القس جرجس عوض: الكنيسة العامة بكل مذاهبها تعيش مشكلات العصور الوسطى حنين عبد المسيح ألف كتاب «كنت أرثوذكسيًا والآن أبصر».. واتهم فيه الكنيسة بتقديم الصلاة ل«الإكليروس من البابا مرورًا بالأساقفة حتى الكهنة» بين حين وآخر يتورط أحد أتباع الكنيستين الإنجيلية والأرثوذكسية فى إشعال التراشق اللفظى بينهما، فيتطور الأمر إلى تبادل للاتهامات بشكل يطعن فى عقيدة الطرفين، ما يؤدى فى نهاية المطاف إلى تعزيز الشقاق بين أبناء الديانة الواحدة. القس الإنجيلى جرجس عوض كان آخر من يجدد تلك الأزمة بتصريحه قبل أيام أثناء مشاركته فى مؤتمر عن منكوبى الأحوال الشخصية للأقباط، الذى قال فيه إن الكنيسة الأرثوذكسية «متخلفة وتعيش فى العصور الوسطى»، وذلك فى المؤتمر الذى استضافته الكنيسة المعمدانية. القس جرجس عوض رفض التعليق على الأمر، واكتفى بالقول « هناك من لا يريد أن تكون هناك وحدة بين الكنائس فيخرجون مثل هذه الأقوال التى لم تحدث، لتعطيل الوحدة التى تسعى إليها الكنائس»، ورغم ذلك أضاف: «استضافة كنيسة النعمة الرسولية للأقباط الإنجيليين لهذه الحلقة النقاشية عن منكوبى الأحوال الشخصية مجرد مبادرة فردية وجريئة منها» لافتًا إلى أن الدين جاء ليخدم الإنسان لا ليعذبه وأن تطبيق وصايا المسيح من أجل الإنسانية ليس من أجل تطبيق الوصية وحرفية النص الإنجيلى، وليس بأيدينا تغيير قوانين الأحوال الشخصية، وأن «الكنيسة العامة بكل مذاهبها تعيش فى مشاكل العصور الوسطى من تخلف»، مشيرًا إلى أن الطائفة الإنجيلية أقلية ولا تأخذ الدولة برأيها، ولكن تأخذ برأى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية لكثرة عددهم. وفى السياق ذاته، ألف الدكتور حنين عبد المسيح كتابًا، فى وقت سابق، بعنوان: «كنت أرثوذكسيا والآن أبصر» الذى اتهم فيه الكنيسة الأرثوذكسية بعبادة الأصنام، وقد أثار الكتاب ضجة وقتها فى الأوساط القبطية، بالإضافة إلى تصريحات عبد المسيح التى تنتقد الأرثوذكسية بشدة، ويعتبر أن الشفاعة والصور هى عبادة أوثان انتشرت فى الكنيسة الأرثوذكسية. والكتاب يقع فى حوالى 52 صفحة يضع فيه الكاتب الكنيسة الأرثوذكسية فى موضع اتهام بأنها نقلت العبادات الوثنية عند الفراعنة إليها، منتقدًا الصلوات والتسابيح والأعياد التى تخصص للصليب، متحدثًا عن أن الكنيسة الأرثوذكسية لا تقدم الصلاة والتسبيح للرب فقط، ولكن لأجساد القديسين والصور، إضافة إلى الاتهام بعبادة الاكليروس من البابا مرورًا بالأساقفة حتى الكهنة من قبل الأقباط الأرثوذكس ويدعوهم بسيدنا وأبانا. وفى رد الأنبا بيشوى مطران دمياط على كتب وتصريحات البروتستانتى حنين عبد المسيح يقول إن حنين عبد المسيح شماس منشق من شبرا كان يخدم فى كنيسة مارجرجس خماروية وانضم لطائفة «البلاميس» فى شبرا، وادعى حنين أن الكنيسة الأرثوذكسية تعبد خمسة أصنام وثانى كتاب هاجم فيه الرهبنة بعنف شديد جدًا، وينكر أن العذراء هى والدة الاله وهى نفس بدعة نسطور فى القرون الأولى للمسيحية، ويتابع بيشوى قائلًا أن حنين ارتد عن المسيحية وانكر مسيحيته، وهاجم ظهورات العذراء التى حدثت فى الوراق مؤخرًا، ويؤكد بيشوى أن الشيطان يستخدم بعض الأشخاص لترويج بعض الخرافات التى تهاجم الايمان الأرثوذكسى. وألقى الأنبا بيشوى المعروف عنه هجومه على الطوائف الأخرى بإلقاء سلسلة محاضرات فى مؤتمرات تثبيت العقيدة مؤكدًا دائما على أن البروتستانت والطوائف الأخرى لن يدخلوا ملكوت السموات التى لن يدخلها سوى الأرثوذكس. ويتساءل بيشوى كيف سيدخل البروتستانت الملكوت وهم لا يعترفون بمغفرة الخطايا وأسرار الكنيسة مثل الاعتراف والتناول، ويتابع أن البروتستانت يقولون إن سر التناول هو عبادة أوثان فى الكنيسة الأرثوذكسية، ويؤكد بيشوى فى محاضرة أخرى أن الله لا يقبل صلوات البروتستانت لأنهم لا يقولون فى آخر الصلاة الربانية فى بالمسيح يسوع ربنا. ويرفض أن يدعى على قديسى الكاثوليك هذا الاسم ويقول إنه لا يوجد قديسون إلا فى الكنيسة الأرثوذكسية، ويتابع من الممكن أن يقول الكاثوليكى فى آخر حياته اقبل يارب إيمانى بالأرثوذكسية ولعنة الله على قائد الكاثوليك فينجو، ولكن لن أستطيع التحديد هل سيدخل الملكوت أم لا، لان المجامع حرمت الكاثوليك والكهنة لديهم محرومون من هذه المجامع وهم يعتبرون «كهنوت مشلوح» ولم ترفع هذه الحرومات عنهم حتى الآن. ويوضح موقف الأرثوذكس من الطوائف فى مذكرات متى المسكين بأن أحد الأشخاص فى اجتماع طرحه متى المسكين طرح سؤال هل لا يدخل البروتستانت والكاثوليك الملكوت فاستفتى الحاضرين فرد الجميع بأن البروتستانت والكاثوليك لن يدخلوا الملكوت. وفى السياق ذاته ينتقد القس الدكتور إكرام لمعى أستاذ اللاهوت المقارن فى الكنيسة الانجيلية موضوع ظهورات العذراء مريم قائلًا إن الكنيسة الأرثوذكسية تحاول إثبات صحة معتقداتها بترويج تلك المعجزات، بدليل أن الحديث عن ظهور العذراء لا يوجد إلا عند الأقباط الأرثوذكس فى مصر فقط، واختيار العذراء بالذات يرجع إلى إجلال المسلمين والمسيحيين لها على السواء، وإلا لكان من الأولى ظهور المسيح، فالظهور سياسى فى الأساس».