ملفات كثيرة ومعقدة تنتظر قادة الدول العربية في "قمة الأمل" التي ستحتضنها العاصمة الموريتانية نواكشوط اليوم بحضور عدد من رؤساء وأمراء الدول العربية وممثلين عن الجامعة العربية ومدعوين من المحيط الإقليمي والدولي. ومن أبرز المواضيع المطروحة على طاولة الدول العربية هي: "النزاعات في سوريا وليبيا والعراق حيث ينشط تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يهدد الأمن في العالم العربي إضافة إلى تشكيل قوة عربية مشتركة وبحث آخر تطورات المبادرة الفرنسية لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين. القوة العربية المشتركة وقال نائب الأمين العام للجامعة العربية أحمد بن حلي في تصريح صحفي له: إن القادة العرب سيستعرضون "كل الأزمات التي تعيشها الأمة العربية وجوانبها الأمنية" في إطار "مقاربة مناسبة وتوافقية". وأعرب بن حلي عن أمله في أن تسهم في "تحقيق الأمن داخل الامة (العربية) من خلال عمل عربي ضد الإرهاب ينسق جهوده في إطار قوة عربية مشتركة سبق الاتفاق عليها في القمة العربية في شرم الشيخ في مصر في 2015، وبقي تحديد طبيعتها وتشكيلتها ومختلف جوانبها. الموقف الموريتاني وعبر مندوب موريتانيا الدائم في الجامعة العربية ودادي ولد سيدي هيبه عن أمل موريتانيا في أن "تتبنى "قمة الأمل" موقفا يوحد العرب بدلا من تقسيمهم"، وهو تصريح يوضح توجه موريتانيا التي يرى مراقبون أن مصلحتها تقتضي إمساك العصا من الوسط، من أجل إنجاح هذه القمة التي تنعقد في "ظروف استثنائية" حسب تصريحات المسؤولين العرب العرب وإيران لم يفوت الدبلوماسيين العرب فرصة قمة نواكشوط لإدانة ما سموها "التصريحات العدائية للدولة الإيرانية"، حيث أصدروا بندا خاصا يستنكر "التدخل الإيراني في البحرين واليمن وسوريا" وسياسة طهران التي قالوا إنها "تغذي النزاعات الطائفية والمذهبية" في دول الخليج. وناقشت اللجنة الوزارية العربية الرباعية التي تضم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر تطورات الأزمة مع إيران و"سبل التصدي لتدخلاتها في الشئون الداخلية للدول العربية"، مؤكدة "موقفها الثابت في الحفاظ على وحدة سوريا واستقرارها وتضامنها مع الشعب السوري ازاء ما يتعرض له من انتهاكات خطيرة تهدد وجوده وحياة المواطنين الابرياء". الوضع في ليبيا وفلسطين وحول الوضع في ليبيا، قدم وزراء الخارجية العرب مشروع قرار يؤكد تجديد "الرفض لأي تدخل عسكري في ليبيا لعواقبه الوخيمة"؛ وأكدوا "ضرورة تقديم الدعم للجيش الليبي في مواجهة كل التنظيمات الإرهابية بشكل حاسم". وستشغل القضية الفلسطينية حيزا مهما في أعمال القمة العربية خصوصا مع طرح فرنسا لمبادرة لإعادة إطلاق عملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية. ويتضمن مشروع القرار الخاص بفلسطين التأكيد على "حق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطين المستقلة وإطلاق سراح جميع الأسرى من سجون الاحتلال، وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين". كما يحذر مشروع القرار إسرائيل من أن "التصعيد الخطير" بخصوص المسجد الأقصى قد "يشعل صراعا دينيا في المنطقة"، ويعتبر أن استئناف المحادثات الثنائية هو السبيل الوحيد للمفاوضات، وهو ما يتطلب عقد مؤتمر دولي قبل نهاية العام لإيجاد حل للنزاع مع الفلسطينيين تمهيدا لاستئناف المفاوضات.