منى زكي الفراشة التي تتنقل بين الأدوار لتنهل من رحيقها

بعد مشوار فني لا يمكن اعتباره طويلا بعدد السنين ولكن مليئا بالنجاحات والأعمال الفنية الجادة استطاعت الفنانة مني زكي الفتاة الجميلة صاحبة الملامح المصرية الرقيقة أن تفرض نفسها على الساحة الفنية بموهبتها وتلقائيتها وادائها البسيط وشخصيتها المتفردة لتصبح أحدي نجمات الصف الأول اللواتي عليهن مسئولية كبيرة تجاه فنهن وما يقدمونه، النجاح الذي حققته مني زكي مؤخرا سواء في التليفزيون أو السينما جعل المنتجون ينظرون اليها انها نجمة شباك تستطيع تحمل مسئولية فيلم أو مسلسل بمفردها مني أثبت من خلال مشاركتها في مسلسل "أفراح القبة" وفيلم "من 30 سنة" أن النجاح لا يأتي صدفة وإنما يكون نتيجة سعي وجهد وتعب وبعد غياب طويل عن السينما عادت مني زكي بدور مختلف وغير متوقع من خلال فيلم من " 30 سنة " والذي يحكي عن عائلة الطيب وهو رجل استطاع تكوين ثروة كبيرة وقبل وفاته وزع ثروته على أبنائه وبناته بالتساوى وقد قام بتجسيد الادوار ميرفت أمين ورجاء الجداوي وصلاح عبد الله وأحمد فؤاد سليم وشريف منير وأحمد السقا ونور اللبنانية وجميلة عوض ومحمد مهران وقد مرت عائلة الطيب بظروف كثيرة واختلفت أوضاعها ماديا فبعضهم اغتني وبعضهم ظل فقيرا ومن بينهم حفيد هذه العائلة شاب يدعى عماد والذي قام بتجسيده أحمد السقا الذي يعاني من الفقر الشديد ورغم فقره إلى أن لديه عزة نفس تمنعه من اللجوء لاحد من أفراد عائلته ولحبه للكتابة يلجأ إلى كتابة الروايات حتى يحقق حلمه الذي يراوده في أن يكون مشهورا وخلال حضوره لإحدي الندوات الشعرية يلتقي بفتاة تدعى حنان البغدادي التي تجسدها مني زكي وهي شاعرة سكندرية جاءت إلى القاهرة بحثا عن تحقيق حلمها في الشهرة والثراء وبعد التقاءها بعماد تحدث بينهما كثيرا من المفارقات لتنخرط هي وسط عائلة الطيب وتتعرف على جميع أفراد العائلة للتزوج من عمر أحد أفراد هذه العائلة الذي يجسده شريف منير وخلال سفر عماد وبعد عودته يفاجأ بزواجها فيكشف لها اسرارهذه العائلة التي تم قتلها بالكامل على يد عمر وبعد مقتل عمر على يد المجذوب الذي كان يظهر له دائما ويقول له هتقتل تسعة تتزوج هي من عماد لتكتشف من خلال تليفون زوجها السابق أن هناك مكالمات بينهم وانهما شريكين في الجريمه وان عماد من كتب قصة نهايتهم من خلال رواية هتقتل تسعة فتبلغ عنه وتضع له منوم على أساس أنه سم وفي النهاية يعترف عماد بكل شيئ عندما يوقن أن نهايته اصبحت محتومة ويكون ذلك كله مسجلا ليحكم عليه في النهاية بالاعدام وتفوز حنان البغدادي بثروة عائلة الطيب كلها بعد أن اصبحت الوريث الشرعي الوحيد.
من يشاهد الفيلم سوف يعرف جيدا أن منى زكي قدمت في هذا العمل واحدا من أهم ادوارها على الإطلاق واستطاعت أن تتفوق فيه على نفسها حيث عاشت هذه الشخصية وقد ظهر ذلك عند إلقاءها لقصيدة " معونتش " أو اللزمات التي كانت ترددها بطريقة كوميدية بحتة وهي " كل الشكر " و" اشكرك " وغيرهما للدرجة التي تجعل المشاهد يعتقد انها الشخصية التي قدمتها شخصية من لحم ودم وموجودة بالفعل وماعليه الا البحث عنها ليجدها وقد ادرك الجميع أن مني زكي كان لديها رسالة لتقديمها هذه الشخصية الصعبة والدور المركب فقد ارادت أن تثبت انها قادرة على تجسيد كل الادوار وكافة الشخصيات ومن الصعب أن يحصرها أحد أو تضع نفسها في قالب واحد بعينه كل الشكر لمني زكي على ادائها لهذه الشخصية التي امسكت بخيوطها ورسمتها بريشتها وقد إستحقت مني زكي الالقاب التي منحها لها جمهورها وكان أخرها " الفراشة " لتنقلها بين الادوار كما تتنقل الفراشة بين الزهور لتنهل من رحيقها "من 30 سنة" بطولة أحمد السقا منى ذكى ميرفت أمين شريف منير رجاء الجداوى صلاح عبد الله ونخبة من النجوم الكبار والشاب إنتاج وليد منصور إخراج عمرو عرفه.