أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان، أن رسائل الاعتذار عن تدمير هوية شعب وسرقة ونهب ذاكرته قد جاءت متأخرة وحان الوقت للمطالبة بالتعويض بما يتساوى مع حجم الكارثة، مشيرا إلى أن نهب تراث العراق الحضارى بدأ مع اجتياح بغداد يوم 9 أبريل 2003 حيث سرق المتحف العراقىببغداد، وشملت أعمال النهب نحو 24 ألف قطعة أثرية جمعت من 6555 موقعا أثريا تعود لحضارات العراق منذ عصور ما قبل التاريخ مرورًا بالحضارات السومرية والآشورية والبابلية والإسلامية. وأشار ريحان في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت، إلى كتاب الباحث الآثارى عضو الاتحاد العام للآثاريين العرب الدكتور فرج الله أحمد يوسف عن " الآثار العراقية تحت الاحتلال الأمريكى " والذي رصد أهم المسروقات العراقية والتي شملت لوحة السبى البابلى و80 ألفا من الرقم الطينية المكتوبة بالخط المسمارى التي تمثل أقدم مكتبة في العالم لدراسة اللغات القديمة وإحراق مكتبة القرآن في وزارة الأوقاف والشئوون الإسلامية ببغداد التي تضم مخطوطات لمشاهير الخطاطين المسلمين. وأضاف أنه أيضا تم إحراق جميع المخطوطات الموجودة في دار صدام للمخطوطات التي كان يوجد بها 20214 مخطوطًا باللغات العربية والفارسية والتركية والكردية، كما تم احراق ذاكرة العراق المثمثلة في المكتبة الوطنية بمحتوياتها التي تضم ملايين الوثائق الخاصة بالوزارات والسجلات ووثائق الملكية منذ العهد العثمانى وفترة الاحتلال البريطانى والعهد الملكى والعهد الجمهورى وسرقة 300 مخطوط منها كتاب القانون في الطب لابن سينا. وأوضح أن الكتاب يؤكد أن قذائف الهاون قد دمرت مئذنة المسجد الجامع بسامراء التي شيدها الخليفة العباسى المتوكل على الله 232- 247ه والمسجلة ضمن قائمة التراث العالمى باليونسكو، واحدث بها فتحة كبيرة وتأثرت سلالم المئذنة من طلقات الرصاص، وفى يناير 2005 تم اتخاذ المئذنة موقعا عسكريا مما عرضها لقذف دمر الجزء العلوى منها، إلى جانب نهب متحف الموصل ونزع من حوائطه لوحات عليها نقوش مسمارية وأكثر من 30 لوحة آشورية من البرونز، ونهب متحف نبوخذ نصر ومتحف حمورابى وسرقوا مسلة حمورابى. وقال إن السرقات شملت النقوش والتماثيل من موقع نمرود وفى نينوى تم تحطيم حائط أثرى وفى بابل حطمت الدبابات المواقع الأثرية المفتوحة التي تجرى بها حفريات وسحقت العربات العسكرية أرضية أثرية ببابل عمرها 2600 سنة واستخدموا القطع الأثرية المفتتة لملئ أكياس الرمل في انتهاك واضح لكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي نصت على حماية التراث الحضارى أثناء الحروب. وأضاف أن الدكتور فرج الله يوسف في كتابه قد طالب بإيفاد لجنة علمية تحت إشراف جامعة الدول العربية لتوثيق الآثار الثابتة والمنقولة بالعراق حاليًا وتقدير حجم الدمار على الطبيعة والتوصيات الخاصة بأعمال الترميم وكيفية استعادة آثار العراق المسجلة المنهوبة من متاحفها والآثار غير المسجلة بتتبعها في أي مكان على وجه المعمورة، وترميم ما دمره الاحتلال واتخاذ الإجراءات القانونية للمطالبة بتعويض شعب العراق عن هذا التدمير وإرسال تقاريرها للمنظمات الدولية المهتمة بالتراث (يونسكو – اليكسو – إيسيسكو).