ترابها زعفران تستخدمه مسلمات ومسيحيات للشفاء من الأمراض كانت بيتًا لمريم العذراء أثناء مكوثها مع يسوع المسيح لمدة 40 يومًا كل من زار المدينة المقدسة «بيت لحم»، يعرف مغارة الحليب التى تحظى بشهرة واسعة، وهى تقع فى حارة العناترة ومحاذية لكنيسة المهد وعلى بعد أمتار قليلة منها. وتطلق على المغارة أسماء أخرى، أبرزها مغارة السيدة، ومغارة ستنا مريم، ولكن الاسم الأشهر مغارة الحليب، ويعتقد أن اسمها اتخذ من أسطورة قديمة، لم يرد فى الأناجيل ذكر لها، ولكن يرتبط بالتقليد والإيمان بأمور لا ترى، وكثيرًا ما يروى السكان المحليون وزوار القدس عن معجزات حدثت بسبب هذا المسحوق الذى يمكن الحصول عليه بتمرير اليد على حجر المغارة أو شرائه من الخورى «الكاهن». فالمغارة محفورة فى الحجر الجيرى الأبيض، وكلها بالتالى من الصخور البيضاء الناعمة «الطباشير»، وهى عبارة عن مغارة كبيرة أو عدة مغارات متصلة بعضها ببعض. ويقال إن هذه المغارة أخذت اسمها من أنها كانت بيتًا لمريم العذراء، أثناء مكوثها مع يسوع المسيح لمدة تقترب من 40 يومًا والذى تم خلالها ختان السيد المسيح، وقبل تطهيرها وتقديم زوج يمام أو فرخى حمام للهيكل، وفى أثناء رضاعتها للمسيح الصغير سقطت بضع قطرات من حليبها على أرض المغارة، وبمعجزة إلهية صبغت هذه النقطة من اللبن صخور المغارة باللون الأبيض فابيضت صخور المغارة جميعًا، كما تقول الحكاية. ويقال إن لهذا التراب الجيرى الأبيض قدرة على معالجة الأمراض المختلفة، وكما أن كثيرين وضعوا صورهم وقصصهم داخل المغارة، ويزورها بشكل دائم نساء مسلمات ومسيحيات يأخذن من تراب المغارة ويستخدمنه بعد إذابته فى الماء الساخن، للشفاء من الأمراض، وهو ما يفعله أيضا زوار الأراضى المقدسة الذين يأتون من مختلف أنحاء العالم، ويعودون للمغارة مرة أخرى بعد أن يشفوا من أمراضهم ليسجلوا قصصهم «مصورة» فى ركن المغارة المتسعة، ويقول أحد المشرفين إن ما يقول عنه الناس إنه جير مكون للمغارة ليس جيرًا ولكنه شيء شبيه بالحليب. الاحتلال الصليبى ويعتقد أنه تم بناء الكنيسة الأولى عام 404م فى زمن القديسة هيلانة، وهناك مغارة مكرسة للأطفال الأبرياء خارج مدينة بيت لحم، وفى العصر الصليبى بنيت كنيسة فوق المغارة ودير اللاتين، وقيل أن باولا تلميذة هيرونيموس هى التى أسسته ولكنه دمر لاحقًا. ويشرف الآن على المغارة والكنيسة والدير فوقها الآباء الفرنسيسكان، وتوجد فى مدخل المغارة لوحة كتب عليها «بارك يا رب من تعبوا فى بناء هذه الكنيسة واعط الراحة الأبدية لنفوسهم»، ويشير تاريخها إلى عام 1838 ميلادياً. والكنيسة الحالية بنيت فى 1871م ومكنت التبرعات من بناء أقواس وزخارف فى مدخل المغارة وتزيين الدرج المؤدى إليها، وكان أهم ما تم عمله بهذا الخصوص هو ما أنجزه فنانون محليون فى القرن التاسع عشر من نقش صور لحكاية العذراء وطفلها على الحجارة ومثبتة على مدخل المغارة.