبدونها رغم أن الأرثوذكس يصفونها ب«العبدة»، وما رأيكم فى صوم العذراء؟ هم يقدمون لها كل أركان العبادة من طقوس وصلوات، فكل الصفات التى ينبغى أن تقال للمسيح، يقولونها هم للعذراء، فمن هو سور الخلاص ومن هو باب السماء إلا المسيح وحده؟. وعلى سبيل المثال، فى طقس رفع البخور فى العشية وباكر وأثناء القراءات فى القداس، نرى ما يلى: بعد أن يوقد القس (أو الأسقف) البخور لله فى اتجاه الشرق يتجه نحو أيقونة (صورة) العذراء ناحية الشمال ويوقد (يقدم) لها البخور أيضا وهو يخاطبها قائلا: «السلام لك (أو افرحي) أيتها الحمامة الحسنة التى حملت الله الكلمة من أجلنا. السلام لك أيتها العذراء، الملكة الحقيقية، السلام لفخر جنسنا، ولدت لنا عمانوئيل. نسألك أيتها الشفيعة المؤتمنة أن تذكرينا أمام ربنا يسوع المسيح لكى يغفر لنا خطايانا. (القديسة مريم فى المفهوم الأرثوذكسي- القمص تادرس يعقوب - ص66). وأيضا فى كتاب صلواتهم «الأجبية»: أيتها العذراء الطاهرة اسبلى ظلك السريع المعونة على عبدك (صلاة النوم). أنت هى سور خلاصنا يا والدة الإله العذراء الحصن المنيع غير المنثلم. يا والدة الإله أنت هى باب السماء. افتحى لنا باب الرحمة (صلاة نصف الليل). أما النسبة للصوم، فنحن لسنا ضده، فالصوم أمر كتابى، لكنه يقدم لله وحده، وهذه نقطة خلاف أخرى مع الأرثوذكس، لأن الكنيسة الأرثوذكسية تخصص صومًا كل عام للقديسة مريم، على اسمها، وتمتلئ هذه الفترة بالتسابيح والتماجيد والتراتيل للقديسة مريم، التى تصف العذراء بصفات إلهية. للأسف هم يقدمون كل أركان العبادة لها، ثم يقولون: «نحن لا نعبدها». ■ كيف ترون موقف الكاثوليك منها؟ الكاثوليك أيضا يقدمون لها الصلاة والتسبيح والتمجيد مثلما هو متبع فى صلاة عندهم تسمى «المسبحة الوردية» وهم يعترفون بتسمية هذه الصلاة بالوردية، لأنها تشبه باقة من الورود تقدم لمريم. ■ لماذا نجد مؤخرًا تغيرًا فى موقف الإنجيليين تجاهها حيث أصبحوا يكرمونها؟ عذرًا اسمح لى بتصحيح هذا السؤال، كل الطوائف فى الحقيقة تكرم القديسة مريم، ونحن أيضا نكرمها بل والإخوة المسلمون يكرمونها، وليس معنى الإكرام أن نقدم العبادة والتسبيح لها، فنحن نكرمها بمعرفة سيرتها ونحن نكرم كل القديسين وليس القديسة مريم فقط. كذلك بالنسبة لموقف الطائفة الإنجيلية هم دائما يكرمونها كما قلت، بمعرفة سيرتها، ولكن ربما أنت تقصد ما ذكر على لسان أحد الوعاظ الإنجيليين عن أنه يطلب ظهور القديسة مريم على منارة الكنيسة الإنجيلية، ونحن نعترض على هذا الكلام لأن إيماننا غير مبنى على الظهورات والمعجزات، لأنه كما هو مكتوب فى الإنجيل أن الشيطان نفسه يغير شكله إلى شبه ملاك نور. وأحب أن أشدد على أنى لا أتبع الطائفة الإنجيلية ولا أى طائفة. ■ كيف ترون مصطلح والدة الإله؟ هل أنت تتبعون موقف نسطور واشرح لنا موقف نسطور والفرق بينهما؟ - نحن لا نتبع موقف أحد بل نتبع كل ما هو فى الكتاب المقدس، أما بالنسبة لنسطور فبدون الخوض فى كل أفكاره، فهو كان يرفض تسمية الأرثوذكس لمريم ب«والدة الإله» ونحن هنا نتساءل هل لفظ «والدة الإله» مكتوب فى الكتاب المقدس؟ بالطبع لا.. فمريم لقبت فى الإنجيل ب«أم يسوع» فلا يمكن لأحد أن يلد الله، ولكنها ولدت يسوع ابن الله وابن الإنسان. لذلك نحن أيضا نرفض لقب «والدة الإله» لأن هذا اللقب يضفى عليها صفة الألوهية بشكل أو بآخر.